وصل الرئيس السوداني عمر البشير إلى بكين اليوم الثلاثاء متأخرا بيوم عن الموعد الذي كان من المقرر أن يصل فيه للقاء الرئيس الصيني هو جينتاو، وذلك بسبب تغيير في مسار رحلة الطائرة التي كانت تقله. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الصينية إن البشير سيلتقي بالرئيس هو جينتاو غدا الأربعاء.
وكانت الحكومة السودانية عزت تأخر وصول البشير بكين إلى تغيير مسار رحلة الطائرة التي كانت تقله. وقال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة كمال عبيد للجزيرة نت، إن تغيير مسار الطائرة اضطر الوفد للعودة إلى طهران "لأجل السلامة"، ومن ثم متابعة الرحلة إلى الصين.
وأكد أنه -وفق الاتصال مع الوفد الرئاسي- فإن السلامة تقتضي إجراء بعض المعالجات الهندسية قبل الانطلاق إلى الصين عبر مسار آخر.
ومن جهتها قالت الخارجية السودانية إن تأخر طائرة الرئيس -التي كان من المتوقع وصولها إلى بكين مساء الأحد- "كان بسبب تعديل في مسار العبور عبر دولة تركمانستان".
وأشارت إلى أنه بعد ذلك لم يكن ممكنا العبور إلا عبر مسار جديد، مما اضطر قائد الطائرة للعودة بها إلى إيران في التاسعة والنصف مساء بتوقيت طهران، قبل أن تحصل الرحلة على مسار عبور جديد.
وقد ألغي اجتماع كان مقررا بين الرئيس السوداني ونظيره الصيني بسبب تأخر وصول البشير.
وكان من المقرر أن يعقد الرئيس السوداني -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور غربي السودان- اجتماعا مع هو جينتاو ومع رئيس الجمعية الوطنية الشعبية (البرلمان) وو بانغيو.
وكانت الصين ووجهت بانتقادات غربية ولا سيما من الولاياتالمتحدة بسبب قبولها استقبال عمر البشير. وتجاهلت الصين هذه الانتقادات قائلة إنها ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية.
وتقيم بكين علاقات مميزة مع الخرطوم التي تعد أهم وجهة للاستثمارات الصينية في أفريقيا وثالث شريك تجاري للصين في القارة.
وكان البشير قد قال -في تصريحات لوسائل إعلام صينية نشرت الاثنين- إن الانفصال الوشيك لجنوب السودان يؤذن بتفجير ما وصفها بقنابل موقوتة، وأوضح أن العلاقات بين بلاده والصين لن تهتز بالتقارب بين بكين والدولة الناشئة في الجنوب.
وأثنى الرئيس السوداني على العلاقات الصينية السودانية ووصفها بالنموذجية بالنسبة للبلدان النامية، وأشاد بدور الصين كمستثمر في مشروعات نفطية تجنبتها شركات غربية لقيام حكوماتها بفرض عقوبات على الخرطوم.
ويقول محللون إنه من المرجح أن يستغل البشير زيارته للصين التي تستغرق أربعة أيام لطمأنة زعماء الصين على أن استثماراتهم وحصتهم في قطاع الطاقة بالسودان لن يهددها انفصال الجنوب المقرر في التاسع من يوليو/تموز المقبل.