في 1 أكتوبر 2010 , تم عرض فيلم "الشبكة الإجتماعية" في دور العرض الأمريكية. وفي أول اسبوع للعرض, ورغم انها فترة كساد معتادة سينمائيا, حقق الفيلم إيرادات بلغت 22 مليون دولار وحقق اجمالي إيرادات في أمريكا وكندا بلغت 93 مليون دولار, وإيرادات خارج أمريكا وكندا بلغت 100 مليون دولار. مما يجعل إجمالي الإيرادات تبلغ حوالي 200 مليون دولار. ". وكما نجح الفيلم جماهيريا نجح على مستوى النقاد والمهرجانات, فقد نال الفيلم عدة جوائز في مهرجان الاوسكار وجولدن جلوب وعدة مهرجانات وجوائز اخري. والطريف أنه حدث أن ترك العاملين في شركة فيس بوك الواقعة في بالو ألتو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية مكاتبهم وذهبوا لمشاهدة الفيلم في اقرب دار عرض لمكاتب الشركة, مما أدى لصعوبات في الإتصال بالعاملين وبالشركة. وخرجت الشركة ببيانا أكدت فيه وجود موظفيها في السينما. وقال المتحدث باسم الشركة لاري يو: "أننا احتفالا بفترة من النشاط المكثف في فيس بوك قررنا الذهاب الى السينما, وفكرنا أن هذا الفيلم تحديدا قد يكون مسليا". إذن ما قصة هذا الفيلم, وما سر نجاحه شبة المتوقع سلفا؟ يحكى الفيلم قصة نشأة ونجاح الموقع الساحر "فيس بوك" والذى قارب عدد مستخدميه على مليار شخص, من بداياته البسيطة حتى أصبح كيان مؤسسي إقتصادي يربح المليارات سنويا. وأيضا الصراعات التي وقعت بين مؤسس الموقع مارك زوكربيرج وبين صديقه وشريكة ادواردو سافرين من ناحية, وبين الاخوين وينكلفوس اللذان ادعوا ان زوكربيرج سرق فكره الموقع منهم. يبدأ الفيلم بحوار رائع بين مارك زوكربيرج وحبيبته إريكا, الفتاة الوحيدة التى أحبها, والتى رفضته لطموحه الزائد عن الحد وحمقه واهتمامه الشديد بالتكنولوجيا والانترنت واحساسه بالدونية الطبقية والإجتماعية, ينفصلا, وفي نفس الليلة, تكون بداية موقع فيس ماش, الأب الروحي للفيس بوك. يعرض الفيلم أيضا لتفاصيل مقاضاة الأخوين وينكلفوس لمارك, حيث يرون أنهم أصحاب فكرة الفيس بوك. فقد عرضوا عليه أن يبرمج لهم موقع اسمه "هارفارد كونكشن", ووافق في بداية الأمر . ثم بدا يتهرب منهم حتى فوجئوا بأنه نشر موقع الفيس بوك. والفيلم يترك للجمهور الحكم إذا كان مارك قد سرق فعلا فكرة الموقع من الأخوين وينكلفوس أم لا. يتبع مخرج الفيلم "ديفيد فيشر" منهج الفلاش باك, حيث أن هناك قضيتان مرفوعتان ضد مارك ويتم الرجوع للأحداث الماضية لتوضيح هذه النقطة في القضية. والقضيتان هما قضية الاخوان وينكلفوس التى تحدثنا عنها, والاخرى هي القضية التى رفعها ضده صديقه ادواردو سفارين شريكه وممول الموقع في بداياته حتى يأخذ نسبته التى يستحقها في الشركة. أنا هنا لا أريد أن أشرح الفيلم شرحا تفصيليا أو حتى أقوم بعملية نقدية للفيلم, فأنا فقط اعرض الفيلم عرضا سريعا وأدعوا كل من يقرأ هذا المقال لأن يشاهد الفيلم نفسه ويستمتع به وأن يكون وجهة نظره الخاصة حول الفيلم وحول مارك نفسه, ولكني اريد ان اوصل للنقطة معينة تحدثت فيها الصحف ومواقع الإنترنت ومحبي الفيس بوك. هل يعرض هذا الفيلم بالضبط لما حدث حقا في الحقيقة من صراعات ومشاكل, وهل فعلا شخصية مارك هى كما ظهرت في الفيلم؟ ظهر مارك كشخصية حمقاء, متسرع, ومهووس بالتكنولوجيا بغض النظر عن إهتمامات الآخرين بهذا الموضوع, وعبقري لدرجة الإنطواء. كان واضح ايضا عقدته الإجتماعية ممن هم أرقى منه إجتماعيا, وخاصة صديقه ادواردو سفارين الذى إنضم إلى أحد أهم نوادي جامعة هارفارد العريقة, دون أن يستطيع مارك ذلك مع أنه كان يحلم بهذا. بالنسبة لحياته العاطفية, كان مارك مرفوضا من حبيبته اريكا. كانا في علاقة عاطفية, ولكن الفيلم يبدا بإنتهاء هذه العلاقة. ولربما كانت هذه النهاية هي السبب الفعلى في هذا النجاح الذي وصل إليه. حيث يوضح الفيلم ان هذه الفتاة هي السبب في صنع موقع "فيس ماش" الذى كان الاب الروحي للفيس بوك, وكان مارك يريد ان يقول لها أننى شخص مهم, أنجح وأصنع اشياء مهمة واصبح مليارديرا, ولكن هل إستجابت هي؟ ننتقل من أول مشهد إلى آخر مشهد بالفيلم, يجلس مارك مراقبا شاشة الكمبيوتر, يعرض صفحة اريكا على الفيس بوك, ويطلب الإضافة. يستمر مارك في النظر إلى صورتها وعمل "ريفريش" لصفحتها علها تقبل صداقته في حينها. هل قبلت اريكا؟ هل استطاع مارك بعد كل ما وصل إليه ان يصل للفتاه الوحيدة التى عشقها؟ يترك لنا مؤلف الفيلم "أرون سوركين" الإجابة, فنهاية الفيلم المفتوحة تطلق لكل متفرج العنان لخياله متوقعا ماذا سيحدث بعد ذلك, وما وصلت إليه الاحداث. بالنسبة لرأي مارك نفسه في الفيلم, فهو كان رافضا له في البداية, ممتعضا من فكرة تقديم فيلم عنه وهو ما زال شابا, ومفضلا أن يتم تقديم الفيلم بعد وفاته. وكان هذا راي إدارة الفيس بوك ورسميا, وكانت هناك ايضا مفاوضات ومناقشات مع منتجي الفيلم لتغيير بعض المشاهد والاحداث, بائت كلها بالفشل. ولكن يبدو أن مارك غير رأيه بعد ذلك وابدى إعحابه به حين وجد أن الفيلم قد نال إهتمام قطاع واسع من محبي الفيس بوك, وبما فيهم العاملين بالفيس بوك أنفسهم. وكما يعرض الفيلم للمشاكل والقضايا التى كانت كلها تدور حول نزاع الملكية الفكرية للموقع أو نسبة الشراكة والتي لم يكن يعلم بها إلا عدد قليل من المستخدمين. أيضا يعرض الفيلم للرحلة الشاقة التى خاضها مارك لبناء موقعة وتطويره, والاهم الحفاظ عليه, وبالتأكيد احب مارك ان يعرف الجميع قصته. وهذا فيديو يعرض رأيه في فيلم" الشبكة الإجتماعية" حينما تم سؤالة عنه, وكانت إجابته أنه يرى أنه هناك فرق شاسع ما بين الفيلم والواقع. وابسط مثال على ذلك أن الفيلم يدور حول فكرة انه أنشأ الفيس بوك لكي ينتقم من فتاته, ويعلق مارك قائلا أن صناع الفيلم لا يتصورون أن أنه بنى هذا الموقع من أجل الموقع ذاته.