بدأ العام الدراسي في سوريا منذ أكثر من شهر ولم يتمكن نسبة كبيرة من الأطفال السوريين من الالتحاق بمدارسهم التي دُمّر بعضها وتحول بعضها الآخر إلى ملاجئ للنازحين. وعلى غرار المشافي الميدانية بات الأطفال في بلدات ريف حمص الشمالي يرتادون مدارس ميدانية بعيدة عن أماكن القصف. ولم يجد أهالي كفرلاها في ريف حمص الشمالي سبيلاً لتدريس أطفالهم سوى العمل على ترميم أجزاء من الأبنية التي دمرها القصف أو إنشاء مدارس ميدانية على أنقاض ما دمر منها. يتردد أطفال القرية يومياً إلى هذه المدرسة البعيدة بضعة كيلومترات عن منازلهم، أما الكادر التدريسي فتشكل من مجموعة شباب متطوعين خسروا وظائفهم مع استمرار الصراع الذي شارف على إنهاء عامه الرابع. وفي تقرير سابق للشبكة السورية لحقوق الإنسان تم توثيق أكثر من 3994 مدرسة مدمرة بينها ما لا يقل عن 450 مدرسة مدمرة بشكل كامل تتركز غالبيتها في محافظات حمص وريف دمشق وحلب. عدم تحييد المدارس وغيرها من المرافق التعليمية العامة عن ساحة المعركة في سوريا حرمت، بحسب منظمات إنسانية وحقوقية، أكثر من مليونين ونصف المليون طفل من التعليم، فيما تراجعت نسبة التحاق الأطفال بالمدارس إلى النصف منذ بدء الصراع. ولعل الأسوأ من ذلك هي التقارير والحالات الموثقة لدى الناشطين والمنظمات الدولية حول تزايد نسبة العمالة لدى الأطفال القاصرين سواء النازحين في الداخل واللاجئين في دول الجوار الذي دخل معظمهم معترك الحياة المهنية من أضيق أبوابها نتيجة الحرب الدائرة وتدهور الأوضاع المادية لكثير من العائلات السورية لاسيما في مناطق الصراع.