وكالات أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن حكومته طلبت من موسكو تزويدها بأسلحة نوعية بينها صواريخ أرض-جو “أس- 300”، لتكون مستعدة لأي هجوم محتمل قد يقدم عليه الرئيس الأميركي باراك أوباما تحت وطأة الضغوط التي يتعرض لها.
ويأتي هذا التصريح في غياب أي مؤشرات على وجود رغبة أميركية في مواجهة سوريا أو استهدافها، وأن الجهود الأميركية تتركز على مواجهة تنظيم داعش المتشدد.
وقال المعلم إن واشنطن أبلغت دمشق لدى تشكيل التحالف العربي الدولي بقيادتها ضد التنظيمات الجهادية في سوريا والعراق، أن الغارات “لن تمس الجيش السوري”، وأن ذلك تم عبر مندوب سوريا لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري، وعبر بغدادوموسكو.
وردا على سؤال عما إذا كانت هذه الأسلحة تشمل صواريخ “أس- 300”، أجاب “نعم وسواها من الأسلحة النوعية”. وتابع “سنحصل عليها “أس- 300” وعلى أسلحة نوعية أخرى في مدى معقول”.وقال “هذا ما أوضحناه بصراحة للروس، وطلبنا منهم استغلال الوقت وتزويدنا بأسلحة نوعية”.
وكان بشار الأسد أعلن في مايو 2013 حصول بلاده على دفعة أولى من صواريخ “أس- 300”، إلا أن مسؤولين عسكريين روسا نفوا في وقت لاحق تسليم دمشق هذا النوع من الصواريخ أرض-جو القادرة على إسقاط طائرات وصواريخ.
وبحسب تقارير إعلامية روسية، دفعت دمشق بضعة ملايين من الدولارات كدفعة أولى إلى موسكو لقاء تزويدها ما بين ثلاثة وستة أنظمة صواريخ توازي قيمتها مليار دولار.
واستغرب مراقبون طرح وزير خارجية نظام الأسد الحديث عن هجوم أميركي مباغت، معتبرين أن الأمر لا يعدو أن يكون محاولة للعب على مشاعر الجمهور الذي ما يزال يرى في التصريحات المعادية للأميركيين أو المخوفة منهم دليلا على “الثورية”.
وشدد المراقبون على أن الأسد لا يتخوف من هجوم أميركي خاصة في فترة الرئيس باراك أوباما التي اتسمت بالتذبذب والانفتاح على خصوم الولاياتالمتحدة دون مراعاة لمصالحها الاستراتيجية.
لكنهم لفتوا إلى أن نظام الأسد يتخوف من الأسلحة التي قد يحصل عليها مقاتلو الجيش الحر، ومن الخبرات العسكرية التي سيكتسبونها خلال مواجهة داعش، وهو ما يجعلهم يمثلون خطرا مستقبليا عليه.
من جهة ثانية، أكد المعلم في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة “الأخبار” اللبنانية المقربة من حزب الله ودمشق أن حكومته ما تزال تتلقى الدعم السخي من طهران، قائلا “زودتنا إيران وتزودنا، باحتياجاتنا من السلاح، خصوصا من الذخائر المتوفرة من صناعة إيرانية، كذلك تدعمنا إيران سياسيا واقتصاديا وماليا. ونحن ممتنون لهذا الدعم ونثق باستمراره”.
ويذهب المراقبون إلى القول إن تصريحات المعلم تأتي لتأكيد استمرار التحالف الثلاثي السوري الإيراني الروسي في الحرب على المقاتلين المعارضين الذين لم يتلقوا خلال السنوات الثلاث الماضية دعما عسكريا ذا قيمة قياسا بما يحصل عليه النظام من أصدقائه.