قال مصدر خليجي إنّ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أبلغ خلال زيارته أول أمس إلى السعودية الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن بلاده بذلت قصارى جهدها لحل الخلاف مع بلدان خليجية والمتعلّق أساسا بعلاقات الدوحة مع الجماعات الإسلامية المتشدّدة.
غير أنّ ذات المصدر استدرك بالقول إن العاهل السعودي على ما يبدو غير مقتنع بذلك.
وقال المصدر -الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع- إن الشيخ تميم الذي كان قد وصل الإثنين إلى جدة أجرى محادثات مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز استغرقت ساعتين وتعلّقت بالخلاف داخل مجلس التعاون الخليجي الذي مثل صدعا غير معهود داخل المجلس. وشرح أن السلطات السعودية لا يبدو أنّها اقتنعت اقتناعا كاملا بتصريحات أمير قطر.
وكانت السعودية والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة قد استدعت سفراءها لدى قطر في مارس الماضي على خلفية عدم الالتزام باتفاق يقضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
ويدور الخلاف حول دور الجماعات المتشددة لاسيما جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر بالدول الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي والمنطقة. ويقول مسؤولون خليجيون إن الدول الثلاث التي تؤلف مع الكويت وسلطنة عمانوقطر مجلس التعاون الخليجي تريد من الدوحة إنهاء جميع صور الدعم المالي والسياسي لجماعة الإخوان التي أعلنتها السعودية منظمة ارهابية.
وقال المصدر الذي يتخذ من جدة مقرا له «أراد الشيخ تميم خلال الاجتماع ان يبلغ العاهل السعودي بالأساس ان قطر قد لبت جميع الشروط التي طلبها الملك عبدالله وأن ذلك يتعين ان يكون كافيا لوضع نهاية رسمية لهذا الخلاف». وأضاف «وعد أمير قطر العاهل السعودي أيضا بأنه سيجعله على اطلاع دائم بالسياسة الخارجية لقطر في محاولة لزيادة الشفافية التي التزم بها بدرجة ما».
ومضى المصدر يقول إن القيادة السعودية ماتزال غير مقتنعة بأن قطر أوقفت تمويل جماعات إرهابية في المنطقة مثل جبهة النصرة.
وقال المصدر «يتعين الاعتراف بإحراز تقدم إلا انه مايزال يتعين عمل الكثير.. تمويل الإرهاب مايزال مشكلة خاصة بقطر». وتستضيف قطر رجل الدين يوسف القرضاوي المرتبط بجماعة الإخوان وتفتح له منابرها الدينية وقناة الجزيرة الفضائية لتوجيه انتقادات لمصر وبلدان خليجية. وتنفي الدوحة دعمها للإرهاب.
وقال وزير الخارجية القطري خالد العطية في اغسطس الماضي إن بلاده لا تدعم الجماعات المتطرفة بأي شكل من الأشكال منددا بتنظيم الدولة الإسلامية على وجه الخصوص. وقال إن قطر ترفض افكارهم واسلوبهم العنيف وأطماعهم.
وكانت قطر طلبت في سبتمبر الماضي من سبع شخصيات بارزة في جماعة الإخوان مغادرة البلاد في اعقاب ضغوط استمرت بضعة أشهر من دول الجوار لوقف دعم الإسلاميين.
لكن ابراهيم منير وهو مسؤول كبير في الجماعة يقيم في لندن قال لرويترز في ذلك الوقت إن مغادرة هذه الشخصيات لا يعني قطع العلاقات بين قطر والإخوان.
وقال المصدر الأمني الخليجي إن أمير قطر اجتمع مع العاهل السعودي يرافقه وفد يضم رئيس الوزراء القطري عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني.
وأضاف أن السعودية تتوجّس أيضا من دور قطر في إطلاق سراح رهائن، وهو أمر يوحي بمدى قوّة علاقتها بالمتشددين. وفي سوريا توسطت قطر في الإفراج عن رهائن اجانب وسوريين في مناسبات عدة خلال مراحل الحرب الأهلية في سوريا التي مضى عليها أكثر من ثلاث سنوات.
وينفي مسؤولون قطريون دفع فدى مقابل اطلاق سراح الرهائن إلا ان مصادر دبلوماسية غربية في الدوحة تقول خلاف ذلك.
وقال دبلوماسي غربي لرويترز «نعم قطر لديها شبكة طيبة من العلاقات مع جماعات مثل جبهة النصرة». ومضى يقول «هذا لا يمنع وجود نوع ما من المدفوعات بصورة مباشرة او غير مباشرة لهذه الجماعات وهو الأمر الذي يشجعها على اختطاف المزيد من الأشخاص».