خبراء يطالبون بتطوير تدريس حقوق الإنسان بمؤسسات التعليم    المؤتمر الطبى الأفريقى.. "الصحة" تستعرض التجربة المصرية في تطوير القطاع الصحي    السبت المقبل .. المنيا تحتفل باليوم العالمي للتبرع بالدم 2025    وفد من مجلس كنائس الشرق الأوسط يعزي بشهداء كنيسة مار الياس في الدويلعة    وزير الاستثمار المغربي يدعو الشركات المصرية للمشاركة بمشروعات كأس العالم 2030    معهد التخطيط القومي يختتم فعاليات مؤتمره الدولي السنوي التاسع    محافظ الغربية: مشروع رصف وتغطية مصرف الزهار يرى النور    إزالة 15 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية بقرى مركز المحلة خلال 24 ساعة    رئيس هيئة الدواء المصرية يعقد اجتماعاً مع وزير الصحة التونسي لتعزيز التكامل    ترامب يشيد بتصريحات وزير دفاعه: من أعظم المؤتمرات الصحفية لتفنيد الأخبار الكاذبة    الحوثي: أي استهداف إسرائيلي لليمن سيقابل برد مزلزل    الخارجية الفلسطينية: عجز المجتمع الدولي عن وقف "حرب الإبادة" في قطاع غزة غير مبرر    وكالة فارس: نتائج التحقيقات لم تثبت استخدام الولايات المتحدة "لليورانيوم المنضّب" في الهجمات الأخيرة    ميرتس: الاتحاد الأوروبي يواجه أسابيع وأشهر حاسمة مع اقتراب الموعد النهائي لفرض الرسوم الجمركية    على طريقة الأهلي والزمالك.. النصر يرفض التخلص من بروزوفيتش خوفًا من الهلال    موهبة يوفنتوس تستفز مانشستر سيتي قبل المواجهة المرتقبة    مجلس اليد يحفز منتخب الشباب ويضاعف مكافأة الفوز علي البرتغال في المونديال    وقع من الدور السادس.. مصرع نجار مسلح سقط أثناء عمله في الفيوم    خبير تربوي يوضح أسباب شكاوي طلاب الثانوية العامة من امتحان الفيزياء    سكب عليه بنزين..شاب يُشعل النار في جسد والده بقنا    تكثيف جهود مكافحة الإدمان بحملات توعوية ميدانية في الأقصر    الطقس غدا.. ارتفاع بدرجات الحرارة والرطوبة والعظمى بالقاهرة 36 درجة    فرقة الطارف تعرض "الطينة" ضمن مهرجان فرق الأقاليم المسرحية ال47    من القطيعة إلى اللحن الجديد.. كيف أنهى ألبوم ابتدينا خلاف عمرو دياب وعمرو مصطفى؟    شاهد.. أرتفاع إيرادات فيلم "ريستارت" أمس    مقاومة النسيان بالصورة    هيئة الرعاية الصحية توقع 4 بروتوكولات تعاون استراتيجية    الكشف على 2888 حالة وتحويل مئات المرضى في قوافل طبية بدشنا وقوص    أفضل وصفات العصائر الطبيعية المنعشة لفصل الصيف    أفكار لوجبات صحية وسريعة بدون حرمان    رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر "التخدير والرعاية المركزة" بجامعة عين شمس: قدمنا خطوة خضراء    نساء الهجرة.. بطولات في الظل دعمت مشروعًا غيّر وجه التاريخ    ألونسو ردًا على لابورتا: نشعر في ريال مدريد بالحرية    وزير الشباب والرياضة يهنئ أبطال مصر بعد حصد 6 ميداليات في اليوم الأول لبطولة أفريقيا للسلاح بنيجيريا    مبدأ قضائي: مجالس التأديب بالمحاكم هي المختصة بمحاكمة الكُتاب والمحضرين وأمناء السر    محافظ أسوان يشهد الاحتفال بالعام الهجري الجديد بمسجد النصر    وزير الري يتابع إجراءات رقمنة أعمال قطاع المياه الجوفية وتسهيل إجراءات إصدار التراخيص    ب 4 ملايين دولار، محمد رمضان يكشف عن سبب رفضه عرضا خياليا للعودة إلى الدراما (فيديو)    وفاة والدة الدكتور محمد القرش المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة وتشييع الجنازة في كفر الشيخ    جوارديولا يكشف تفاصيل إصابة لاعب مانشستر سيتي قبل مواجهة يوفنتوس في مونديال الأندية    وفاة أحد مصابي حريق مطعم المحلة الشهير في الغربية    عصمت يبحث إنشاء مصنع لبطاريات تخزين الطاقة والأنظمة الكهربائية في مصر    رئيسة حكومة إيطاليا تحتفل ب"وحدة الناتو" وتسخر من إسبانيا    تنسيق الجامعات 2025، شروط قبول طلاب الدبلومات الفنية بالجامعات الحكومية 2025    أندية البرازيل مفاجأة مونديال 2025    الجوزاء يفتعل الجدل للتسلية.. 4 أبراج تُحب إثارة المشاكل    بنتايج خارج القائمة الأولى للزمالك بسبب العقود الجديدة    تهنئة السنة الهجرية 1447.. أجمل العبارات للأهل والأصدقاء والزملاء (ارسلها الآن)    رسميًا.. موعد صرف المعاشات بالزيادة الجديدة 2025 بعد قرار السيسي    الرئيس السيسي يهنئ الشعب المصري والشعوب العربية والإسلامية بالعام الهجري الجديد    جهات التحقيق تستعلم عن الحالة الصحية لعامل وزوجة عمه فى بولاق    بعد رحيله عن الزمالك.. حمزة المثلوثي يحسم وجهته المقبلة    نور عمرو دياب لوالدها بعد جدل العرض الخاص ل"فى عز الضهر": بحبك    تشديدات أمنية مكثفة بلجان الدقي لمنع الغش وتأمين سير امتحاني الفيزياء والتاريخ للثانوية العامة    هل الزواج العرفي حلال.. أمين الفتوى يوضح    بينهم إصابات خطيرة.. 3 شهداء و7 مصابين برصاص الاحتلال في الضفة الغربية    بمناسبة العام الهجري الجديد.. دروس وعبر من الهجرة النبوية    دار الإفتاء تعلن اليوم الخميس هو أول أيام شهر المحرّم وبداية العام الهجري الجديد 1447    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



10 معايير دولية للحكم على نفسية الرئيس القادم
نشر في الفجر يوم 01 - 05 - 2012

على مدار الشهور الماضية عكف عدد من أطباء وعلماء النفس على دراسة كل شىء عن مرشحى الرئاسة، طبقوا المعايير العالمية للحكم على الحالة النفسية للمرشحين، وخرجوا بتوصيفات محددة لهم، يمكن من خلالها أن نتعرف على المزاج النفسى لرئيس مصر القادم.
فريق العمل فى الدراسة جاء فى مقدمته الدكتور محمد غانم رئيس قسم الطب النفسى بجامعة عين شمس، وعاونه الدكتور طارق أسعد والدكتورة عبير محمود والدكتور حازم درع خبير التسويق والدعاية.. وقام بالتنسيق بين أفراد الدراسة الدكتور إبراهيم مجدى حسين.
الدراسة اسمها العلمى تأثير العوامل النفسية على الحملات الانتخابية، وكان سؤالها المحورى هو : هل تدار الحملات الانتخابية فى مصر بشكل منهجى ومدروس علميا؟
وقد اهتمت الدراسة بتطبيق عشرة معايير عالمية على أداء ونشاط مرشحى الرئاسة فى مصر للوصول إلى ملامحهم النفسية وهذه المحاور هى:
أولا: الكاريزما.. وتشمل دراسة كاملة لوسامة المرشح ولباقته وارتياح الناخبين النفسى له، ومدى قربه أو بعده عمن يتحدث معهم.. وكذلك طريقة الحديث إلى الآخرين واللعب على مشاعرهم واستغلال احتياجات الناخبين الأساسية.
ثانيا: شهرة المرشح ومدى نجاحه فى عمله.. فشهرة المرشح ومعرفة الجماهير به يمكن أن تكون عاملا مهما فى اختياره، فالمرشح غير المعروف أو المشهور لا يحظى بفرص كافية فى الانتخابات.
ثالثا: قدرة المرشح على استخدام الإعلام، ومدى تطويعه لتحقيق أهدافه.
رابعا: القبلية والنزعات العرقية.. فكلما كانت للمرشح قبيلة قوية تكون قدرته على المنافسة أقوى، كما أنه يشعر بالاطمئنان الشديد لأن هناك من يقف إلى جواره ويسنده.
خامسا: الأقارب والمعارف.. وهى سمة تتعلق بالقبلية والنزعة العرقية، فكلما كانت معارف المرشح وأقاربه ذوى حظوة ونفوذ تزايدت فرصه فى المنافسة.
سادسا: العقيدة الدينية، ومدى التزام المرشح من عدمه، ولأن الشعب المصرى متدين بطبعه، فإنه يميل أكثر إلى المرشح المتدين، وهو ما يدفع المرشحين بالتبعية إلى أن يظهروا الجوانب الإيمانية فى شخصياتهم جلبا لتأييد الناخبين، حتى لو لم يكونوا كذلك فى الواقع.
سابعا: الحملات الانتخابية التى ينظمها المرشح وطرق الدعاية التى يتبعها، بما فيها من وسائل اتصال مبتكرة، وخاصة الإنترنت والفيس بوك وتويتر واليوتيوب ورسائل المحمول، وعليها عامل مهم فى تحديد توجهات المرشحين.
ثامنا: الانتماء الحزبى.. فكلما كان المرشح منتميا لحزب معروف التوجهات والأفكار كان من السهل الانحياز إليه.. فالمستقل فى الغالب يكون غير واضح الهوية ومن الصعب الحكم عليه.
تاسعا: برنامج المرشح.. وعليه دور كبير جدا فى قبوله لدى الناخبين، فالبرنامج فى الغالب يوضح شخصية المرشح ومدى قدرته على الخيال والابتكار.
عاشرا: فاعلية المرشح وهل هو شخصية جدلية تثير الصخب من حولها، أم هى شخصية هادئة لا تميل إلى الإثارة وجذب الانتباه.
فريق البحث لم يكتف بتحليل حملات المرشحين للرئاسة، ودراسة لقاءاتهم الفضائية وحواراتهم الصحفية فقط، بل لجأ إلى الدراسة الميدانية، حيث أجريت الدراسة فى عدة محافظات، وهو ما يشير إلى أن الدراسة تحمل آراء الناخبين فى مرشحيهم، وهو ما يمكن أن يكون معينا لهم فى توجيه حملاتهم الدعائية خلال الأيام المقبلة.
مرآة العلم هنا لا تكذب ولا تتجمل ولا تجامل، بذل فريق البحث بالطبع مجهودا كبيرا مع عدد من المرشحين الذين تم استبعادهم مثل حازم صلاح أبو إسماعيل وخيرت الشاطر.. لكن النتائج النهائية تنصرف الآن إلى ما يمكن اعتبارهم الستة الكبار فى الانتخابات الرئاسية الآن.
أعرف أن المرشحين للرئاسة فى فترات سابقة رفضوا أن يشاركوا فى مؤتمرات للطب النفسى، عرض فيها إخصائيون أن يناقشوهم للتعرف على سماتهم النفسية، وكان حجة بعضهم أنه ليس معقولا أن يخضعوا للفحص النفسى، فهم أسوياء، ثم إن الناس تتعامل مع من يتحدث عن الحالة النفسية لشخص، فإنه بذاك يعرض به ويتهمه بالجنون.. مرشحو الرئاسة الآن ملك لنا ومن حقنا أن نبحث تحت جلدهم دون أن يعترضوا.. وهذا بعض ما توصلت له الدراسة وما رصدناه نحن أيضا.
موسى.. ارتجالى
يتمتع عمرو موسى بكاريزما خاصة لا تخطئها العين، اكتسبها من تاريخه السياسى الطويل، فله فى ذاكرة المصريين مواقف كثيرة لعب فيها دور البطولة، وهو ما وفر عليه مجهودا كبيرا بذله آخرون لمجرد أن يعرفهم الشارع.
موسى أيقن أن الكاريزما السياسية التى يتمتع بها ليست كافية، خاصة أن هناك من يريد تحميله على فلول النظام السابق، الذين عملوا معه، وكانوا يعرفون مساوئه لكنهم صمتوا عليها.. ولذلك نزل إلى الشارع متنازلا عن الشخصية الدبلوماسية المترفعة التى تعتبر نفسها من النخبة، ليتقمص شخصية ابن البلد البسيط الذى يستطيع أن يكسب البسطاء إلى صفه.
كان غريبا أن يجالس عمرو موسى الفقراء فى بيوتهم وأكواخهم وعششهم البسيطة، ويصلى إلى جوارهم فى المساجد والزوايا والكنائس، ويأكل على موائدهم فى المقابر طعاما بسيطا مما يأكلونه، ويحمل إليهم الزيت والسكر تعبيرا عن معرفته المؤكدة باحتياجاتهم مهما كانت صغيرة وبسيطة.. لكنه كسر هذا الحاجز، وفعل ذلك ببساطة ودون افتعال أو تعمد.
السمة التى تحكم عمرو موسى فى مرآة علم النفسى أنه رجل ارتجالى لا يخطط لاصطياد إعجاب أو تأييد البسطاء.. ولكنه يتصرف بطبيعته وعلى طبيعته، بشكل ارتجالى عفوى جدا دون ترتيب أو تخطيط، ولذلك يجد نفسه فى مواقف ما كان يعتقد أنه يمكن أن يجد نفسه فيها.. كأن يشهد على عقد زواج فى حى شعبى أو قرية نائية.. وفى كل مرة يتصرف طبقا لما يفرضه عليه الموقف.
عدم توقع البعض أن يتصرف عمرو موسى بكل هذه العفوية عرضه لسخريات عديدة، لكنها جميعا تحطمت أمام مواصلته لجولاته الانتخابية التى ظهرت شخصية مختلفة تماما لعمرو موسى، شخصية استطاعت أن تستفيد من كل وسائل الإعلام والدعاية، خاصة أن موسى يجيد التعامل مع الإعلام، يخاطب الكاميرا ويقتنص زوايا الصور، بما يضفى على شخصيته المزيد من الجاذبية واللمعان، وهو ما يفتقده الآخرون تماما.
أبوالفتوح.. باطنى
قد يكون عبدالمنعم أبوالفتوح هو الأقرب من عمرو موسى من حيت التمتع بالكاريزما الشخصية، لكن الفارق أن ما يفعله موسى بتلقائية شديدة وببساطة مطلقة جعلته رجل ارتجاليًا.. يقدم عليه عبدالمنعم أبوالفتوح بتخطيط ودراسة متقنة، فهو لا يترك شيئا للصدفة.
عرف عبدالمنعم أن هناك من سيخاف من حكم وتحكم وسيطرة الإخوان.. فأعلن أنه لن يكون رئيسا للإخوان وأنه سيكون للجميع دون تفرقة، وعلم أن هناك تخوفات من الإسلاميين المتشددين فأعلن عن تسامحه وليبراليته الشديدة.. أنه يلعب على بواطن الناخبين.. يصل إلى ما يريدون ويتبناه، وليس شرطا أن يكون ما يعلنه هو ما سيفعله أو يقوم به.. المهم أن يشعر من أمامه أنه يمثله وسيكون خادما له إذا وصل إلى الرئاسة.
لا يمكن إنكار أن عبدالمنعم أبوالفتوح رجل صادق.. وأنه يحاول أن يلتزم بالأخلاقيات التى تربى عليها فى جماعة الإخوان المسلمين فى حملته الانتخابية، لكن هذا لا يمنع من انزلاقه إلى العمل بمقتضيات المنافسة السياسية، فهو يتراجع ويتملق ويتنكر لمواقفه السابقة، بل يقول أحيانًا ما لا يقتنع به حتى يسيطر على مستمعيه.
أبو الفتوح يلجأ إلى الحيلة دائما.. فهو لا يواجه خصوما رشحوا أنفسهم أمامه فقط.. ولكنه يواجه خطرا من جماعة كان ينتمى إليها، ولا يزال منتميا إليها فكريا.. وهى الجماعة التى يمكن أن تتعبه كثيرا وتفقده كثيرا من مؤيديه الذين لا يطمئنون إلى أنه يمكن أن يغادر جماعته إلى الأبد، فلابد أنه سيعود مرة أخرى إليها.. ولن يمنعه وصوله إلى منصب الرئيس من فعل ذلك.
هناك أكثر من سبب يجعل أبوالفتوح رجلاً باطنيًا.. يخفى بعضا مما لديه.. ويلعب ببعض ما لدى الناخبين، لأنه لا يستطيع أن يصرح بكل شىء.. فلو فعلها فحتما سيخسر كل شىء ، وهو رجل لا يريد أن يخسر أبدا.
صباحى.. منحاز
انحياز حمدين صباحى على أية حال لا يمكن أن يدينه، فشعاره الذى أعلنه منذ بداية حملته الانتخابية وهو «واحد مننا» وصوره التى يروج لنفسه بها وهو يجالس الفقراء.. مقتربا منهم فى حنان بالغ.. تؤكد انحيازه للفقراء، رغم أن ذلك يفقده دعما كبيرا من الأغنياء، فهو يعلن انحيازه الواضح أنه من الفقراء وليس من الأغنياء.. هذا الانحياز الذى يمكن أن يعتبره حمدين نفسه إيجابيا.. يعتبره الأغنياء سلبيا، خاصة عندما يضعون أمامهم انحيازات حمدين السياسية وتعمده الإعلان عن تبعيته لعبد الناصر، فمادام حمدين من الفقراء.. وما دام ينحاز إليهم، فإنه حتما سيأتى على الأغنياء لصالحهم، وهو ما سيؤثر على الأصوات التى يمكن أن يحشدها الأغنياء لصالح مرشح ما.. شعار حمدين صباحى وتحركاته بين الفقراء حملت رومانسية سياسية ربما تصل إلى حد السذاجة.. البعض يمكن أن يعتبرها مراهقة سياسية، فإعلانه أنه رئيس لكل المصريين يعترض مع تركيزه على انتمائه للفقراء وأنه المدافع عنهم والضامن لحقوقهم.. حمدين صباحى وبحكم احتكاكه بالجماهير لا يتصنع البساطة، فهو بسيط بالفعل، لكن هذه البساطة أحيانا ما تختفى تحت وطأة اعتقاده أن جموع الشعب تقف وراءه، وأنه حتما سيصل إلى منصب الرئيس شاء من شاء وأبى من أبى، ولذلك فمن الصعب أن يتنازل حمدين صباحى لأى مرشح آخر، لأنه من الأساس لا يرى مرشحا أفضل منه على الساحة.. حمدين يفتقد عنصرا مهما من عناصر قوته، عندما يشير إلى مواجهته للرئيس السادات وهو طالب، فصحيح أن هذه معركة يشهد له الجميع بها، إلا أنه لم يستكمل نضاله بنفس الدرجة، ففى أيام مبارك ورغم أن حمدين كان معارضا شرسا.. ولا يمكن لأحد أن يزايد عليه، إلا أنه فى الوقت نفسه كان من بين التركيبة السياسية التى أفسدت الحياة العامة فى مصر لا فرق فى ذلك بين الحكومة والمعارضة.
على.. بلا ملامح
هو الأكثر براءة وطهرا وتطهرا من بين مرشحى الرئاسة الكبار.. أصغرهم سنا وأقربهم إلى روح الثورة، فهو لم يشارك فيها وحسب ولكنه كان أحد صناعها والممهدين لها، لم ينزل ميدان التحرير زائرا مثل بعض المرشحين، لكنه كان صاحب بيت منذ البداية.
خالد على محام من قلب الناس والشعب.. تم الدفع به إلى سباق الرئاسة، لأن هناك من شعر أن المرشحين الموجودين لا يعبرون عنهم، لكن وكعادة المصريين دفعوا بخالد على وتركوه وحده دون أن يدعموه أو يقفوا إلى جواره ماديا أو معنويا.
يلح خالد على أن يكون هناك توافق على مرشح رئاسى ثورى يعبر عن الثورة، ربما لأنه يعرف أن الفوز لن يكون من نصيبه.. وبذلك يحفظ ماء وجهه من البداية، ولن يكون عصيا عليه أن يتولى أى منصب سياسى إلى جوار الرئيس القادم إذا ما كان خالد سببا فى التوافق عليه.
خالد يعرف كيف يتحرك فى الشارع جيدا، لكنها تظل تحركات محدودة فى إطار العمال الذين يعرفونه بسبب انتصاره لهم فى قضاياهم أمام المحاكم، لكنه فى النهاية ليس مشهورا بدرجة كافية، كان يحتاج إلى مجهود مضاعف ليعرفه الناس فى الشارع، وهو ما لم يتمكن منه لأنه نزل السباق مؤخرا، وليست لديه الإمكانيات الكافية ليفعل ذلك.. لم يسافر إلى الجاليات المصرية فى الخارج كما فعل الآخرون لأنه لا يقدر على تكلفة السفر.
خالد على بلا ملامح نفسية.. لا سلبية ولا إيجابية.. هو شخص رغم حماسه فى الدفاع عن موكليه إلا أنه مسالم فى الحياة.
هذا لا يمنع بالطبع أن يكون خالد على هو أكثر الرابحين من انتخابات الرئاسة حتى لو خسر السباق، فقد دخله دون أن يكون لديه شىء، وأى شىء سيخرج به سيكون مكسبا كبيرا بلا شك.
شفيق.. طبقى
ظل الفريق أحمد شفيق حتى اللحظة الأخيرة يعتقد أنه سيكون قادرا على خوض انتخابات الرئاسة، رغم كل ما قيل وتردد عن قانون العزل السياسى، فبعد أن تم التصديق على القانون ونشره فى الجريدة الرسمية والعمل به، ذهب إلى الكاتدرائية للمشاركة فى قداس الأربعين الخاص بالبابا شنودة.. وكأنه لا يزال فى السباق الرئاسى.
أحمد شفيق عرف من البداية أن الشارع لن يكون معه.. خاصة أنه ما بين ثائر يرفض الفلول.. وبين صامت لا يريد أن يتحدث حتى لا يغضب الثوار.. ولذلك ركز شفيق جهوده على كبار السن، هؤلاء الذين يعرفون قدره وقيمته كما يعتقد هو.. فهؤلاء لا يستجيبون لنزق الشباب، ثم إنهم يمكن أن يكونوا مؤثرين بدرجة كبيرة فيمن حولهم.
التوصيف المناسب لأحمد شفيق نفسيا أنه طبقى.. لا يتواصل ببساطة مع الطبقات الفقيرة، وقد لوحظ أنه فى الجولات القليلة التى نزل فيها إلى الشارع لم يكن بسيطا ولا متبسطا، بل بدا وكأن هناك حاجزًا ما يمنعه من التواصل مع الجماهير.
أحمد شفيق كان يمثل رقما صعبا فى معادلة الانتخابات الرئاسية.. رغم أنه كان منفعلا وانفعاليا طول الوقت وهو ما بدا فى حواراته التليفزيونية، فقد كان متعاليا على من يحاوره، رافضا لكل من يختلف معه، حتى لو كان فى نفس قيمته.
شفيق حاول أن يغازل الطبقات الفقيرة أكثر من مرة، لكنه كان يفشل، لأن تمسكه بأرستقراطية عمله كطيار جعلته يرتد فى اللحظات الأخيرة عن أى تواصل مهما كان بسيطا أو عابرا.
شفيق يستعد من الآن للطعن على قرار استبعاده من الرئاسة.. وسيفعل ذلك ليس من باب أن هذا حقه القانونى، فهو لا يرضى بالهزيمة، خاصة أنه يعتبر من يريدون استبعاده من السباق أقل منه شأنا، فكيف يجرؤون أو يتجرأون عليه.
العوا.. متلون
يحتل الدكتور محمد سليم العوا مكانة كبيرة لدى عدد كبير ممن يعتبرون أنفسهم طلابه ومريديه، فهو فقيه قانونى وأحد المجتهدين الكبار فى العلوم الإسلامية، لكنه افتقد كثيرا من بريقه، بعد أن بدا متهافتا على المنصب الرئاسى الذى من المفروض ألا يبدى رغبة فيه.
سليم العوا يخوض المعركة السياسية الكبرى بأدوات المفكر.. فهو يجتهد ويتراجع أكثر من مرة.. وفى الفكر الأمر محمود فالعودة عن الخطأ فضيلة، لكن الأزمة فى السياسة أن الانحيازات المتناقضة تعتبر فى النهاية تلونا.
أداء محمد سليم العوا لم يكن متزنا كما توقع من يعرفونه، بل بدا هيستيريا أكثر ربما مما ينبغى.. لقد أفقدته السياسة هيبته ومكانته وأسقطته من حيث أراد أن يرفع نفسه.. ولم يكن طرده من إحدى الندوات التى عقدت فى إحدى العواصم الأوربية إلا تأكيدًا واضحًا ومباشراً على أن الناس تعرف جيدا ما يفعله العوا.
فرص الدكتور سليم العوا فى الانتخابات الرئاسية متراجعة للغاية، من أعلنوا وقوفهم إلى جواره فى البداية بدأوا يتخلون عنه.. يتفلتون من بين يديه تفلتا ملحوظا.. وهو فى غيبوبة تامة.. لا يشعر بأنه سيخرج من الانتخابات الرئاسية صفر اليدين، فلا منصب سياسى، ولا مكانة علمية، فالمنافسة السياسية أفقدته كثيرا من رصيده عند طلابه ومريديه.
العوا موجود فى الفضاء الإلكترونى أكثر.. النت يمكن أن يشهد له بانتشار كبير، لكنه فى الشارع لا يتواجدإلا نادرا جدا، فهو فى النهاية يعتصم بسمات العلماء الذين يفضلون عدم الاختلاط بالعامة حتى يتفرغوا لعلمهم.. وهو ما لا يجوز فى السياسة.
محمد سليم العوا بعيد عن الناس.. وفيما يبدو أنه سيظل بعيدا وربما إلى الأبد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.