الأجهزة السيادية تكشف مخططًا لحفر الأنفاق أسفل السجون لتهريب قيادات الجماعة «كنا نتدرب على الامتناع عن الطعام والشراب لعدة أيام وقد تصل إلى ثلاثة وأربعة أيام بدون أكل أو شرب».. هكذا اعترف أحد العناصر الإرهابية العائدة من سوريا أثناء التحقيق معه.. فكانت قيادات تنظيم القاعدة التى تولت أمر العناصر القادمة من مصر وغيرها للجهاد فى «سوريا».. تدربهم على تحمل القدرة على الحرمان من الطعام والشراب لعدة أيام متواصلة، حتى يستطيعوا تحمل الظروف الصعبة التى قد يتعرضون لها، عند القيام بالعمليات الإرهابية وعند الهروب، لأنه من المحتمل أن يهربوا عدة أيام داخل الجبال والمناطق الوعرة ولا يوجد معهم أطعمة أو تتوافر المياه الصالحة للشرب وأن عليهم أن يتأقلموا على ذلك وضرورة تحمل هذا الأمر. وفى الفترة التى حكم فيها المعزول «محمد مرسى» مصر وبناء على أوامر مكتب الإرشاد.. فتح الحدود المصرية لكل العناصر الإرهابية التى تريد دخول مصر وكل العناصر الإسلامية التى طارت للجهاد فى سبيل الله على حد قولهم وفهمهم.. وترتب على ذلك خروج عدد ليس قليل من شباب الإخوان والتيارات الإسلامية المختلفة للجهاد فى سوريا.. تدربوا فيها على أيدى زعماء القاعدة على كيفية حمل واستخدام السلاح وكيفية المواجهة والقتال.. كما أنهم أيضا قاموا بالمشاركة فى عمليات إرهابية وحفر أنفاق أسفل السجون لتهريب المساجين. عاد البعض منهم بعد ثورة 30 يونيو.. التى أطاحت بحكم الإخوان من مصر إلى الأبد.. حتى يجاهدوا فى سبيل جماعة الإخوان ورئيسها المعزول.. وينتقموا من الجيش والشرطة وكل من شارك فى هذه الثورة وحشد لها.. وقاموا بتنفيذ ما تدربوا عليه وشاركوا فيه فى سوريا على أرض مصر.. وكانوا على رأس عمليات إرهابية كثيرة، وتفجيرات راح ضحيتها عسكريون ومدنيون، ولولا أن الجيش والشرطة يقفون لهم بالمرصاد، لكانت أحوالنا أسو بكثير مما هى عليه الآن. وفى الحقيقة فإن الأجهزة السيادية والأمنية فى مصر.. تقوم بمجهود كبير لكشف مخططات الإرهاب، وإجهاض العديد من الأعمال التخريبية قبل حدوثها، وحققوا نجاحات كثيرة فى ذلك.. وإن لم يعلن عن معظمها حتى الآن. وآخرها.. هو الكشف عن مخطط يحقق الهروب الكبير لقيادات جماعة الإخوان المسلمين.. التى تسجن وتحبس فى السجون على ذمة قضايا عديدة، أو بأحكام قضائية قد صدر الحكم فيها بالسجن المؤبد أو الإعدام.. وكان لما تدربوا عليه فى سوريا الفضل فى ذلك، خاصة أن الأمر نجح هناك.. وكما علمنا من مصادر سيادية أن العناصر الإرهابية كانت فى طريقها لتنفيذ سيناريوهات إنشاء أنفاق أسفل السجون لتهريب الإخوان منها.. وعلى رأسهم «محمد مرسى» المسجون فى سجن «برج العرب» بالإسكندرية.. وفور علم الأجهزة السيادية بهذا المخطط، تم عمل التحريات اللازمة والتى أكدت صدق هذه المعلومات الخطيرة، وتبين أن الإخوان بصدد حفر أنفاق أسفل ثلاثة سجون وهى «برج العرب- وادى النطرون- الفيوم» وذلك لتهريب قيادات الجماعة وعناصرها المهمة التى توجد فى هذه السجون.. ويقول مسئول سيادى إن خطورة حفر هذه الأنفاق، لا تتوقف عند تهريب قيادات الجماعة فقط، مثل «محمد بديع وخيرت الشاطر ومرسى وغيرهم» وإنما يمكن استغلالها فى أعمال أخرى كثيرة وكان الأمر لو تم ونجحوا فى حفرها، قد يصل إلى تكرار العملية فى سجون أخرى، فهم عن طريق هذه الأنفاق أيضا يستطيعون إدخال الأسلحة، والرسائل المهمة من وإلى المسجونين الإخوان بشكل يسير.. بل واستغلال العناصر والكوادر الإخوانية والإسلامية، خاصة الشابة التى توجد فى هذه السجون لنقل المعلومات منها وإليها، وكذلك الأسلحة عبر هذه الأنفاق وقد يؤدى الأمر إلى إحداث فوضى كبيرة، وأحداث تخريبية داخل السجون واغتيالات للقيادات الأمنية بداخلها، وطبعا كان ذلك سيكون له تأثير سلبى على كل شبر فى مصر، وعلى هيبة الدولة.. وكان من الممكن تكرار واقعة فتح السجون وتهريب المساجين كما حدث خلال ثورة يناير، فإن الأمر كانت له تداعيات شديدة الخطورة فى حالة نجاحه. وفور وصول هذه المعلومات للجهات الأمنية والسيادية تشكلت فرق بحث لعمل التحريات بشكل سريع وسرى للغاية.. وتم الكشف عن تجهيزهم لحفر هذه الأنفاق ولكن الأمر تم إجهاضه فى مهده ولم ينجحوا فى حفرها، وذلك من المستحيل أن يتم فى مصر، لأن جميع أجهزة الدولة لديها علم مسبق بما تدرب عليه هؤلاء من عمليات فى الخارج، وأيضا فيما شاركوا فيه بالفعل، ومجموعة حفر الأنفاق أسفل السجون تنتمى إلى جماعة «أنصار بيت المقدس» وهى التى كان لديها التعليمات بالبدء فى عمل ذلك، وكانت البداية ستكون من سجن «برج العرب» بالإسكندرية لتهريب «محمد مرسى» الرئيس المعزول والمحبوس هناك. ويضيف..وهى ليست المرة الأولى الذى يكشف فيها عن تجهيز مخطط لتهريب «مرسى» من السجن، فقد تم أيضا إجهاض مخطط لاقتحام السجن من قبل، وكان بطله «باسم عودة» وزير التموين فى عهد «مرسى» الذى كان يخطط لاقتحام سجن برج العرب لتهريب رئيسه المعزول، وتم القبض عليه قبل أن يبدأ فى فعل أى شىء وبمجرد وصول المعلومات للأجهزة الأمنية. ويقول.. مخطط حفر الأنفاق قد لا يكون الأخير فقد يخططون لمحاولة أخرى، ولكن الأجهزة السيادية والأمنية فى مصر ترصد كل هذه المحاولات، وتكشف عن العديد من المخططات قبل حدوثها وبالتالى لن ينجحوا فى أى شىء يتم تدبيره لمصر.. وفى الفترة الأخيرة تم القبض على عناصر إرهابية كثيرة، ومنها من كانوا بصدد حفر الأنفاق، وعن طريقهم يتم التوصل إلى باقى المجموعة فهم دائما يعترفون سريعا على بعضهم البعض خلال التحقيقات التى تجرى معهم عن طريق جهات سيادية، كما أنهم يكشفون أيضا من خلال اعترافاتهم عن ترتيبات وعمليات كانوا يخططون لها هم أو غيرهم من المجموعات الأخرى.