إيلاف- مع استمرار الخلافات حول البرنامج النووي الإيراني، واجتماع محتمل هذا الأسبوع في نيويورك في محاولة للتوصل لاتفاق، دعا سياسي بريطاني كبير دول الغرب لإبرام مثل هذا الاتفاق مع طهران. يجتمع مسؤولون كبار من الولاياتالمتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وإيران هذا الأسبوع في نيويورك لبحث البرنامج النووي الإيراني، ويقول مسؤولون قريبون من المحادثات إنه من غير المرجح التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة نظرًا للخلاف العميق حول قضايا مثل نطاق برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم في المستقبل. وتزامناً، قال وزير الخارجية البريطاني السابق وعضو البرلمان العمالي جاك سترو إنه يتعين على الغرب المجازفة وإبرام اتفاق مع ايران، وقال سترو إنه " ينبغي السماح لإيران بالإبقاء على بعض من قدراتها النووية". ورحب سترو في مقاله بلقاء رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الايراني حسن روحاني الذي يعتبر أول لقاء رفيع المستوى بين الجانبين منذ قيام الثورة الايرانية في عام 1979. واشار الوزير السابق إلى أنه في حال تطرق اللقاء الى الاهتمام المشترك بين البلدين بالنسبة للأمن الاقليمي والعلاقات الثنائية والموضوع الايراني، فإنه بذلك سيتم تجاوز المشاكل التاريخية وتبعاتها.
تحذير من فشل كما حذر سترو في مقالة في صحيفة (ديلي تلغراف) من مغبة الفشل من التوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الايراني الذي استغرق النظر فيه وقتاً طويلاً، مضيفاً أنه من المقرر التوصل الى قرار نهائي بشأنه خلال الاسابيع الثمانية القادمة، مشيراً إلى مخاطر هذا الفشل سيكون من أكبر الأخطاء الدبلوماسية لهذا القرن. وأوضح وزير الخارجية البريطاني السابق أن "استطلاعات الرأي الأخيرة في ايران، أشارت إلى أن الشعب الايراني يريد التوصل الى اتفاق حول برنامجهم النووي، لكن ليس بأي ثمن كان". وقال: "رأيي أن السماح لإيران بامتلاك نسبة عالية من أجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها، وتحت الرقابة الدولية، أمر ضروري". وخلص البرلماني البريطاني الى القول إنه يأمل أن يتمتع ببعد نظر، ليدرك أن دور الايرانيين اساسي في تأمين الاستقرار في سوريا وشمالي العراق ولبنان.
تصريحات روحاني وإلى هذا، فإن الرئيس الإيراني حسن روحاني قال يوم الثلاثاء إن توصل بلاده والقوى العالمية لإتفاق نووي بعيد الأمد ينهي العقوبات المفروضة على طهران سيفتح الباب لتعاون أعمق من أجل السلام والاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب. وقال روحاني الذي تحدث إلى رؤساء التحرير قبل التجمع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه لا توجد خطط للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما أثناء وجوده في نيويورك. ونقلت (رويترز) عن روحاني الذي كان يتحدث من خلال مترجم، "من دون شك سيوسع التوصل إلى اتفاق نووي نهائي تعاوننا ويمكننا التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك استعادة السلام والاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب." وقال روحاني: "لا يمكن لأميركا إنكار دور إيران في الحرب على الإرهاب."
انهاء العقوبات وحدد الجانبان موعدًا نهائيًا في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل للتوصل لاتفاق بعيد الأمد من شأنه أن ينهي العقوبات على طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. وأضاف روحاني "ستوضح المحادثات الجارية أشياء كثيرة ما إذا كنّا سنتمكن من التوصل إلى اتفاق نهائي أم لا... أعتقد أن الجانبين توصلا لنتيجة وهي أن استمرار الوضع الحالي لا يفيد أي شخص ... فلماذا لا نتخذ خطوات من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق؟". وبدا روحاني يشير إلى أن العلاقات مع الولاياتالمتحدة تحسنت رغم خلافاتهما، وحتى لو لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي فإن عملية التفاوض التي لم تكن في الحسبان قبل عامين قد غيّرت العلاقات. وفي الختام، قال الرئيس الإيراني: "هذا لا يعني أننا سنعود إلى ما كانت عليه الامور من قبل... سيجري تمهيد الطريق لمزيد من التعاون إذا تم حل القضية النووية"، موضحاً أن بلاده عازمة على حل القضية النووية.