غالباً ما تتبع النساء نظاماً غذائياً للوقاية من سرطان الثدي، ولكن قلة منهن يدركن أنّ الريّاضة سلاح فاعل للوقاية من هذا المرض الخبيث.
ماذا تقول الدراسة؟ تعددّت الدراسات التي تثبت أنّ الريّاضة تقي من سرطان الثدي، وكانت آخرها تلك التي قدّمتها منظمة السرطان الأوروبيّة في العشرين من آذار 2014 في مؤتمرها السنوي التاسع. وتشير هذه الدراسة إنّ ممارسة الريّاضة يوميّاً لأكثر من ساعة تخفف من خطر الإصابة بسرطان الثدي. وهذا ينطبق على جميع النساء من أوزان وأعمار مختلفة، إذ تبيّن أنّ اللواتي يمارسن الريّاضة ينخفض لديهنّ خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 12% مقارنة باللواتي يعتكفن عن ذلك. ويؤكّد مدير المعهد الدولي لبحوث الوقاية Mathieu Boniol، صحّة نتائج هذه الدراسة، وذلك بفضل صدور 37 بحثاً، نشرت في الفترة ما بين 1987 و 2013، وشملت أربع ملايين امرأة. وقد عملت هذه الدراسات على إيجاد الرابط بين ممارسة التمارين الريّاضية وخطر الإصابة بسرطان الثدي. على الرغم من تبدّل النتائج بالنسبة إلى حجم الورم، تبقى النتائج مشجّعة وتبعث الأمل بحسب الباحثين، إلاّ عند اللواتي يأخذن علاجاً بديلاً بالهورمون. ولكن، بما أنّ نسبة استخدام هذا العلاج قد أصبحت ضئيلة جداً في العالم، تتجه الأنظار نحو الرياضة، ممّا يعني أنّ نسبة الوقاية من سرطان الثدي سترتفع في أنحاء عدّة في العالم.
كيف تحمي الريّاضة المرأة من سرطان الثدي؟ تؤثّر الريّاضة مباشرة في هورمون الأستروجين الذي يفرزه مبيض المرأة في الفترة الإنجابيّة، وفي الأنسولين، أي الهورمون الذي يفرزه البنكرياس، والذي يستخدم في العلاج من مرض السكّري، بالإضافة إلى الIGF-1 الذي يفرزه الكبد بفضل هورمون النمو، GH، هذه جميعها تخفض الرياضة من نسبتها في الجسم. وجميع هذه الهورمونات، فضلاً عن جهاز المناعة، التهابات الجسم والوزن الزائد، عوامل تحفّز انتشار سرطان الثدي لدى المرأة، تستطيع الرياضة أن تسيطر عليها. كما، وترفع الريّاضة من عدد خلايا NK (lymphocytes NK) المعروفة باسم natural killer في الدم، التي تقتل الخلايا المسرطنة بطريقة طبيعيّة وتلقائيّة في الجسم، وتمنع انتشارها.
ماذا عن فترة ما بعد العلاج؟ على المرأة ممارسة الريّاضة حتّى بعد انتهاء فترة علاجها من سرطان الثدي، وذلك لأنّ التمارين الريّاضيّة لا تحمي فقط من الآثار الجانبيّة للعلاج، بل لأنّها تحسّن كثافة العظام لدى النساء، وتحميهنّ من الكسور، هذا ما أكّدته دراسة أجراها باحثون من جامعة أوريغون Oregon الأميركيّة ونشرت في ال Journal of Cancer Survivorship. فقد تبيّن أنّ علاج سرطان الثدي يسببّ تراجعاً في كثافة العظام، وانخفاضاً طفيفاً في الوزن تكتسب أمامه المرأة الكثير من الدهون، فتصبح المرأة بالتالي، أكثر عرضة للبدانة، ترقق العظام وانكسارها، ومعاودة السرطان مجدداً. وللتأكّد ما إذا كانت فوائد الريّاضة تستمرّ مطولاً أم تقتصر على فترة الممارسة فقط، تمّ متابعة 44 امرأة بعد عام من توقّف علاجهن، وكان بعضهن يمارسن الرياضة بخلاف البعض الآخر. أمّا النتائج، فقد أظهرت أنّ تأثير الريّاضة على العظام يستمرّ إلى سنوات عدّة حتّى بعد التوقّف عن ممارستها.