دخلت تجربة الدراما التركية إلى الوطن العربى من باب التجربة ليس أكثر.. ثم كانت رحلة صعود أسهمها غريبة الشكل حيث بدأت الحكاية من خلال «دانيال» مدير مكتب إم بى سى فى أنقرة منذ عدة سنوات وذلك من خلال مسلسل «إكليل الورد» حيث ذهب إلى التليفزيون التركى وطلب منهم شراء هذا العمل لتجربة عرضه فى الوطن العربى فاتهموه وقتها بالجنون «لأنه مسلسل محلى الصنع ويتحدث عن البيئة التركية بكل تفاصيلها التى لا يعلم عنها الوطن العربى أى شىء. حصل «دانيال» فى البداية على 30 حلقة طويلة من مسلسل إكليل الورد وتم تحويلها إلى 60 حلقة مدة كل حلقة 45 دقيقة وقامت مجموعة قنوات mbc بدبلجتها من خلال إحدى الشركات السورية المتخصصة فى هذا المجال. يقولون فى تركيا إن المسلسلات لا تخسر أبدا فالمسلسل الواحد يحقق للقناة ربحا صافيا نحو 350 ألف دولار فى الحلقة الواحدة من خلال الإعلانات. بعد نجاح تجربة مسلسل « إكليل الورد» فى قنوات mbc سعى دانيال للحصول على حق عرض مسلسل «نور ومهند» الذى حقق نجاحًا مدويًا إبان عرضه لدرجة أنه فى إحصائيات mbc أن الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل حازت على نسبة مشاهدة قدرها 80 مليون مشاهد فى أنحاء الوطن العربى وفى هذا المسلسل برز اسم مهندس الصفقة الجديد وهو «فادى إسماعيل» العضو المنتدب لمجموعة قنوات الإم بى سى والذى تفاوض مع القنوات التركية على شراء عرضه وحق توزيعه على القنوات العربية. ويتردد أن هذا الرجل استطاع أن يشترى مسلسل «نور ومهند» بسعر مغر جدا وهو 800 دولار للحلقة الواحدة كما أن هذا الرجل يقولون عنه التليفزيون التركى لا يستطيع أن يبيع مسلسلا إلا من خلاله كما أنه يشاهد الأعمال التركية أولا بأول وحينما يرفض عملا يبحثون بعده عن بديل وليس قبله. بعد النجاح المدوى ل«نور ومهند» ارتفع سعر الحلقة من المسلسلات التركية ووصل إلى 5 آلاف دولار فى الحلقة الواحدة. ثم بعد ذلك حدثت المفاجأة وهى دخول قناة أبو ظبى لمنافسة قنوات mbc فى شراء الأعمال التركية فاشترت مسلسل «وادى الذئاب» حصريا من إحدى القنوات التركية بمبلغ خيالى وكذلك حق توزيعه أيضا وهنا ظهر مهندس آخر للصفقة اسمه « مفيد الرفاعى «مسئول المشتريات فى قناة أبو ظبى والملقب بالمنافس الأول «لفادى إسماعيل» واشترى «الأول حق عرض مسلسل «وادى الذئاب» بسعر 17 ألف دولار للحلقة الواحدة وكان هذا المسلسل هو الأعلى سعرا بين المسلسلات التركى فى ذلك الوقت وتم عرض هذا المسلسل على مجموعة قنوات «Art» والتى دخلت فى اللعبة على استحياء من خلال هذا العمل. و بعد ذلك تم رفع سعر الحلقة فى المسلسل التركى من خلال قناة أبو ظبى حتى وصل إلى 25 ألف دولار فى الحلقة الواحدة إلى أن دخلت قناة دبى فى المنافسة وقلبت الموازين واشترت مسلسل حريم السلطان الذى يعرض على قناة الحياة حصريًا فى الوقت الحالى بسعر 35 ألف دولار فى الحلقة وبعد ذلك أعطت حق عرضه وتوزيعه لشركة «أوسن» التى أعطته لقناة الإم بى سى. ومن الغريب حاليًا تم شراء مسلسل جديد ل«مهند» يحمل اسم «شمال وجنوب» منذ نحو 3 أسابيع تقريبا ويتم دبلجته حاليا من قبل إحدى الشركات السورية وتم رفع سعر الحلقة إلى 127 ألف دولار وهذا السعر هو الأغلى بين المسلسلات التركية منذ التفكير فى شرائها. قنوات mbc تتفاوض حاليا مع أكثر من قناة مصرية تهتم بعرض المسلسلات التركية لبيع مسلسل مهند الجديد فى مصر بسعر 35 ألف دولار فى الحلقة وهذا السعر غال جدا فى أن قناة الحياة اشترت مسسلسل «حريم السلطان» لعرضه حصريًا على شاشتها بسعر 18 ألف دولار للحلقة الواحدة. أما شركات الدبلجة فلا تخرج عن ثلاث دول فى الوطن العربى الأولى سوريا وهم الأمهر ثم الأردن ثم لبنان فى الترتيب التى دخل مجموعة من شبابها هذه اللعبة بمهارة شديدة جدا بل تفوقوا على الأردنيين فى بعض الأعمال. تعد شركة سامة السورية هى الشركة الأكبر والأشهر فى عالم الدبلجة فى الوطن العربى ثم تأتى بعدها شركة « أنذور». فى النهاية الصراع بين القنوات المصرية أصبح قويا وشرسا كما أن الخليج بدأ فى محاولات دامية من قمع سيطرة الدراما التركية على الوطن العربى مثلما فعل فى الدراما المصرية فهو السبب فى رفع أجور الممثلين المصريين لشرائه المسلسلات المصرية بسعر خيال لدرجة أن المسلسلات أصبحت لها سوقها الخليجى أكثر من المصرى ثم عاد وتراجع عن شرائها مما سبب أزمة حقيقية حاليا وسنتحدث عنها بالتفصيل فى أقرب وقت.