يعد الإزهار أكثر العمليات أهمية في مراحل نمو النباتات، حيث تتضمن الثمار الناتجة عن هذه العملية المحاصيل التي يعتمد عليها العالم، والبذور التي ينشأ منها الجيل التالي من أنواع النباتات المختلفة. ففي الوقت الذي أثبتت التجارب الكلاسيكية قدرة النباتات على ضبط توقيت إزهارها استجابة للظروف البيئية، مثل درجة الحرارة والضوء ومدى توافر المواد الغذائية، لذلك لم يكن معروفاً كثيراً ما الذي يحفز النباتات على إنتاج الزهور بدلاً من الأوراق، في ظل الظروف البيئية المختلفة. بروتين مسؤول وتقول صحيفة "ساينس ديلي" الأميركية، في تقرير حديث لها، إن فريقاً من الباحثين من جامعة سنغافورة الوطنية توصلوا إلى تحديد البروتين المسؤول عن عملية الإزهار تحت ظروف الإضاءة العادية. وقد جاء ذلك في إطار الدراسة التي أجراها الفريق بقيادة الدكتور يو هاو، الأستاذ المساعد بقسم العلوم البيولوجية في كلية العلوم بالجامعة، حيث نشرت نتائجها في مجلة "بلوإس بيولوجي" الاختصاصية في علوم الأحياء. عنصر محفز ولتحديد العنصر الذي يحفز عملية الإزهار في النباتات، فقد قام هاو وزملاؤه بهذه الدراسة التي امتدت حوالي خمس سنوات، حيث تم من خلالها فحص البروتينات في النباتات باستخدام عملية تسمى المسح الفطري ثنائي التهجين. وبعد إجراء مسح لحوالي 3 ملايين عينة، تمكن الباحثون من تحديد جزيء أطلقوا عليه "إف تي آي بي1"، وهو عبارة عن بروتين يتفاعل داخلياً. ووجد الباحثون أن النباتات التي تحمل أنواعاً متحولة غير وظيفية من هذا الجزيء أزهرت بعد فترة أطول في ظل تعرضها لضوء طبيعي، أي نحو 16 ساعة من الضوء يومياً. وعندما أعطيت هذه الطفرات نسخة نشطة من هذا الجين، استعادت الوقت الطبيعي للإزهار بدرجة أسرع.