وصفت الأحزاب ما قبل 25 يناير بالآحزاب الكرتونية أى أنها لم يكن لها دور فعال ومؤثر فى الشارع المصري، وذلك بسبب الحصار السياسي الممثل فى الحزب الوطنى المنحل، وبعد 25 يناير تم إنشاء عدد كبير من الأحزاب، رغم توافق الكثير منها فى الأفكار والمبادئ، وهذا التشتت كان ورقة رابحة بالنسبة لجماعة الإخوان الذين استطاعوا التواجد فى برلمان 2012 بأغلبية سمحت لهم بتفصيل قوانين تصب فى مصلحتهم السياسية . ومن هنا كانت مبادرة السيد عمرو موسي، رئيس لجنة الخمسين للدستور، واللواء مراد موافى رئيس جهاز المخابرات السابق، بإنشاء تحالفات حزبية للدخول بها فى المعركة الانتخابية القادمة لبرلمان 2014، ومن الأحزاب التى أعلنت موافقتها المبدئية : حزب المصريين الأحرار، المصري الديمقراطي، التجمع ، حزب الحركة الوطنية، وجبهة مصر بلدى .
وكان قانون الانتخابات التشريعية الذي أصدره الرئيس السابق عدلي منصور قبل أيام من تسليمه السلطة إلى الرئيس الجديد عبدالفتاح السيسي، أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية، لجهة توسّعه في المنافسة على غالبية المقاعد بالنظام الفردي.
وصرح طارق التهامي عضو اللجنة العليا لحزب الوفد، أن الحزب يتجه بقوة لعمل تحالفات حزبية لكنه لم يتم الاتفاق بعد مع أى حزب أو كيانات، وأكد ل"الفجر"، أنه سيتوضح الأمر قريبا وسيكون هناك تحالف، لأن المرحلة المقبلة تحتاج لذلك لخلق قوى برلمانية، وحماية الأصوات من التفتيت وذلك مع العمل بمبدأ مهم وهو عدم التحالف مع قوى ما قبل 25 يناير أو قوى ما قبل 30 يونيو أى لا إخوان ولا فلول .
وأضاف أن الأمر مرتبط بمجموعة الأفكار داخل حزب الوفد ومناقشتها، وأننا سنتحالف مع القوى القريبة مننا المتمثلة فى قوى 25 يناير، و30 يونيو، ولم يتم البت فى مبادرة السيد عمرو موسي لكننا يجب أن نجتمع أولا.
وعن الأحزاب التى يمكن لحزب الوفد طلب التحالف معها، قال إن هناك بعض الميل لحزب المصري الديمقراطي وسيتوالى الطلب لعدة أحزاب أخرى .
وصرح فريد زهران عن حزب المصري الديمقراطي، ل"الفجر"، أن الحزب فى مرحلة التشاور ونسعي لبناء تحالف انتخابي مدنى حديث وسيتم الإعلان عن هذا التحالف رسميا بعد أسبوع لمواجهة تحالفات الفلول والتيار الديني .
وقال محمد أبو العلا، القيادي بالحزب الناصري، إن الأساس هو أن يتم التوافق، والحزب موافق مبدئيا على فكرة التحالف إذا تمت الدعوة للحزب لكن يجب الاتفاق على أساس هذا التحالف، وعلى ماذا سيكون الانطلاق.
وأكد أبو العلا، أنه يجب أن تكون هناك رؤية حقيقية وليس للحزب الناصري مانع للنقاش مع أحزاب متفقة على رؤية هذا التحالف الانتخابي لكن يجب الاتفاق على التفاصيل استراتيجيا وانتخابيا، وبعدها نعلن الموافقة أو الرفض رسميا، ونحن موافقون على المبدأ لأن التحالف يصب فى المصلحة العامة .
وصرح نبيل زكي، القيادي بحزب التجمع، أن الأحزاب ليست فى مرحلة الطفولة كى تنتظر مبادرة عمرو موسي، ولا علاقة للسيد مراد موافى بالأحزاب، مشيرا إلى أن الأحزاب ليست فى حاجة لشرح أهمية التحالفات التى يستطيعوا بها تشكيل كتلة سياسية حزبية انتخابية ينتج عنها تشكيل الحكومة من خلال البرلمان القادم .
وأكد أن الأحزاب لم تجتمع على أيديهم لكنها كانت قد اجتمعت بالفعل منذ فترة لعمل وإنشاء تحالفات حزبية.
وقال أبو العز الحريرى عن حزب التحالف الشعبي وعضو الجمعية الوطنية للتغيير، إن المجلس القادم سيغلب عليه لون الفلول، وسيبتعد عنه الشباب والثوار ورجال الثورة، وعمرو موسي ليس إلا زعيم من زعماء الفلول، وهم من سيترجمون الدستور إلى قوانين .
وبالنسبة للتحالفات التى يمكن أن يقوم بها حزب التحالف الشعبي، قال إن الأيام المقبلة سيكون هناك جديد وسيشهد الحزب تحالفات مع احزاب متوافقة معه فى الفكر ولا أستطيع الإفصاح عنها إلا بعد الدراسة والمناقشة .
ومن جانبه، قال الدكتور عفت السادات، رئيس حزب السادات الديمقراطي، إنه تم الاتفاق مع عدد من القوي السياسية وممثلي النقابات على تدشين تحالف إنتخابي يحمل إسم الرئيس الراحل '' محمد أنور السادات '' لخوض انتخابات مجلس النواب القادم .
وعن القوي السياسية التي ستكون التحالف، قال ''السادات'' إنه يقوم بعمل إجتماعات بشكل يومي مع ممثلي النقابات العمالية ونقابات الفلاحين، إضافة الي كتلة نواب الشعب وتيار الاستقلال وحملة مستقبل وطن وعدد كبير من الشخصيات العامة، مضيفا أن التحالف الجديد سيسند إعداد برنامجه الإنتخابي إلي مجموعة من التكنوقراط بهدف إعداد برنامج قوي سياسيا واجتماعيا وإقتصاديا.
وأعلن المستشار أحمد الفضالي، رئيس تيار الاستقلال، عن انضمام أحزاب جديدة إلى تحالف دعم الرئيس لخوض انتخابات البرلمان القادم، وسط حضور رؤساء وممثلي عن تلك الأحزاب.
وانضمت أحزاب ''فرسان مصر، وعمال مصر، والدستور الحر، ومصر بلادي''، إلى تحالف دعم الرئيس، بحسب المستشار الفضالي.
كما أعلن عدد من الشباب تدشين جبهة تحالفية شبابية أطلق عليها ''جبهة شباب الجمهورية الثالثة''، ويقودها اثنان من مؤسسي ''حركة 6 أبريل'' (التي حظرت السلطات نشاطها)، وهما عمرو عز وطارق الخولي، والأخير عضو في لجنة الشباب الخاصة بحملة الرئيس السيسي الانتخابية.
فيما قد أعلن حزب النور عن رفضه الدخول فى أى تحالفات حزبية، وأنه سيدخل خضام الانتخابات البرلمانية منفردا، رغم توارد عدة أخبار عن انضمام شباب الإخوان إلى قوائم حزب النور، وخرج من التحالف لأول مرة في تاريخ الحياة السياسية جماعة الإخوان التي كانت تمثل القوى الوحيدة أمام الفلول، ويعود الفلول من جديد للمشهد السياسي من خلال أحزاب مدنية بعد غياب دام لثلاثة سنوات، كانوا يحاربون خلالها للبحث عن دور والعودة إلى حجمهم الطبيعي.