أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم السبت ان مسؤولين أمريكيين وإيرانيين سيجتمعون يومي الاثنين والثلاثاء القادمين في جنيف لإجراء محادثات قبل الجولة المقبلة من المفاوضات بين إيران والقوى العالمية الست بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية. وسيرأس الوفد الأمريكي بيل بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكي الذي أدار المفاوضات السرية التي أسهمت في التوصل للاتفاق النووي المؤقت في 24 نوفمبر تشرين الثاني بين إيران والقوى الكبرى.
وسيضم الفريق أيضا كبيرة المفاوضين الأمريكيين مع إيران ويندي شيرمان وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية.
كانت أحدث جولة من المحادثات النووية بين إيران والقوى الست قد صادفت صعوبات في فيينا الشهر الماضي إذ تبادل الجانبان الاتهامات بطرح مطالب غير واقعية في المفاوضات التي تهدف إلى الحد من برنامج طهران النووي في مقابل إنهاء العقوبات المفروضة على إيران.
ويبدو أن القرار الأمريكي بالتوجه إلى جنيف ولقاء الوفد الإيراني -الذي قال مسئول أمريكي كبير إن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد يرأسه- يعكس رغبة واشنطن في كسر حالة الجمود التي تعتري المحادثات.
وقال المسئول الأمريكي لرويترز "نقول دوما إننا سننخرط في لقاءات ثنائية مع الإيرانيين أن كان ذلك من شأنه أن يساعد في النهوض بجهودنا. وحتى نختبر بصورة واقعية وجدية ما إذا كان بوسعنا التوصل لحل دبلوماسي مع إيران بشأن برنامجها النووي نظن أننا بحاجة إلى أن ننخرط في دبلوماسية نشطة للغاية وجريئة للغاية".
وأضاف أن المحادثات المقبلة ليست من قبيل التفاوض. ومضى يقول "إنها حقا مشاورات لتبادل الآراء قبل جولة المفاوضات القادمة في فيينا".
وستنضم الولاياتالمتحدة الى القوى الأخرى التي تتألف منها مجموعة الدول الست وهي بريطانيا والصين وفرنسا والمانيا وروسيا مع إيران في فيينا لإجراء جولة شاملة من المفاوضات من 16 إلى 20 من يونيو حزيران الجاري. وتتولى كاثرين آشتون مسئولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي مهمة التنسيق لمحادثات فيينا.
وقال المسئول الأمريكي إن واشنطن منفتحة ولا تخفي سرا بشأن المشاورات الثنائية مع إيران "على خلاف الماضي عندما كان الأمر يستلزم قدرا كبيرا من التكتم لاعطاء فرص أكبر للنجاح".
وقال "لم نر بعد نوعا من الواقعية على الجانب الإيراني نحتاجه لنرى أو نراهم يتخذون بعضا من أصعب الخيارات التي نتوقعها".
وأضاف "نحن في لحظة حرجة" من المفاوضات. وتهدف المفاوضات إلى التوصل لاتفاق يقضي بأن تحد طهران من بنود من برنامجها النووي مقابل إنهاء العقوبات التي تكبل اقتصادها.
ويقول مسئولون غربيون إن إيران تتمسك بالإبقاء على قدرات إضافية في مجال تخصيب اليورانيوم وهو ما تقول الجمهورية الإسلامية إنه أمر ضروري حتى لا تعتمد على موردين من الخارج للوقود اللازم لمفاعلاتها النووية.
وترفض طهران مزاعم قوى غربية وحلفائها بأنها تسعى لحيازة القدرة على إنتاج أسلحة نووية تحت ستار برنامج الطاقة المدني.
ولم يقدم المسئول الأمريكي أي تفاصيل على المحادثات الأخيرة التي جرت الأسبوع الماضي على مستوى الخبراء بشأن الملف النووي الإيراني في فيينا والتي حضرها ممثلون عن القوى الست وإيران.