صرح الأستاذ الدكتور محمد ابراهيم وزير الدولة لشئون الآثار، أن البعثة الاسبانية العاملة بقبة الهواء باسوان اكتشفت 8 توابيت ، وأضاف الوزير بأن قبة الهوا من أهم المواقع الاثرية بمصر وذلك بسبب انها تحتوي علي أكبر مجموعة من النقوش المنحوتة للسيرة الذاتية علي مقابر افراد. و تقع مقابر نبلاء ألفنتين أو قبة الهوا على منحدرات التلال التي تشكل ضفة النيل الغربيةبأسوان في مواجهة الطرف الشمالي الغربي لجزيرة ألفنتين وهي محفورة في الصخر في نصف ارتفاع الجبل وتشرق على النيل من موقع رائع يتيح للناظر فيها بانو راما رائعة لمدينة أسوان والتي تضم مقابر حكام الإقليم الأول وكبار كهنته وموظفيه، هذا وقد أطلق عليها قبة الهوا اقتباساً من قبة "الشيخ على أبو الهوا" الموجودة بأعلى الجبل خلفها, تعود بداية الكشف عن هذه المقابر إلى عام 1885 – 1886 حيث يعد السيد مصطفى شاكر وكيل القنصلية البريطانية بأسوان هو أول من لاحظها ثم قام قائد القوات المصرية على الحدود "اللورد فرانسيس جرينفيل" بإجراء الحفائر فيها فقادته إلى مقبرة "ميخو وسابني" والذي استطاع الكشف عن العديد من المقابر بعد ذلك عن طريق ملاحظته الفتحات بواجهة الجبل.
وأشار وزير الآثار بأنه فى عام 1892 تم كشف مقبرة حرخوف، ثم قامت الليدي سيسيل عام 1903 ، 1905، بإجراء حفائر بالمنطقة وأهم نتائجها كانت مقبرة كاكم من عصر الرعامسة والتي تقع إلى الشمال بعض الشيء من قبة الهوا، هذا وقد أجرى "لبيب حبشي" حفائره بين عامي 1946، 1951 أدت لاكتشاف المقبرة المزدوجة 110,35، ثم قامت بعثة معهد الآثار بجامعة "بون" في الفترة من 1959 – 1981 بإزالة الأتربة عن المقابر التي كان اكتشفها "دي مورجان" إلى جانب بعض المقابر الجديدة. وحتي الان أهم المقابر مؤرخة من نهاية الاسرة السادسة وحتي نهاية الأسرة الثانية عشر(2250-1775 قبل الميلاد) ، ولكن هنا بعض الامثلة لمقابر من الدولة الحديثة (1550-1100 قبل الميلاد) ، وكذلك يجب الاشارة علي مجمع الدير من القرون الوسطي والكنيسة.
وأكد محمد ابراهيم ، بأن منذ عام 2008 وبعثة جامعة خيان الاسبانية بالتعاون مع وزارة الدولة لشئون الأثار بعمل الحفائر العلمية في مجموعة من المقابر تعود لعصر الاسرة الثانية عشر (1810-1775قبل الميلاد) . وأهمها المقبرة QH33 والتي من خلال أعمال الحفائر بها تم الكشف علي أكبر مجموعة جنائزية في الموقع ,والتي دفنت بها عائلة اثنين من الحكام في أواخر الأسرة الثانية عشر وهما حقائب الثالث وعلي الأرجح امني سنب. وأوضح ايضا بأن هذا شيدت بين عهدي الملك سنوسرت الثالث و أمنمحات الثالث , وبداخلها دفن بداخلها عدد مختلف من أفراد عائلتهم، وأضاف وزير الآثار بان المقبرة تتميز بوجود بئري دفن وعلى عدد اتنين نيش (مشكاة) وفي البئر الجنوبي الشرقي من المقبرة تم العثور علي مومياء حقا ايب وسيدة تدعي جاوت انكوت اسفل النيش الجنوبي.
ووفى نفس السياق صرح الأثري نصر سلامة مدير عام أثار أسوان والنوبة، انه في الأسابيع الاخيرة تم توثيق مومياء حقا ايب الثالث وبالرغم من أن حجرة الدفن تم نهبها بعد فترة قصيرة من دفنه الا أنه موميائه لم تمس حيث انه دفن مع قناع جميل وكرتوناج الا ان المومياء كانت بحالة سيئة جدا بسبب النمل الأبيض .
اما جوت انكوت والتي من المحتمل أن تكون من عائلة الحاكم حقا ايب الثالث فدفنت في تابوت خارجي ودمر بسبب النمل الابيض الا ان التابوت الداخلى كان في حالة جيدة وهو مصنوع من خشب الارز . ودفنت مع مسند رأس بحالة جيدة محفوظ بالمخزن الملحق بمتحف جزيرة اسوان .
واضاف نصر سلامه ، تم العثور على أخ غير شقيق لحقا ايب يدعي سارنبوت عثر عليه فى مقبرة صغيرة أمام المقبرة QH33 حيث تم الكشف على أن سارنبوت يحمل ميزات الأنثروبولوجية النوبية وهو من الاكتشافات الهامة حيث أن الاسرة الحاكمة في الفنتين في أواخر الاسرة الثانية عشر والتي دفنت بمقابر قبة الهوا لها اصول عرقية مختلفة المصرية والنوبية , ويعكس هذا الاكتشاف علي تنوع التركيبة العرقية للسكان في هذا الاقليم الواقع في اقصي جنوب مصر. وكذلك واحد من أهم الاكتشافات فتح حجرة دفن سليمة والتي تحتوي علي تابوت خشبي محفوظ جيدا بداخله شخص مجهول الهوية (نوبي) وعثر بداخل لفائف المومياء على خنجر حالته جيدة جدا مصنوع من النحاس وبمقبض من العاج والابنوس ومطعم بالفضة ومن المرجح ان الخنجر من كرمة في السودان .
وأضاف سلامة انه فى خلال هذا الموسم قامت البعثة بالتركيز على العمل في البئر الرئيسي للمقبرة QH33 للبحث علي غرف الدفن الخاصة بالحاكم الثاني وعائلته والبئر يقع في اقصي شمال المقبرة وبعمق 10 متر تقريبا ومن خلال العمل تم اكتشاف غرفة جانبية في البئر تحتوي علي عدد من التوابيت والتي تعود للعصر المتأخر للدولة الحديثة حيث من المرجح أن المقبرة أعيد استخدامها فى تلك الفترة كمدفن حيث تم العثور على عدد 9 توابيت خشبية في حالة سيئة بسبب النمل الأبيض.