عبد الفتاح السيسي الذي بات فوزه بمنصب الرئيس ، مؤكدا لايزال يتمتع بقدر مقبول من الشعبية .. لكن هل لديه القدرة على إعادة بناء هذا البلد المتداعي؟ تساؤل طرحته مجلة "إيكونوميست" البريطانية في تقرير نشرته بعددها الصادر اليوم، وذلك قبل أقل من 48 ساعة على بدء التصويت في الانتخابات الرئاسية التي قالت المجلة إنها يكتنفها شيئ من الغموض.
وألقت المجلة الضوء على مناخ المنافسة غير المتكافئ بين مرشحي الرئاسة في مصر عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي، وهو ما يتجلى حتى في أعداد الملصقات الدعائية لكل منهما في شوارع القاهرة، حيث لا تقل النسبة بينهما عن عشرة إلى واحد لصالح السيسي.
وأشارت أيضا إلى نتائج تصويت المصريين بالخارج في هذه الانتخابات، والتي خرجت بنسبة 93% لصالح السيسي، مضيفة أن نتائج الانتخابات المزمع إجراؤها في مصر يومي ال26 وال27 من مايو الجاري من الواضح ألأنها ستخرج بنفس النتيجة.
وأشارت إلى أنه رغم نفيه في البداية رغبته في الترشح للرئاسة، ها هو السيسي يخوض بالفعل الانتخابات و جميع المؤشرات تدل على أنه سيكون الرئيس القادم ، لافتة إلى أنه ليس الجيش فقط هو الذي يدعمه، ولكن أيضا رجال الأعمال الذين يملكون صحف خاصة يدعمونه بشكل كبير، بينما المواطنين العاديين اشتاقوا إلى حكم رئيس قوي يقضي على الاضطرابات الممتدة منذ الإطاحة بحسني مبارك، والذين يرون أن السيسي هو ذلك الرجل القوي.
حزب النور
وتطرقت المجلة إلى موقف حزب النور الذي أعلن تأيده الكامل للسيسي رغم الحملة القمعية الشديدة التي مورست ضد الإخوان منذ الإطاحة بمرسي، والتي راح ضحيتها مئات القتلى وآلاف المعتقلين، ولكن على ما يبدو أن حزب النور اختار أن يركب القطار بدلا من أن يدهس تحت عجلاته (على حد قولها).
ورأت إيكونوميست أن السيسي يتعامل كرئيس للبلاد من قبل إجراء انتخابات، فهو يرفض إجراء مناظرة مع صباحي، كما أن مقابلاته التلفزيونية تكون بحساب بحجه الدواعي الأمنية ، فضلا عن أنه إلى الآن لم يعلن أي برنامج انتخابي.
وقالت إنه رغم أن السيسي يتمتع بشعبية كبيرة، إلا أن شعبيته باتت مهدده بشكل كبير، فحملات القمع التي تمارس ضد المعارضة والانتهاكات الأمنية الصارخة جعلت الكثيرين يعيدوا حساباتهم.