أزمة الكهرباء هي أزمة متصاعدة في مصر ما جعلها أحد أهم الملفات التي ستواجه الرئيس المصري القادم وتحتاج إلى حلول مبتكرة، ولقد وضع أحد المرشحين للرئاسة وبعض المتخصصين حلا لإنهاء تلك الأزمة وهو ترشيد إستهلاك الطاقة الكهربائية عن طريق استخدام اللمبات الموفرة.
وعقب ذلك ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الكثير من الخبراء والباحثيين الطبيين أعلنوا رفضهم استعمال اللمبات الموفرة في منازلهم وتمسكوا بلمبات الطراز القديم للوقاية من سرطان الجلد والعمى التي تسببها اللمبات الموفرة حسب قولهم.
ونقلت الصحيفة عن دراسة علمية أعدتها جامعة "ستوني بروك" الأمريكية من ضرر اللمبات الموفرة ، فيما حذرت من أن لمبات توفير الكهرباء تنبعث منها مستويات مثيرة للقلق من الأشعة الفوق بنفسجية وتطلق غازات سامة تسبب السرطان ، وأن تلك المواد المستخدمة في تصنيع اللمبات لها آثار جانبية ضاره.
وأشارت إلى طبيب العيون البريطاني "جون مارشال"، أكد أن التعرض المستمر لموجات الأشعة الفوق بنفسجية المنبعثة من اللمبات يضعف بشدة نظر العين ويسبب ضمور واعتام لعدسة العين وهو ما يسبب العمى.
فيما حذر طبيب الأمراض الجلدية البريطاني "جون هوك" من استعمال اللمبات الموفرة نظرا لما تسببه من حروق ضارة كالتي تسببها أشعة الشمس القوية والشيخوخة المبكرة، مشيرأ إلى ما توصلت إليه دراسة نشرت 2013 في مجلة "طب الأعصاب" بأن الضوء الضعيف يسبب صداع نصفي والإصابة بنوبات الصرع.
فيما قال أحمد محمد حسن الكناني، أخصائي طب وجراحة العيون في تصريحه الخاص ل"الفجر"، إنه يوجد ثلاثة أنواع للأشعة الفوق بنفسجية، النوع الأول يخترق القرانية إلى أن يصل للعدسة ، وزيادة التعرض لتلك الأشعة يسبب مياه بيضاء على العين وضمور في القرانية، والنوع الثاني يسبب إلتهاب في القرانية ومياه بيضاء وإلتهابات في ملتحمة العين تؤدي إلى ظفرة أو شحيمة "نقط صفراء بين القرانية والصلبة"، والنوع الثالث هو نوع نادر يطلق عليه حميد ولكنه من أخطر الأنواع حيث تقوم بإتلاف العين خلال 3 ثواني.
وأوضح الكناني، أن قوة تلك الأشعة الفوق بنفسجية المنبعثة من اللمبات الموفرة هي التي تختلف في تأثيرها على الأشخاص، حيث أن قوة 320 نانوميتر تؤثر في شبكية الأطفال أقل من 9 سنين من 2 إلى 5% و قوة 400 نانوميتر تؤثر في شبكية الأطفال أقل من 9 سنين بنسبة 15 % وتؤثر بأفراد عمرهم 10 أعوام بنسبة 16 % وتؤثر في الافراد من عمر 60 /70 عام بنسبة 1%، وأن أشعة بقوة 460 نانوميتر في عمر اقل من 9 أعوام بنسبة 65 % وتؤثر في عمر 10 أعوام بنسبة 60 % وتؤثر في الافراد أعمارهم من 60 /70 عام بنسبة 40%.
وأضاف الكناني، محذرا من ضرر اللمبات الموفرة، أنها تبعث أشعة فوق بنفسجية مثل أشعة الشمس، وأن تعرض الفرد المستمر لمثل هذه الأشعة تعرضه لتلف الحمض النووي في خلايا الجسم مما يجعل جلده عرضه للسرطان.
وعلى صعيد آخر، قال ماهر عزيز، إستشاري البيئة والطاقة لتغيير المناخ، أن جميع تلك الدراسات مشكوك فيها حيث أن اللمبات الموفرة خطيرة ولكن في حالة واحدة وهو عند إنكسارها حيث يخرج منها بخار الزئبق الذي يسبب أمراض خطيرة للإنسان مثل السرطان والعمى، مضيفا أن غاز الزئبق لا يؤثر على الإنسان إلا عندما يترسب في جهازة الدموي وجسمه، فتأثير الزئبق تراكمي، مؤكدا أن خطورة تلك المواد في تركيزها فإذا سمح لها أن تتبدد وتتقشع بسهولة تقل خطورتها كثيرا.
وناشد عزيز المواطنين بفتح الشبابيك عند إنكسار اللمبات الموفرة، وإنه يجب عند إنهاء عمرها الإفتراضي أن يتم تجميعها والتخلص منها على أنها مخلفات خطيرة وضارة بالبيئة وللإنسان.
كما ناشد وزارة البيئة بالتعاون مع الجمعيات الأهلية بتوعية المواطنين من الأضرار التي قد تلاحقهم من عدم إتباع الخطوات السليمة للتخلص من تلك اللمبات الموفرة حيث أنها تعد من المخلفات الضارة للمواطنين، منددا بوجود اتفاقية لجهاز شئون البيئة كانت تستهدف تجميع اللمبات بعد إستهلاكها فيجب تفعيلها لمفاداة أي ضرر يلحق بالأفراد.