الموت كما قلنا في الحلقات السابقة هو نقض الحياة والذي يجب أن نعرفه ونفهمه من الأحاديث هو أن نسير على سُنّة رسول الله r لأنه حينما يتكلم في أمر ونبحث فاذا يحدث في مجتمعنا المسلم كثيراً ما نرى أن البِدع قد تفشت والنتشرت والناس أصبحوا يغلّبون البدعة على السنة لأن العُرف غلب فالمسلم يجب أن يفهم القرآن في ضوء السُنّة وتوجد في القرآن آيات يجب أن ينساها المسلم ويجب أن يعمل بها ولها من هذه الآيات في توصيف الحقّ تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) الشورى. وأريد أن أنبّه الناس أن بعض الدعاة هداهم الله وخطباء المنابر يقولون أن الله تعالى يقول كذا في الأحاديث القدسية وهذا لا يجب أن يكون فالله تعالى تكلم في القرآن والأحاديث القدسية فما قاله تعالى في القرآن لا أستطيع أن أغيّره وما فعله الرسول r لم يفعله أحد من الصحابة وما في الأحاديث القدسية هو كلام الله تعالى نقله الرسول r فلا يمكننا أن نتخطّى الحديث. فإذا كان الرسول r يقول :"من تقوّل علي حرفاً فليتبوأ مقعده من النار" وبعض الدعاة يقولون للناس أن الله تعالى سيقول كذا وكذا وهذا لم يرد في القرآن ولا في الحديث. لقد تفشّت البِدعة بأن بدأ الأمر كلاماً ثم حكاية ثم انتشاراً على اعتبار أن الشيخ فلان قال ثم تصبح قاعدة. ثم أن محمداً r له توصيف في القرآن يجب أن نتّبعه (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) الاحزاب) ونحن كمسلمين عقيدتنا تكونت وجاءت من اتّباع الرسول r نقلاً عن الصحابة فما جاءنا عنه نلتزم به والصحابة رضوان الله عليهم لم يتركوا أمراً إلا وعرضوه على الرسول r فعله أم لم يفعله. فعلينا أن نتبعهم لأنهم أخذوا القرآن والسُنّة الصحيحة وأقول هذا الكلام لأم أكثر البِدع هي في الموت والدفن. وأسمع بعضهم عند الدفن يقول للميّت وكأنه يغششه إذا جاءم ملك الموت وسألك كذا فقل له كذا وكذا وهذا لم يرد عن سول الله r فالذين يدفنون بدون أن يقرأوا يفعلون هذا عن جهل وغير قصد فهل نغشش الميّت؟ هذه لا أصل لها ولم ترد عن رسول الله r. لماذا نزور القبور؟ إذا تأملنا في الحديث عن البراء بن عازب نتعلم منه الكثير خرجوا في جنازة رجل من الأنصار فجلس الرسول ينظر إلى السماء والأرض ووصف الصحابة: كأن على رؤوسنا الطير كأنهم ينظرون إلى الرسول r يتعلمون منه لأنه نبيّهم ففي رواية قال الرسول r استعيذوا بالله من عذاب القبر وفي رواية الحاكم أن الرسول r قال أعوذ بالله من عذاب القبر ثلاثاً فالرسول بقوله هذا علّم الصحابة أن أن يتعوذوا وتعوّذ هو أيضاً لأنه معلّمهم. فمن ذهب منا إلى القبور فالرسول r يوجهه للاستعاذة من عذاب القبر. في البداية وجههم الرسول r وتعوّذ حتى يكون الأسوة (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) الأحزاب) والرسول لم يذهب لدفن الأنصاري لكنه ذهب ليعلّم الأمة كلها. فالإنسان لا يذهب إلى القبور مع الأطفال والشاي والقهوة كما يحصل الآن ولا تجد بين هؤلاء الزوّار من يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وترى بعضهم نسي أن يترحّم على الميت أصلاً وبعضهم يتحادث في أمور الدنيا والعمل وغيرها. زيارة القبور ليست خاصة لقبر أبي مثلاً أو أحد من أهلي أنا لا أزور وإنما أتّعظ. وقد تفشّت بعض الأحاديث عن أن الموتى يتلاقون يوم الخميس فهل هذا معقول؟ وترى أحدهم يذهب يوم الحلقة الموت (12) – تتمة حديث خروج الروح