أكد الدكتور عصام حجي - المستشار العلمي لرئيس الجمهورية - أن المرأة قادرة على القيام بالأبحاث والابتكار بنفس قدرة الرجال بل إن المرأة تمتلك قدرة أكبر من الرجال على نقل المعرفة، مضيفا: إنه كلما زادت الأبحاث التي تقوم بها النساء أصبح التعليم أفضل للأجيال القادمة. جاء ذلك في كلمته خلال الندوة التي عقدت مساء اليوم الأحد تحت عنوان "المرأة العربية والعلم": "التغلب على العوائق والتواصل مع المهجر"، والتي نظمها المركز الكندي لبحوث التنمية الدولية، وذلك بمنزل السفير الكندي بالقاهرة. وقال: إن التعليم العالي في مصر شهد تدهورا كبيرا في العقود الثلاثة الماضية، بالرغم من زيادة نسبة الحاصلين على شهادات الدكتوراه والباحثين إلا أن عدد الباحثات والنساء اللاتي يعملن في إدارة الأبحاث انخفض، وذلك بسبب غياب نقل الخبرة بين الأجيال الجديدة والقديمة، وقد انخفض شعار نقل المعرفة بشكل ملحوظ. وأفاد عصام حجي بأن البعض يرى مشكلة المساواة بين المرأة والرجل ليست مهمة في دولة مثل مصر؛ لأن المجتمع ربما ما زال ينظر إلى أن هذه المشكلة ليست من القضايا الرئيسية ولكنها قضية رئيسية تكتسب أهمية؛ لأنها تعكس ما يمكن أن يكون عليه مستقبل مصر، مؤكدا أهمية قضية تعليم المرأة؛ لأن أعداد الفتيات كبيرة وقد وصلت نسبة تسرب الفتيات في التعليم الثانوي إلى 20 في المائة. وأوضح حجي، أن السبب وراء تسرب الفتيات ليس الفقر وإنما التحرش الجنسي الذي يجعلهن يختارن الابتعاد عن الدراسة والحياة العملية، مشيرا إلى أن التحرش في المجتمع اسمه الحقيقي هو العادات والتقاليد التي تواجه المرأة وتؤثر على دورها وإقصائها، ومن الملحوظ أن عدم تولي المرأة حتى الآن قيادة الجامعات المصرية وحتى في الجامعات الخاصة. ولفت إلى أن تصويت المرأة في الاستفتاء على الدستور يعني أن المرأة مستعدة للمشاركة في إعادة بناء مصر، مضيفا: إن حقوق المرأة شهدت تدهورا في العقود الماضية وخير مثال على ذلك أن ما ينفق في زواج الفتيات أكثر من الإنفاق على التعليم بالرغم أن الزواج وهو مجرد خطوة في الحياة، مطالبا المجتمع بمحاربة هذه العادات. وأفاد حجي بأن العقل البشري لا يستطيع الابتكار والإبداع بدون الحرية وأن القيود على الابتكار والإبداع لن تؤدي إلى التغيير، فضلا عن الحرية الاقتصادية التي تبني على أخلاقيات المؤسسة العلمية، وأن النظام الأخلاقي العالمي يزدهر مع الحرية، مؤكدا أهمية حرية إجراء البحوث في الجامعات المصرية وأن قلة الأبحاث لا تتعلق بالوضع الأمني في مصر وإنما بالوضع الاقتصادي مما يؤثر سلبا على الأبحاث. وأشار إلى أن المرأة في مصر ضحية؛ حيث احتلت مصر المرتبة الأولى على مستوى العالم من حيث الظلم وعدم المساواة، وذلك في تقرير بنك التنمية الدولي، مضيفا: إن هناك نساء في القرن الواحد والعشرين يرون أنهن أقل من الرجال، وأن مصر كادت أن تجدد هذا الإرث قبل 6 أشهر. وشدد على ضرورة إصلاح نظام التعليم وهذا يتطلب تغير نظرة المرأة ونظرة التسامح الديني ومنظور المواطنة، موضحا أنه عمل على إيحاء البرنامج النووي الذي توقف عام 2011 ومشروع الفضاء الذي توقف عام 2010 الذي ينطوي على إصلاح نظام التعليم ودعم الأبحاث وغيرها، مشيرا إلى أن العلماء ليسوا في حاجة إلى مغادرة الدول التي يعيشون بها ويمكن الاستفادة منهم في مصر من خلال ما يعرف باسم "تدوير العقول" وليس نزيف العقول". وبدورها أكدت الدكتورة أسمهان العوفي من المركز الدولي للزراعة المحلية بالإمارات، أهمية دور المرأة في المجتمع، وأن إسهام المرأة في دول مثل الإسكندفيا جعلها تتقدم عن دول أخرى في العالم، مطالبة بالمساواة في الحقوق بين المرأة والرجل، وأن الإسلام أعطى نفس الحقوق لهما ولكنها تتطبق بشكل مختلف. وأفادت بأن الملايين من العلماء في المهجر وفي أوربا وأمريكا يرفضون العودة إلى بلادهم؛ بسبب عدم وجود الآليات الفاعلة، مشددة على ضرورة إيجاد البنية التحتية المواتية لاستعادة هؤلاء العلماء. وأكدت العوفي أهمية حرية النشر والآراء للأكاديميين لأن السيطرة عليهم لن تؤدي إلى التقدم وقيامهم بالأبحاث، مشيرة إلى أنه إذا لم تتمتع المرأة بالأدوات والبنية التحتية فإنها لن تستطع الابتكار والإبداع.