ترجمة - دينا قدري ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن الداعية الإسلامي فتح الله كولن، الذي يتواجد في وسط الأزمة السياسية التي تهز أرجاء تركيا، خرج اليوم الثلاثاء عن صمته ليتهم الحكومة الإسلامية المحافظة الحاكمة بتهديد "التقدم الديمقراطي" الذي تم إحرازه في البلاد خلال العامين الماضيين.
وجاءت تصريحات فتح الله كولن الذي يبلغ من العمر 72 عامًا في حوار أجراه مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، حيث يعيش في الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ خمسة عشر عامًا.
واستنكر فتح الله كولن، مؤسس حركة "الخدمة" المؤثرة للغاية، رغبة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في إعادة محاكمة المئات من ضباط الجيش الذين حُكم عليهم بعقوبات ثقيلة بالسجن في عامي 2012 و2013 بتهمة محاولة الإطاحة بالحكومة.
واعتبر أنصار كولن إعادة محاكمة ضباط الجيش محاولة لصرف الأنظار عن قضايا الفساد التي تهز عرش رجب طيب أردوغان.
وقال كولن: "جزء كبير من الشعب التركي، بما فيهم أعضاء حركة الخدمة، دعموا حزب العدالة والتنمية في إصلاحاته الديمقراطية ورغبته في الحد من الوصاية التي يمارسها الجيش على السياسة وتحريك تركيا نحو التكامل الأوروبي".
وأضاف كولن أنه "إذا تم إجراء هذه المحاكمات الجديدة، فإن ذلك سيمثل ضربة للإصلاحات الديمقراطية التي تم تحقيقها خلال السنوات الماضية".
والجدير بالذكر أن أردوغان يتهم منذ أكثر من شهر حركة كولن بالوقوف وراء مؤامرة تحاك من أجل الإطاحة بنظامه عشية الانتخابات البلدية في مارس والانتخابات الرئاسية في أغسطس 2014، وهو الأمر الذي نفاه بشدة الإمام التركي.
ويشتبه رئيس الوزراء التركي في قيام حركة كولن بإقامة "دولة داخل الدولة" في الشرطة والقضاء من أجل السيطرة على التحقيقات الجنائية من مصدرها منذ منتصف ديسمبر، واتهام أو حبس العشرات من رجال الأعمال والمنتخبين المقربين من الحكم بتهمة الفساد والتزوير وغسيل الأموال.
وقد استنكر فتح الله كولن عمليات التطهير واسعة النطاق التي تمت كرد من أردوغان في صفوف الشرطة والجيش، مذكرًا بأن "التغيرات وعمليات التطهير التي تتم على أساس الإيديولوجية أو التعاطف أو الرأي تعد من ممارسات الماضي الذي تعهد الحزب الحاكم بوقفها قبل وصوله إلى الحكم".