أكد الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة أن الحرب فى الإسلام ضرورة تقدر بقدرها والقرآن قرر أن الناس ليسوا جميعا مسالمين، نظرًا لتسلط الأهواء والغرائز ومن هنا كان لابد من الوقوف ضد الطغيان والتعدى على الحقوق.. حيث قال تعالى: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض"... وقرر الإسلام حق الدفاع عن النفس والحرمات، بل أوجبه حتى يقف المعتدى عند حده.. فقال تعالى: "كُتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم"... وحتى تقدر الضرورة بقدرها منع الابتداء بالقتال والعدوان على الآمنين وذلك في قوله تعالى: "وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين". وأشار وكيل وزارة الأوقاف إلي أن الإسلام منع قتل من لم يشترك فى القتال كالنساء والصبيان ومنع التخريب والإفساد وقيد جوازه بما إذا كان سلاحا يضعف به العدو ومما ورد فى ذلك ما رواه مسلم عن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النساء والصبيان وذلك إذا تميزوا عن المحاربين ، أما إذا لم يتميزوا وحدثت إغارة بالليل مثلا فقد ورد فيهم ما رواه مسلم عن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم سئل عن الذرارى من المشركين يبيتون فيصيبون من نسائهم وذراريهم فقال "هم منهم". وقال عبد الجليل إن أسلحة الدمار الشامل لم تكن معروفة عند علمائنا الأولين ولا عرفها فقهاء الأمة وبذلك تحقق فيها معنى النازلة وهي : "الحادثة التي تحتاج لحكم شرعي"، فكان لزاماً معرفة حكمها الشرعي حتى تكون الأمة على بصيرة بها، فإن كانت حلالاً وجب عليها الأخذ بها من باب " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة " وإن كانت حراماً تجنبتها، وأخذت ببدائلها. وعن حكم استعمالها في الشريعة الإسلامية باعتبار أن هذا الموضوع لم يكن موجودًا من قبل وليست فيه نصوص أو آثار وأصبح في إطار الاجتهاد ، أكد الشيخ سالم عبد الجليل أن العلماء والباحثين اختلفوا في حكم هذه الأسلحة على قولين.. القول الأول: أنها مباحة ، بل تدخل في نطاق القوة الواجبة ، التي أمر المسلمون بإعدادها لمواجهة أعدائهم، وبهذا قال أكثر الباحثين في هذه المسألة. أما القول الثاني الذي يري أنها غير جائزة فقد استدل بما يلي.. أولا: عموم قول الله عز وجل: "وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين"، فعموم الأمر هنا يشمل حتى طريقة القتل في جهاد الكفار، والقتل بهذه الأسلحة ليس من الإحسان في شيء، ويؤكد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة".