بدأ الضجيج الذي يحيط بملفات البودكاست يخفت بعد أن أصبحت هذه التقنية جزء من الحياة اليومية لكثير من المهتمين بعالم الكمبيوتر والوسائط المتعددة. ولكن الانتشار الواسع الذي حققته الهواتف الذكية في الآونة الأخيرة جعل من الأسهل الدخول على هذه الملفات الصوتية والمرئية التي يقوم بإعدادها وبثها عامة مستخدمون غير متخصصين. ويعود أصل كلمة "بودكاست" إلى جهاز "أي بود" لعرض الملفات الصوتية من شركة "أبل" العملاقة للالكترونيات، ولكن البودكاست لم تعد تقتصر في الوقت الحالي على مشغلات الملفات من صيغة إم بي 3، بعد أن اصبح بإمكان الكمبيوترات المكتبية والمحمولة واللوحية والهواتف المحمولة تشغيل ملفات البودكاست. ويقول فابيو باسيغالوبي الذي يدير الموقع الالكتروني "بودكاست دوت دي" منذ ثماني سنوات "عادة ما تحتوي البودكاست على مواد إعلامية مجانية يمكن تحميلها". وتمثل المواد السمعية حوالي ثمانين بالمئة من إجمالي ملفات البودكاست المتوافرة على شبكة الانترنت، ويرجع السبب في ذلك إلى سهولة إنتاجها وانخفاض تكلفتها بعكس مواد الفيديو. ورغم أنه من السهل إنتاج ملف بودكاست، إلا أن التوزيع يظل هو العامل الرئيسي وراء نجاحها. ويقول باسيغالوبي "من المهم أن يتمكن المستمع من الاشتراك في البودكاست، ويمكن تحديث هذه الاشتراكات من خلال البرنامج "بودكاتشر" الذي يقوم بعملية مسح لمواقع البودكاست بحثا عن أي ملفات جديدة يمكن تحميلها". وأضاف أن تقنية البودكاست "بدأت تنتشر بشكل فعلي، ويرجع السبب في ذلك إلى اتساع نطاق استخدام الأجهزة المحمولة مثل الهواتف الذكية وانخفاض أسعار الاشتراك في خدمات الانترنت، وهو ما يعني أن المستخدم أصبح بإمكانه تحميل ملف البودكاست أثناء الانتقال من مكان إلى آخر ثم الاستماع إليه بشكل فوري". وتقول الصحافية لاريسا فاسيليان التي تعيش في مدينة ميونيخ الألمانية إن هناك مجال واسع للاختيار والانتقاء بين ملفات البودكاست، ولكن تضيف قائلة: "هناك أيضا كمية كبيرة من القمامة حيث أن إمكانية بث البودكاست على الانترنت متاحة للجميع". وتنصح فسيليان المعنيين بملفات البودكاست قائلة "لا داع للقلق من نوعية البودكاست المتاحة حيث أن هناك العديد من الفهارس التي تقدم الإرشادات السليمة، وتوضح أن "أي تيونز هو بالقطع أشمل فهرس للبودكاست، ولكن يتعين في البداية تحميل البرنامج المناسب لاستخدامه". وترى فسيليان أنه لا توجد عقبات فنية كبيرة تحول دون إنتاج ملف البودكاست، وتقول "إنك لا تحتاج أكثر من كمبيوتر محمول مزود بميكروفون مدمج أو حتى هاتف محمول من نوعية أي فون". ولا يتطلب توزيع ملف البودكاست سوى مساحة ضئيلة على أحد المواقع المواقع الالكترونية، وينبغي أن يقوم المستخدم بتسجيل نفسه في إحدى خدمات البودكاست على الانترنت. ويوضح باسيجالوبي أن الاشتراك يكون مجاني، ولكن الخدمات تختلف فيما بينها من حيث المزايا والعيوب.