بدأت فعاليات المؤتمر الذى تنظمه "المنظمة المصرية لحقوق الإنسان"، تحت عنوان "تعزيز مفهوم المواطنة للشباب"، وذلك فى إطار خطة المنظمة بتوعية الشباب بأهمية وجدوى مفهوم المواطنة لا سيما في هذه المرحلة الهامة التي تتطلب تكاتف كافة القوي والفصائل السياسية للعبور بالبلاد إلى مصاف الدول الديمقراطية، بكلمة "محمد البدوي" مدير وحدة العمل الميداني بالحديث حول كون مفهوم المواطنة يرجع إلى بدايات نشوء الحضارات الإنسانية إلا أنه ظل متجدداً مع تطور الحضارة والنظم الاجتماعية المختلفة ولا غرابة إذا عد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في العام 1948 في جوهره هو المساواة، والمواطنة هي العدل والمساواة في الحقوق والواجبات بين كافة المواطنين، وكرامة الإنسان هي أولى حقوقه إن مصطلح المواطنة يؤسس لعلاقة بين الوطن والمواطن تقوم على الكفاءة الاجتماعية والسياسية للفرد.
وأضاف البدوي أن المواطنة تعد المفهوم الأساسي الذي تنهض عليه الدولة الحديثة كونها الأساس الدستوري للمساواة في الحقوق والواجبات بين أبناء الدولة الواحدة، فهي حقوق وواجبات وهي أيضا أداة لبناء مواطن قادر على العيش بسلام وتسامح مع غيره على أساس المساواة وتكافؤ الفرص والعمل قصد المساهمة في بناء وتنمية الوطن والحفاظ على العيش المشترك فيه, فضلا عن أنها تشكل موروثا مشتركا من المبادئ والقيم والعادات والسلوكيات التي تسهم في تشكيل شخصية المواطن وتمنحها خصائص تميزها عن غيرها، وهي بذلك تجعل من الموروث المشترك حماية وأمانا للوطن والمواطن.
وأكد على أن المواطنة تعتبر فكرة اجتماعية وقانونية وسياسية ساهمت في تطور المجتمع الإنساني بشكل كبير بجانب الرقي بالدولة إلى المساواة والعدل والإنصاف، وإلى الديمقراطية والشفافية، وإلى الشراكة وضمان الحقوق والواجبات، كما تعمل على رفع الخلافات والاختلافات الواقعة بين مكونات المجتمع والدولة في سياق التدافع الحضاري.
بينما قال "كريم حسن" باحث العلوم السياسية، أن مظاهر العولمة تتجلي في انتماء الفرد إلى وطن معين، تمتع الفرد بحقوق المواطنة، أداء الفرد لواجبات المواطنة، المشاركة الفعلية في الشأن العام للوطن، تدبير الاختلاف بالحوار، تقدير الآخر واحترامه مهما كان انتماؤه العرقي أو الديني أو السياسي أو الثقافي، الممارسة الفعلية للحقوق وللواجبات.
وأشار ان للمواطن حقوق مختلفة تتمثل في المجال المدني والمجال السياسي والمجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفكري وغيرها، ويعتمد في حقوق المواطنة على امتياحها من حقوق الإنسان، لهذا هناك من يرى حقوق الإنسان هي حقوق المواطنة وهناك من يميز بينها.
كما أك ان قضية الانتماء من القضايا التي أخذت أبعادا مهمة في التاريخ الإنساني باعتبار ارتباطها بالجانب الغريزي للإنسان الذي يتأثر كثيرا بالجانب العاطفي عندما يتحول بذلك إلى سلوك وممارسة تؤثر في حياته وحياة المجتمع لتتشكل بذلك في حياة الإنسان مجموعة كبيرة من الانتماءات الدينية والسياسية والاجتماعية والفكرية تشكل وتؤطر مساره الفكري والحركي.
وحضر المؤتمر عدد من طلبة الجامعات، والعاملين بمنظمات المجتمع المدني، وصحفيين، وناشطين من الحركات السياسية.