إختاروا أن يكونوا حلقة وصل بين البر والبحر، بين رزق البحر وطعام البشر، ربما لم يختاروا ذلك، وربما إختاروه بمحض إرادتهم، ولكنهم لم يختاروا الظلم الواقع عليهم ممن يتلذذون بتناول أشهى المأكولات البحرية . فرض عليهم عملهم المبيت فى عرض البحر، يتلحفون السماء، تظللهم رحمة ربهم الذى ينجيهم من المهالك فى هذه المهنة الخطيرة، من فوق السماء، ويستنيرون بالنجوم التى تهديهم الطريق من الضلال، وحينما يتعرضون للخطر فإنهم لا يجدون فى أحيان كثيرة أى وسيلة تنجيهم من الموت المحقق لا محالة .
لاحظنا منذ الثلاثة أيام الماضية توقف عدد كبير من مراكب الصيد بمحافظة دمياط عن العمل، وتوقفهم بنهر النيل، ولم يكن السبب الوحيد هو تلك النوة التى مرت بها المحافظة خلال الأيام الماضية، بل كانت هناك أسباب أخرى أردنا أن نعرفها منهم .
إلتقينا بأحد الصيادين وهو أحمد صلاح أبو عماشة والذى قال .. نناشد اللواء أركان حرب محمد عبد اللطيف منصور محافظ دمياط، بمخاطبة هيئة قناة السويس لتطهير وحفر البوغاز، "مدخل نيل دمياط"، عند ملتقى البحرين بمنطقة عزبة البرج .
حيث أن البوغاز لم يتم تطهيره منذ أكثر من 3 سنوات، مما يعوق مراكب الصيد فى الدخول والخروج، ويشكل خطر على أرواح الصيادين، حيث تصبح المراكب مهددة بالغرق .
وقد عانينا السنوات الماضية من المركب التى غرقت فى بوغاز عزبة البرج، والتى تم إستخراجها منذ حوالى 15 يوماً، وكانت كابوس يؤرق جميع الصيادين .
أما المشكلة الثانية التى نعانى منها نحن كصيادين هى مشكلة التفنيش البحرى، حيث يتم تجديد ترخيص الملاحة كل ثلاثة شهور، ويكون موعد التجديد لجميع الصيادين فى يوم واحد .
ونطالب بأن يكون تجديد التفتيش البحرى مرة كل ستة أشهر بدلاً من مرة كل ثلاثة أشهر، لتوفير الوقت والجهد، وأن نبدأ التجديد قبل إنتهاء الترخيص بحوالى عشرة أيام
وواصل محمد أبو عماشة "صياد" الحديث قائلاً .. من أبرز المشكلات التى نعانى منها كصيادين توقفنا لفترات كبيرة خلال فترة النوات، ولا تنظر إلينا الدولة بعين الإعتبار وخاصة أننا مسئولون عن رعاية أسرة وأطفال .
وحتى النقابة الخاصة بالصيادين يقتصر دورها على ختم أوراق البطاقة الشخصية لتثبت أن المهنة صياد، ونناشد رئيس الإتحاد العام لنقابات عمال مصر، واللواء محمد عبد اللطيف منصور محافظ دمياط، بتفعيل دور النقابة، وإرسال الجهاز المركزى للمحاسبات للإطلاع على نشاط النقابة .
حيث نورد مبلغ 15 جنية ختم للنقابة، ولا نستفيد بأى شئ من هذه الرسوم، ويبلغ عدد الصيادين بمدينة عزبة البرج أكثر من 20 ألف صياد .
كما تحدث زين الموافى أحد الصيادين عن مشكلة توفير وسائل الإتصال والإستغاثة للصيادين داخل البحر وقال .. نطالب بتحديث وسائل الإتصال والإستغاثة بمراكب الصيد، حيث نعتمد على جهاز " فى إتش إف" وهو جهاز لاسلكى يتم إستخدامه منذ زمن بعيد، أو الهاتف المحمول الخاص بنا "الموبايل" والذى يفقد شبكة الإتصال داخل البحر .
وإعتدنا من السادة المسئولون أنهم لا يتحركون إلا بعد وقوع الكارثة، ونطالب الفريق أول عبد الفتاح السيسى بتدخل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لتطوير وسائل الإتصالات اللاسلكية .
وقال :الدولة أصبحت تتناسى أن دورنا الحقيقى هو توفير الغذاء وخلق فرص عمل للشباب والقضاء على البطالة، وأصبحت تعتبرنا مجرد وسيلة لجلب الرزق من البحار ليأكل الكبار والصغار، والمسئولين من نتاج عملنا الذى لا يقدروه هم .
وبالرغم من أننا نقوم ببيع الأسماك، إلا أن ثمن كيلو السمك لا يساوى حياة إنسان، ونطالب محافظ دمياط بمناشدة جميع الأجهزة المعنية فى الدولة بتذليل العقبات أمام من يوفر للشعب الغذاء .