تخلى احد اشهر طهاة كندا مارتان بيكار قبل ثلاث سنوات عن مطعمه في مونتريال ونقل مطبخه الى بستان من اشجار القيقب حيث يعد الوصفات اللافتة مستخدما شراب القيقب. في كوخ السكر يعكف «العالم المجنون» في فن الطبخ في كيبيك وهو من اتباع الخلط بين التقاليد المطبخية المحلية والاختراعات الجريئة، على دراسة شراب القيقب في محيطه الطبيعي. وكوخ السكر تقليد كندي بامتياز وهو شاليه مصنوع من الخشب حيث يتم غلي نسغ (ماء النبتة) القيقب لتحويله الى شراب حيث تقدم الأطباق المطبوخة في المكان: الفطائر واللحم المدخن والبيض.. بشراب القيقب. في مشغله الأشبه بمختبر وضع مارتان بيكار تقنيات جديدة. فمن اجل التوصل الى مثلجات لذيذة بطعم القيقب، ينبغي عدم استخدام الشراب بل سكر القيقب وهو سائل يسخن على حرارة 113.5 درجة مئوية ويسكب بعدها على الثلج حيث يأخذ خثور السكر المحروق السائل. التوفيق بين مذاق القيقب والكثافة المحددة لبعض الأطباق غالبا ما يشكل تحديا. اذ ان شراب القيقب يمكن ان يبدي مقاومة، فهو يشكل رغوة ويحترق ولا يتركز كما يجب. ويملك الطاهي الشهير بستانا لأشجار القيقب وينتج شخصيا شراب القيقب الخاص به ليطوعه خدمة للتحدي الذي أطلقه وهو تحقيق مرتبة فاخرة لهذا المنتج التاريخي. وأتت النتيجة في كتاب تضمن وصفات لحلوى المرينغ والكريما المثلجة وحلوى الخبيزة بالقيقب فضلا عن الفطائر وكاري العجل وهريسة العدس والارنب البري بالبرتقال وحتى سوشي السنجاب، كلها متبلة بشراب القيقب وهو مذاق لطيف يحمل طعم الاحراج. ولا يتردد الطاهي امام أي تجربة: ضلوع مشوية على جمر خفيف منقوعة بنقيع القيقب والاوز المسمن بشراب القيقب. ويقول «لم تكن تحمل مذاق القيقب إلا ان نوعية الكبد كانت رائعة». ويوضح مارتان بيكار «أينما كان في العالم يربط استخدام شراب القيقب بالفطائر المحلاة. هذا منتج لا يستغل كما يجب. فقلت في نفسي يجب تحضير كتاب يتناول وصفات تتمحور على شراب القيقب كما لو اني اجري تجارب في المختبر. وسيترك ذلك اثرا على المدى الطويل وان أراد احدهم ان يقوم بشيء آخر سيشكل هذا الكتاب نقطة انطلاق له». ويتابع قائلا «ما يهمني هو الطبخ والقيام بتجارب وأخطاء مع هذا المنتج».