أعلن مصدر في منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) امس الاول ان الولاياتالمتحدة واسرائيل فقدتا بشكل آلي حقهما في التصويت في هذه المنظمة لانهما لم تقدما اي التزام بشأن مساهمتهما المالية فيها. وقال هذا المصدر طالبا عدم كشف هويته «على لائحة الدول التي ستخسر حق التصويت ستكون هناك الولاياتالمتحدة واسرائيل».
واوضح ان «لا هذه ولا تلك قدمت الوثائق اللازمة امس الاول لتجنب فقدان الحق في التصويت»، ملمحا بذلك الى غياب تعهدات من البلدين باستئناف مساهماتهما المالية.
وكانت اسرائيل والولاياتالمتحدة توقفتا عن دفع مساهمتهما بعد قبول عضوية فلسطين في اليونسكو في 31 اكتوبر 2011 لتصبح العضو ال195 فيها.
ففي بيان ذكرت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي ان الرئيس الاميركي باراك اوباما طلب من الكونغرس «ان تتمكن الولاياتالمتحدة من مواصلة تسديد متوجباتها لوكالات الاممالمتحدة التي تعترف بفلسطين كدولة عضو عندما يصب ذلك في المصلحة القومية للولايات المتحدة».
وتابعت «نأسف لفقدان الولاياتالمتحدة حقها في التصويت في المؤتمر العام لمنظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)» التي تتخذ من باريس مقرا لها، مذكرة بالقرار الصادر عام 2011 بوقف المساهمة المالية الاميركية ردا على قبول عضوية فلسطين.
لكن المسؤولة شددت على ان «فقدان حق التصويت هذا ليس فقدانا لعضوية» الولاياتالمتحدة.
وتابعت ان بلادها «تنوي مواصلة المشاركة في اليونسكو بجميع الطرق المتاحة، فيمكننا المشاركة في الاجتماعات والنقاش وسنحتفظ بمقعدنا وتصويتنا كوننا عضوا منتخبا في المجلس التنفيذي (مجلس ادارة اليونسكو) حتى العام 2015».
وقللت اسرائيل من اهمية خسارتها حق التصويت. وقال مسؤول اسرائيلي طالبا عدم كشف هويته «ليست هناك مفاجأة: انها اجراءات آلية وليس عقابا».
واضاف «عندما قررنا قبل سنتين عدم دفع مساهمتنا لليونسكو بعد انضمام (دولة فلسطين) الى هذه المنظمة كنا نعرف ما ينتظرنا، المشكلة الحقيقية ليست اننا فقدنا حقنا في التصويت بل ان الفلسطينيين يفعلون كل شيء لتحويل اليونسكو الى منظمة معادية لاسرائيل».
واعتبر الفلسطينيون في يونيو 2012 انهم حققوا انتصارا «تاريخيا» بادراجهم كنيسة المهد في بيت لحم في الضفة الغربية على لائحة التراث الانساني لليونسكو.
وقالت السلطة الفلسطينية حينذاك ان «هذا الاعتراف من العالم بحقوق الشعب الفلسطيني هو انتصار لقضيتنا وعدالتها».
ورأت ان «العالم اكد مرة اخرى رفضه للاحتلال وانه يقف الى جانب الحق والعدل والشرعية الدولية وهذا القرار هو الوضع الطبيعي ان يقف العالم معنا ويعترف بحقوق الشعب الفلسطيني وانه يعترف بدولة فلسطين».
وكان هذا اول موقع فلسطيني يدرج ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
وأثار انسحاب الولاياتالمتحدة ازمة مالية كبيرة في المنظمة التي اضطرت لخفض 22% من ميزانيتها التي انخفضت من 653 الى 507 ملايين دولار. وللابقاء على توازنات الميزانية، يمكن ان يخسر حوالي 300 شخص وظائفهم.
ويعمل في المنظمة 1200 شخص في مقرها في باريس و900 آخرون في العالم في 2012.
وعلى الرغم من هذه الصعوبات، اعيد في اكتوبر انتخاب المديرة العامة للمنظمة، البلغارية ايرينا بوكوفا التي نجحت في جمع 75 مليون دولار لمواجهة الازمة.
وكان الرئيس الفرنسي حينذاك نيكولا ساركوزي اثار استياء نظيره الاميركي باراك اوباما بتصويت باريس على قبول فلسطين في اليونسكو الذي كان البيت الابيض يعارضه بشدة.
وكانت الولاياتالمتحدة تغيبت عن هذه المنظمة الدولية من 1984 الى 2003.
فبعدما اعتبرت ان اليونسكو باتت تخضع للعالم الثالث وتحدثت عن مشاكل في الادارة، انسحبت الولاياتالمتحدة من المنظمة الدولية في عهد الرئيس رونالد ريغن.
وقد عادت اليها في عهد الرئيس السابق جورج بوش بعدما اجريت اصلاحات داخلية.