تحدثت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن الاعتداء على الكاتب المصري علاء الأسواني في باريس، معتبرة أن التوتر السياسي الموجود على ضفاف النيل قد تخطى البحر الأبيض المتوسط.
ففي السادس عشر من أكتوبر الماضي، تسبب ما يقرب من ثلاثين شخصًا من أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في توقف الندوة بشكل وحشي والتي كانت تقام في مقر معهد العالم العربي في باريس حول الكاتب علاء الأسواني.
وحضر علاء الأسواني، صاحب الرواية الأكثر مبيعًا "عمارة يعقوبيان" والمعروف بدعمه للنظام الجديد في مصر متمثلًا في الفريق عبد الفتاح السيسي، للحديث عن الأدب قبل إصدار النسخة المترجمة من روايته الجديدة "نادي السيارات" في فبراير المقبل.
ولكن، توقفت الندوة بمجرد أن بدأ الأسواني حديثه بسبب العشرات من مثيري الشغب المؤيدين لمرسي والذين تقدموا نحو المنصة وهم يهتفون "خائن" و"قاتل" و"يسقط يسقط حكم العسكر". وأجبر أمن معهد العالم العربي علاء الأسواني على مغادرة القاعة سريعًا.
وأوضح أحد المسئولين في معهد العالم العربي أنه "إذا لم يتم إجلاء الأسواني، فقد كان قد تعرض للضرب. ولم يكن لدينا مشاكل حتى الآن، حتى في الأوقات الأكثر سخونة من الربيع العربي. عندما جاء منصف المرزوقي، اعترض جزء من المتواجدين في القاعة ولكن دون عنف. وقيام المصريين بتصدير خلافاتهم إلى معهد العالم العربي يعد أمرًا محزنًا حقًا".
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن علاء الأسواني قد رحب بعزل الرئيس السابق محمد مرسي، أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين. وعلى غرار العديد من المثقفين الليبراليين المصريين، اعتبر الأسواني أن تدخل الجيش لا يمثل انقلابًا عسكرياً، حيث أن مظاهرات ضخمة ضد مرسي سبقت هذا التدخل. كما يستخدم الأسواني مصطلح "إرهابيين" للإشارة إلى الإخوان المسلمين، مما يعطي شرعية للقمع العنيف الذي تتعرض له الجماعة.
وشددت صحيفة "لوموند" على أن المتظاهرين المؤيدين لمرسي في معهد العالم العربي قد أعدوا لهذا الاعتداء مقدمًا. فقد ارتدى العديد منهم تي شيرت أصفر اللون يحمل إشارة رابعة.
وعلى صفحته الشخصية على "الفيسبوك"، علق الدبلوماسي جيل جوتييه، مترجم روايات علاء الأسواني، على ما حدث قائلًا: "لم يكن الأمر يتعلق بديمقراطيين، ولكن بعصابة من البلطجية مثلما حدث في العشرينات في إيطاليا والثلاثينات في ألمانيا والذين ليس لديهم سوى قوتهم البدنية كحجة".