على الرغم من وجود التباس بين مصطلحي حرقة المعدة (حرقة الفؤاد) وارتجاع المرئ المعدي، عادة ما يتم استخدامهما بالتبادل، لكن في الحقيقة كل منهما حالة مرضية مختلفة تماماً عن الأخرى فيما يتعلق بشدتها وطريقة علاجها. لذلك، خلال المقال التالي سنوضح الفرق بينهما بشيء من التفصيل.
أولاً: حرقة المعدة (حرقة الفؤاد)
حرقة المعدة هي عبارة عن ألم في الصدر يتراوح ما بين خفيف إلى حاد، ويشعر به المريض بعد تناول الطعام. قد يكون عبارة عن إحساس بالحرقة أو بضيق في الصدر، كما يمكن أن يتفاقم عند الاستلقاء أو الانحناء. وعلى الرغم من أنه باللغة الإنجليزية يطلق عليه مصطلح Heartburn أو حرقة الفؤاد، إلا أن هذه التسمية في الواقع خاطئة، لأن القلب لا علاقة له على الإطلاق بالألم الذي يشعر به المريض. فحرقة المعدة تحدث داخل جهازك الهضمي وتحديداً في المريء.
وتجدر الإشارة إلى وجود عضلة دائرية يطلق عليها اسم العضلة العاصرة المريئية السفلى، تقع بين المرئ والمعدة. هذه العضلة هي المسئولة عن غلق المرئ بعد مرور الطعام إلى المعدة. إذا أصبحت هذه العضلة ضعيفة أو لم تعد تعمل بشكل سليم، سترتد الأحماض الموجودة في المعدة إلى المريء. هذه الأحماض تسبب الشعور بألم حارق في الصدر، والذي قد يخطأ البعض ويعتقد أنه ألماً يعود إلى الإصابة بنوبة قلبية، لأن بطانة المرئ أكثر حساسية ورقة من بطانة المعدة.
وتجدر الإشارة إلى أن حرقة المعدة من الأمراض الشائعة. ومعظم الناس سيصابون بها في وقت ما من حياتهم، وعادة ما تحدث بعد تناول الطعام أو عند النوم. يمكنك تناول دواء مضاد للحموضة، للمساعدة في التخفيف من الألم الذي تعاني منه بشكل دوري.
كما يمكن لتغيير نمط الحياة أن يساعدك أيضاً في التغلب والسيطرة على حرقة المعدة، على سبيل المثال تجنب تناول الأطعمة الحريفة أو الحمضية، بالإضافة إلى
خسارة الوزن. يذكر أن حرقة المعدة يمكن أن تصيب أي شخص، في أي مرحلة عمرية، وهي حالة مرضية شائعة خلال فترة الحمل.
يعتبر ارتجاع المرئ أو الارتجاع المعدي المريئي حالة مرضية أكثر خطورة من حرقة المعدة. مثل حرقة المعدة، الارتجاع المعدي المريئي هو حالة مرضية ترتد فيها محتويات المعدة إلى المرئ نتيجة لوجود مشكلة في العضلة العاصرة المريئية السفلى. وعلى عكس حرقة المعدة، هذه المشكلة تحدث بشكل منتظم (مرة إلى مرتين أسبوعياً)، ولا يتحسن الألم باستخدام مضادات الحموضة أو الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية.
وتشمل أعراض ارتجاع المرئ المعدي:
- حرقة المعدة.
- الشعور بأن محتويات المعدة ترتد إلى الحلق أو الفم.
- ألم في الصدر.
- سعال جاف.
- أعراض تشبه أعراض الربو.
- صعوبة واضطرابات في البلع.
يمكن أن تسبب أعراض الارتجاع المعدي المريئي الكثير من الإزعاج للمريض إلى الدرجة التي تؤثر فيها على حياته الشخصية أو تعرقلها. ويشمل علاج الارتجاع المعدي المريئي تناول أدوية قوية، بالإضافة إلى إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة، مثل تعديل النظام الغذائي، فقدان الوزن، أو الإقلاع عن التدخين. ومعظم الأدوية المستخدمة لعلاج هذه الحالة تستهدف تخفيف كمية الأحماض الموجودة في المعدة. في بعض الحالات، قد يحتاج هؤلاء المرضى إلى الخضوع لعملية جراحية لتقوية العضلة العاصرة المريئية السفلى.
يذكر أن الأحماض الموجودة في المعدة من الممكن أن تتلف بطانة المريء، إذا لم يتم علاج ارتداد المرئ المعدي. هذا الأمر قد يؤدي إلى النزيف، القروح أو التندب مما يؤدي إلى صعوبة في البلع. كما يمكن أن تتسبب الأحماض في حدوث تغيرات في خلايا المرئ مع مرور الوقت. هذا ما يطلق عليه اسم مريء باريت، وهي حالة مرضية يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بسرطان المرئ القاتل.
وأخيراً، من المهم أن تعرف جيداً الفرق بين حرقة المعدة والارتجاع المعدي المريئي للحصول على العلاج المناسب. قم باستشارة الطبيب إذا كنت تعاني من حرقة المعدة مرتين أو أكثر في الأسبوع، أو إذا كانت الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية لا تخفف من الشعور بالألم. اتصل فوراً بالإسعاف في حال شعرت بصعوبة في التنفس، وألم في الذراع أو الفك، جنباً إلى جنب مع ألم في الصدر، حيث يمكن أن تكون هذه الأعراض متعلقة بمشكلة في القلب.