ضاعف الضجيج العالي المنبعث عن مولدات الكهرباء البديلة بقطاع غزة المنتشرة فى الشوارع وأغلب المنازل وباتت تعمل لساعات طويلة نظرا لتفاقم أزمة الكهرباء ، من آلام سكان القطاع الناتجة عن الحصار، بخلاف تسبب هذه المولدات فى وفاة الكثيرين خاصة الاطفال صعقا. واصبحت أزمة الكهرباء هى الشغل الشاغل للغزيين ،فلا حديث يعلو فى قطاع غزة حاليا على أزمة انقطاع التيار الكهربائي ،فالكل يشكو الازمة التى دخلت شهرها الثاني ، حتى ملف المصالحة الفلسطينية والسجال بين حركتى فتح وحماس بشأن تشكيل الحكومة المقبلة لم يعد يشغلهم . ويتناوب سكان قطاع غزة حاليا (8ر1 مليون نسمة) 6 ساعات كهرباء يوميا توزعها محطة توليد الكهرباء وهى الطاقة القادمة من مصر واسرائيل فى الوقت الذى توقفت فيه محولات محطة التوليد الرئيسية لعدم وجود وقود. ورغم شح الوقود الرخيص بالقطاع فقد لوحظ زيادة فى نسبة بيع مولدات الكهرباء لدى القادرين الذين بامكانهم شراء البنزين الاسرائيلى والسوبر المتوفر حاليا . وقال احد اصحاب محلات بيع المولدات فى مدينة غزة لمراسل وكالة انباء الشرق الاوسط ان الانقطاع الطويل للكهرباء دفع الى الاقبال على شراء المولدات خاصة من لدية القدرة على شراء البنزين السوبر لافتا الى انتشار كبير للمولدات الصينية فى القطاع ويبلغ سعر الواحد منها 250 شيكل(65 دولارا ) منبها الى ان قوته كيلووات فقط أى تكفى للإنارة فقط دون تشغيل أي اجهزة كهربائية. واضاف "هناك مولدات المانية وبريطانية متوفرة وتبلغ قوتها ما بين 9 و15 كيلووات ويزيد، ويبدأ سعرها من 9 الاف دولار ، ويمكن التوسع في الاستعانة بها في تشغيل الاجهزة الكهربائية ،كما ان الابراج السكنية مضطرة لاستخدام مولدات ذات جهد اقوى لتشغيل المصاعد. ونبه الى ان تشغيل مولدات الكهرباء يحتاج الى حذر ويقظة لانها تسببت فى حالات وفاة كثيرة صعقا لتزامن تشغيلها مع لحظة وصول التيار الكهربائى من محطة التوليد الرئيسية اضافة الى العادم المنبعث منها. وأظهرت إحصائية لمنظمة اوكسفام الخيرية إن أكثر من 100 فلسطيني من قطاع غزة لقوا حتفهم صعقا بسبب مولدات الكهرباء على مدار 18 شهرا الماضية ، اضافة الى تأثرهم سلبا بغاز أول أكسيد الكربون الذي ينبعث بخلاف انفجار بعضها. وبدأت أزمة الكهرباء بقطاع غزة فى 28 يونيو 2006، عقب خطف الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط، اذ هاجمت طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، حيث أطلقت ستة صواريخ على المحولات الستة لمحطة توليد الكهرباء ، ونظرا لأن صاروخين لم يصيبا الهدف، فقد جرى إطلاق صاروخين آخرين بعد بضع دقائق دمرا المحولين الباقيين. وقال سفير مصر لدى السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عثمان لوكالة انباء الشرق الاوسط ان مصر تسعى حاليا لحل جذري لازمة الكهرباء فى قطاع غزة وبشكل شرعى يكون لمصلحة المواطن الفلسطينى وايضا المصري. ومن جانبه، أكد مدير مركز معلومات الطاقة في سلطة الطاقة بغزة أحمد أبو العمرين أن أطرافا عديدة لها علاقة بأزمة الكهرباء بغزة، ولا يمكن أن تتحمل جهة بعينها مسئوليتها، وشدد على أن المشكلة الأكبر لأزمة الكهرباء هي عجز امدادات الطاقة عن تلبية احتياجات القطاع، مؤكدا أنه في حال حل هذه المشكلة سيسهل التغلب على باقي المشكلات. ونوه إلى أن سلطة الطاقة قامت ببذل كافة جهودها من أجل توفير مصادر الطاقة البديلة من خلال مصر، مبينا أنه تم التوصل أخيرا إلى تفاهمات رسمية مع هيئة البترول المصرية وتم دفع 2 مليون دولار، ولفت إلى أن الجانب المصري وافق وبشكل رسمي على البدء بتنفيذ مشروع ربط غزة الإقليمي. واشار الى ان سلطة الطاقة بغزة أبرمت اتفاقا مع مصر لإنهاء هذه الازمة على عدة مراحل اولها زيادة القدرة الكهربائية للخط الواصل إلى غزة من مصر من 17 ميجاوات إلى 22 ميجاوات وهوما تم بالفعل ، اضافة الى ضخ الوقود اللازم إلى قطاع غزة وفق تعاقد مباشر مع شركات الوقود المصرية بالسعر الدولي بالطريقة التي تراها مصر مناسبة وبما يضمن استمرارية وصولها إلى القطاع وهو ما يجرى التوافق عليه حاليا. كما تخطط مصر لزيادة قدرة محطة الشيخ زويد في سيناء ب 40 ميجاوات إضافية تصل إلى القطاع وذلك بتمويل مباشر من البنك الإسلامي للتنمية، وذلك بالتزامن مع تأهيل محطة التحويل في غزة لاستيعاب عمل المولد الرابع لمحطة التوليد في غزة لتصل لأقصى طاقتها وهي 120 ميجاوات، حيث سيستغرق ذلك مدة من شهرين لثلاثة أشهر، اما المرحلة الاخيرة فتقوم على البدء بتنفيذ مشروع الربط الكهربائي الثماني لقطاع غزة مع مصر. وتزويد محطة توليد الكهرباء في غزة بالغاز المصري بدلا من السولار الصناعي حيث سيستغرق ذلك مدة عامين. وقال احد اصحاب محطات الوقود فى مدينة غزة انه يتوفر حاليا البنزين السوبر ويبلغ سعر اللتر 2ر4 شيكل ، والبنزين الاسرائيلي الذى يدخل عبر معبر كرم ابو سالم سعر اللتر 5ر9 شيكل (الدولار يساوى 8ر3 شيكل) لافتا الى ان القطاع يعانى حاليا الشح فى الوقود المصري الذى يبلغ سعر اللتر 2 شيكل فقط . وقدرت جمعية اصحاب الوقود فى غزة احتياجات القطاع من الوقود شهريا بنحو 35 مليون لتر من أصناف الوقود المختلفة منها نحو 18 مليون لتر لتلبية احتياجات قطاع المواصلات والباقي لتلبية متطلبات تشغيل محطة كهرباء غزة. ومن جانبه، قال مدير الإعلام في شركة توزيع كهرباء غزة جمال الدردساوي إن أزمة الكهرباء هي أزمة الشركة لأنها أكثر من تأثر بها، وهناك صعوبة في إدارة الأزمة لأنها وصلت إلى حد العجز الكبير وهي تتوسع تدريجيا وتمتد أثارها. وأكد أن المشكلة لا تتمحور في شركة الكهرباء ولا في سلطة الطاقة، وأنها من صنع الاحتلال منذ قصف المحطة وما تراكم بعدها من مشاكل، لكن الانقسام أعاق حلها بشكل كبير. وأشار إلى وجود توسع كبير في استهلاك للكهرباء بالقطاع وأن ايرادات الشركة تبلغ 30% من تكلفة الكميات الموزعة من الكهرباء للمواطنين. وتشكو حكومة حماس بغزة من تلكؤ المواطنين فى سداد فاتورة الكهرباء ،وقالت ان ما يتم تحصيلة نحو 20 مليون شيكل شهريا(نحو 5 ملايين دولار) اى حوالي 30 % من الفاتورة الشهرية.