خرجت السيارات والموتوسيكلات تحمل مكبرات صوت تهتف فى الشوارع والقرى «يا أهالى الفيوم اصحى انصر دينك.. الداخلية تقتل أولادكم».
لا تقل مذابح الإخوان فى أقسام شرطة الفيوم عن مذبحة قسم شرطة كرداسة.. بل ربما تجدها أبشع حينما توضع أمامك التفاصيل.. فهناك.. خرجت السيارات والموتوسيكلات تحمل مكبرات صوت تهتف فى الشوارع والقرى «يا أهالى الفيوم اصحى انصر دينك.. الداخلية تقتل أولادكم».
وفجأة حشد الإخوان أنفسهم فى ساعات بعد عودة القيادات الشابة من رابعة العدوية قبل تنفيذ خطة «الأرض المحروقة» التى نفذوها صبيحة يوم الأربعاء 14 أغسطس، حيث تم حرق جميع منشآت المحافظة بالكامل، حتى دفعت الفيوم حتى الآن 14 شهيداً من ضباط وأمناء الشرطة بثلاث مناطق من أقسام شرطة الفيوم.
أول تلك الأقسام كان قسم شرطة مركز طامية الذى دفع أرواح 9 من قوات الشرطة به تم ذبحهم وقتلهم بكل ما تتصوره من بشاعة.. وأصيب أيضا 6 آخرون بإصابات خطيرة، حيث خرج الإخوان إليه بسيارات النقل والأجرة والمسيرات بالسلاح والعصى والمولوتوف حتى اقتحمت قسم طامية فى 6 ساعات بالسلاح.
فلم يجد النقيب محمد عبدالمنعم عباس وسيلة للنجاة بعد محاصرة القسم وقام باستعطاف الأهالى أنه يؤدى وظيفته ولم يتعرض لأحد من المواطنين، وفشلت كل محاولات نقيب الشرطة حتى قاموا بسحله فى ساحة القسم وهشموا رأسه، حتى أصبح جسمه غارقاً بالدماء.. ولم تأخذهم به رحمة أو شفقة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وسط تكبير الإخوان والفرحة بذبحه أمام أبواب القسم.
أما الملازم أول ربيع محمد كاسب معاون مباحث مركز طامية وأحد أبناء مركز سنورس وقرية مطر طارس بالفيوم، فلا يزال حديث القرية بعد أن راح ضحية الإخوان وإرهابهم حيث أسقطه الإخوان بعد أن حاول غلق مكتبه عليه.. وتم الفتك به ومحاولة قتله بأبشع الطرق.
وتركوه ظنا منهم أنه مات.. لكن بعد نقله إلى مستشفى المعادى بالقاهرة ظل تحت الأجهزة الطبية بالعناية المركزة حتى استشهد متأثراً بجراحة التى طالت جميع أطراف جسده.
وكان معاون المباحث قد عمل كأمين شرطة بتأمين الأفواج السياحية.. وذاكر كلية الحقوق ثم تمت ترقيته لضابط، لكن بمجرد أن علق رتبة ملازم أول وأصبح ضابط شرطة واستلم عمله بقسم شرطة طامية.. وهناك كانت مكافآته من الإخوان حيث قتلوه بدم بارد دون أن يصدقوا استغاثاته واستعطافهم أنه ضد القتل والاعتداء على أحد.
ورغم أنه عانى الظلم كثيراً وهو ضابط شريف.. لكنهم قاموا بقتله وسحله، وشيعت جنازته من مسجد مطرطارس دون أن يخرج إخوانى واحد بجنازته، بعد إعلان الفتك بهم حال مشاركتهم فى الجنازة.
لم يتترك الإخوان أمناء الشرطة أيضا.. فتم قتل الأمين فرج فضل مبروك أمين شرطة قسم طامية وتم سحله داخل القسم وتركوه غارقاً فى دمه بعد الاستيلاء على سلاحه وقتله دون رحمة.
ودفع أيضا زميله الأمين بنفس القسم حسن عنتر حياته رغم أنه قام بالحديث معهم لتهدئتهم.. لكنهم لم يراعوا حديثه عن تركه ليرعى أسرته وأن يرحموه من القتل لكن دفع حياته دون رحمة منهم وقاموا بتهشيم رأسه حتى أصبح دمه لاصقا بحوائط ومكاتب القسم بمجرد دخولك قسم الشرطة واستشهد ولا يزال أهله يتوعدون بالثأر من قتلته.
ولم يقف الأمر عند حد هؤلاء.. بل استنفد القسم جميع قواته بعد أن دفع معظمهم حياته وأصيب آخرون.. لكن ممن استشهد قبل أيام بعد فشل علاجه لكثرة إصاباته كان الرقيب شرطة رمضان محمد أحد القائمين بالعمل بالقسم.. وأيضا محمد السيد أحد افراد الشرطة بنفس القسم.. واثنين من المجندين من قوة الشرطة القائمين على حماية القسم من الخارج.
وفى قسم شرطة طامية تم التعدى بالأسلحة البيضاء والشوم على العميد جبالى عبدالظاهر جبالى مأمور المركز وتم التعدى على العقيد عبدالرحمن هويدى نائب المأمور الذى تقدم لوزير الداخلية بطلب بعدم نقله سوى بعد قبضه على من قاموا بعمليات القتل.. لأنه يعرف معظمهم.
وهويدي.. كان قد نجا بحياته بعد أن تركوه الإخوان المسلحون غارقاً فى دمه معتقدين موته والمأمور.. وكذلك الرائد عاطف الواحى رئيس مباحث قسم شرطة طامية.. حيث تم التعدى عليه ببشاعة وتركوه غارقاً فى دمه، بعد أن نجا منهم.
وكان المأمور جبالى والنقيب الواحى قد تسلما عملهما بمركز طامية يوم 13 أغسطس قبل المذبحة بيوم واحد.. ورغم ذلك لم ترحمهما أيدى الإرهاب وقاموا بارتداء جلابيب فلاحى للنجاة بأنفسهما من قبضة الإرهاب.
وفى شرطة النجدة بالفيوم تم قتل النقيب سامى مغاورى الضابط بشرطة النجدة.. وتمت سرقة جميع السلاح المتواجد بالمكان، بعد أن دلّ عملاء الإخوان من امناء الشرطة على أن الذخيرة قد استنفدت لدى الضباط.. فتم استنفادها والتعدى على المتواجدين بالنجدة.
وتم قتل مغاورى بعد حفلة تعذيب وسحل داخل ساحة النجدة، كما قتل أمين شرطة معه أيضا تم تهشيم رأسه وتصويره بالهواتف وسط تكبير الإخوان وتعذيبه.. حتى لفظ أنفاسه الأخيرة واستشهد أيضا مجندون بعد أن قام الإخوان بتعذيبهم وكسر عمودهم الفقرى بعد ضربهم بالشوم والسلاح الأبيض انتقاما منهم لكونهم يعملون أو يؤدون واجبهم بوزارة الداخلية.
فى أبشواى تم ذبح اثنين «أمين شرطة ورقيب» على بوابة القسم بعد هروب جميع الضباط وأمناء الشرطة.. وتم سحلهم حتى امتلأت المكاتب بالدماء بعد مطاردات همجية، كما تم اقتحام قسم شرطة مركز يوسف الصديق.. إلا أن معظم المتواجدين نجوا وتمت سرقة جميع السلاح منه.
وبلغ عدد الإصابات الخطيرة للضباط وأفراد الأمن ومعظمهم بمستشفى الشرطة بالعجوزة وقصر العينى ومستشفى الفيوم العام 24 فرد أمن بينهم 8 ضباط، أما عدد الأسلحة التى تمت سرقتها من قسم شرطة أبشواى فبلغت 32 ألف طلقة معظمها من ذخيرة قوة المركز وأحراز مضبوطة فى كمائن بحوزة متهمين وكانت موجودة بحوزة المركز.
كما تمت سرقة 64 بندقية آلى من نفس القسم وهى حرز قضية سلاح كانت بحوزة 4 متهمين ضبطت أثناء سيرها بطريق أبشواى الفيوم متجهة الى المنيا.. وكذلك تمت سرقة 16 قطعة سلاح آلى متعدد «مضاد للطائرات» وهو حرز قضية سلاح شهيرة ضبطت فى سيارة نقل بطريق أسيوط الغربي. وتعتبر أكبر كمية سلاح سرقت من أقسام الشرطة فى تلك الأحداث الدامية.
وفى يوسف الصديق تمت سرقة جميع الأحراز والسلاح حيث تمت سرقة 18 قطعة سلاح منه ومن شرطة النجدة تمت سرقة 86 قطعة سلاح وقسم شرطة طامية تمت سرقة 43 قطعة سلاح.