أن قضية التمثيل البرلمانى والسياسى للاقباط ليست مجرد قضية نوعية او طائفية ولكنها قضية سياسية فى المقام الأول ، فإستمرار ضعف التمثيل المتكافئ للأقباط يغذى سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة ثقافة التطرف او يصب فى النهاية لصالحها ، كما أن غياب فئة معينة عن البرلمان لابد وأن يثير التساؤل عن أسباب غيابهم ، وهل هو غياب من جانبهم أم ان قواعد اللعبة الأنتخابية هي التي لم تتيح لهم المشاركة والنجاح ؟ .
وتعد مشكلة التمثيل السياسى والأنتخابى للأقباط فى البرلمان والأحزاب والحكومة والسلطة قضائية ، واحدة من أبرز إشكاليات ومشكلات تطور النظام والمؤسسات السياسية المصرية منذ 23 يوليو 1952 وحتى اللحظة الراهنة.
وتعليقاً على ذلك طالب المستشار نجيب جبرائيل رئيس منظمة الأتحاد المصرى لحقوق الأنسان لجنة الخمسين بعمل دستور جديد وليس تعديلاً لمواد دستورية أياً كانت عدد تلك المواد , وأن يتضمن الدستور مواد غير قابلة للتأويل أو لتعدد التفاسير تؤكد على المساواة وعدم التمييز بسبب الدين أو الجنس أو العرق , و أن يتضمن الدستور فى مادة إنتقالية تخصيص كوتة للأقباط والمرأة فى عدد من الدوائر الأنتخابية , بالإضافة إلى إصدرا قانون يقضى على كافة أشكال العنف ضد المرأة والتحرش الجنسى وإلتزام مصر بالتوقيع على كافة المعاهدات الدولية ذات الصلة, كما طالب بضرورة التعامل مع الأقباط وخاصةً فى شغل الوظائف العليا ليس من خلال الكنيسة حيث أن الكنيسة لا تمثل إلا سلطة روحية فقط وأيضاً التعامل مع الأقباط كجزء من نسيج الوطن وليس من خلال أى مؤسسة دينية حتى ولو كان على سبيل المساعدة أو المعاونة.
ويؤكد جبرائيل على ما يطالب به الأقباط والمرأة بأن ذلك لا يعتبر مطلباً طائفياً او فئوياً أو يقوم على التمييز بين المواطنين وإنما يقوم على مبدأ العدالة والمساواة وإنطلاقاً من القاعدة الدولية المعمول بها فى النظام الدولى بالنسبة للدول المتشابهة معنا وهى قاعدة "التمييز الإيجابى" حتى لا تظل طائفة أو مجموعة من الناس محرومة حرماناً كاملاً من تمثيلهم فى الحياة السياسية ليس عن قصد وإنما لأجواء لا تساعدهم على نجاحهم.
ومن جانبه طالب ناجى وليم رئيس تحرير مجلة المشاهير بتمثيل مقاعد للاقليات بنسبة 25 % ، وان لم تلبى لجنة الخمسين هذا المطلب فعلى الاقباط الانسحاب فورا , مؤكداً ان التاريخ سيحاسب الاقباط على الاستمرار فى هذة الفوضى.
كما ناشد الدكتور سعد الدين ابراهيم، مدير مركز ابن خلدون للدراسات ، لجنة الخمسين بأن تكفل حقوق الاقليات فى مصر، بحيث ان لا تقل عن 15 % من المقاعد فى البرلمان ومجلس الوزراء وكافة المجالس المنتخبة . واضاف سعد الدين ، ان هذا التمييز الايجايبى يستمر لمدة 3 فترات على الاقل .
وفي نفس السياق أشارت راندا فؤاد منسقة حركة المصريين ضد الارهاب، بضرورة تحديد كوتة للمراة بلجنة الخمسين , موضحة ان الدولة تقصى المراة رغم تواجدها فى ميدان التحرير لا يقل عن 50% ، مستنكرة اجراء الدولة لانتخابات فردية.
كما ووجهت فؤاد كلمة شكر للبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بسبب مواقفه الوطنية وقت ثورة 30 يونيو , مروراً بعمليات الإعتداء على الكنائس.
كما أشادت فؤاد بتصريح البابا تواضروس الذي أفاد أن هدم الجدران والمباني لا يهم إنما دماء المصريين وأرواحهم هي التي لا تقدر بثمن.
كما اوضحت فؤاد أن تصريحات البابا تواضروس , أسفرت عن تمسك المصريين ببعضهم البعض ضد الإرهاب , مضيفة :"أنها أدت إلى تمسك المصريين بالداخل والخارج".