لايحتاج الحوار مع شخصية بحجم المهندس حسين مسعود وزير الطيران المدنى الى تجهيز اسئلة واعداد نقاط حوار ومحاور للحديث معة ، فالرجل يحفظ عن ظهر قلب كل متاعب ومطالب واحتياجات الطيران المدنى المصرى ،بل يحفظ الارقام عن ظهر قلب ولا يحتاج الى ورقة تذكرة بها ،فالرجل عجينة من العمل والمتابعة والنظام والتخطيط والقلق على مستقبل صناعة الطيران المدنى المصرى فى ظل التحديات التى يشهدها العالم وتشهدها مصر وتشهدها المنطقة العربية والشرق الاوسط ،خاصة وان المنافسين شرقا وغربا اعينهم على مصر كابر سوق فى الشرق الاوسط ،لذلك جاء الحوار مع المهندس حسين مسعود بارقام واخبار جديدة اكثر مما كنت اتوقع. فى البداية لنتحدث عن المطالبات الفئوية للعاملين بالطيران المدنى؟ نحن كوزارة الطيران ليست استثناء ولكن مثلها مثل باقي الوزارات و الهيئات الأخرى في مصر ، بها بعض المطالب و الإضرابات ، لكن الخطورة أن صناعة الطيران في مصر وخاصة شركة الطيران الوطنية لديها بدائل جاهزة في الأسواق من حولنا وهي الشركات المنافسة التي تنظر للسوق المصري – أكبر الأسواق في الشرق الأوسط – باهتمام شديد ،و معظم العاملين بوزارة الطيران المدني لديهم الوعي الكافي والثقافة العالية والولاء الشديد لهذا القطاع ، وهو ما يساهم بلا شك في تخطي هذه المرحلة الحرجة،وهناك بعض المطالب والتي هى نتاج طبيعي لحرية التعبير بعد ثورة 25 يناير ، ولابد من النظر لها بعين الإعتبار ، ولكن الشيئ الهام هو ايجاد التوازن المنطقي بين مصلحة العاملين وهم قاطرة التنمية في الوزارة من جهة وبين مصلحة شركاتهم وهيئاتهم من جهة أخرى. فلا يعقل ان يتوقف العمل و هو المصدر الوحيد للدخل ويطالب العاملين بزيادات مالية،والحوار المباشر و الشفافية و ليست الوعود البراقة هي أقصر السبل لحل هذه المشاكل. و الحقيقية أن السواد الأعظم من العاملين لديهم تفهم كبير للموقف وعلى استعداد تام للتضحية من أجل شركاتهم و الخروج بها من هذه الأزمة،وولا أخفيكم سراً انه تصلني يومياً عدد كبير من الرسائل على البريد الإلكتروني تبعث على التفاؤل وتعطينا المزيد من التحدي لهذه الظروف الصعبة التي نمر بها. وماذا عن خطط تطوير الطيران المدنى المصرى؟ رؤيتنا هى الوصول بالمطارات المصرية لتكون من أكبر مراكز الحركة الجوية بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا مع توافر عناصر الأمن والأمان والسلامة للركاب والطائرات والبضائع داخل المجال الجوى المصرى .. كما كان الهدف تحويل مطار القاهرة الى مطار محورى للركاب والبضائع . وزيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات المصرية لمواجهة الزيادة فى الحركة الجوية . والتحسين المستمر فى أداء الخدمات وصولا الى التميز طبقا للمعايير والمقاييس الدولية وتعزيز السلامة الجوية وتطوير نظم الملاحه الجوية ،وبلغة الأرقام بلغت قيمة الأصول الثابتة للشركة المصرية القابضة للمطارات والملاحة الجوية وشركاتها التابعة وهى الشركة المصرية للمطارات وشركة ميناء القاهرة الجوى والشركة الوطنية لخدمات الملاحة الجوية وشركة تكنولوجيا معلومات الطيران فى 30يونيو2011 بلغت 230,12 مليار جنية مقابل 027,2 مليار جنية فى عام 2003 ، كما شهدنا منذ أسابيع توقيع عقد تطوير مبنى الركاب رقم 2 بمطار القاهرة ، بمضاعفة مساحته الحالية ورفع طاقته الاستيعابية من 3.5مليون راكب الي 7.5 مليون راكب وزيادة عدد كباري التحميل من 7 الى 14 كوبري بتكلفة اجمالية 2.3 مليار جنيه مصري وهذا ضمن مشاريع اخري طموحة لزيادة الطاقة الاستيعابية لمطارات الجمهورية و تطوير الخدمات المقدمة بها. والعمالة لديكم؟ دعنى اقول ل كان عدد العاملين لدينا كان عدد العاملين لدينا عام 2002 /2003 12434 عامل وصل الان الى ( 7715 الف عامل ) اى 2010 /2011 و بنسبه تطور 161% وفى عام 2002/2003 كان اجمالى الأجور 124 مليون جنيه وفى عام 2010/2011 أصبح 664 مليون جنيه وكانت نسبه التطور للأجور 586% ،فالدينا اليوم يبلغ 23 مطارا منهم 11 مطارا دوليا و10 مطارات محلية ومطارين بنظام ال B.O.T هما مطارى مرسى مطروح والعلمين . مطار القاهرة درة مطارات افريقيا اين هو الان ؟ هو ثانى أكبر المطارات الأفريقية من حيث الحركة الجوية ويمثل المطار حوالى 40% من الحركة الجوية بمصر ويرتبط ب 91 مطارا فى مختلف أنحاء العالم من خلال خطوط الطيران المختلفه و الشهر القادم سوف نفتتح مشروع القطار الآلي الذى يربط مبانى الركاب بمسار يبلغ طوله 2 كم ويضم 4 محطات وبطاقة استيعابية 2000 راكب / ساعة وبتكلفة 560 مليون جنيه ،وقبل ذلك تم افتتاح مبنى الركاب للرحلات الموسمية بمطار القاهرة بسعة 2 مليون راكب سنويا بتكلفه بلغت 190 مليون جنيه وايضا الجراج متعدد الطوابق،وقب ذلك ايضا تم افتتاح برج المطار الجديد بتكلفة بلغت 230 مليون جنيها،وتطوير صالة 3 وتحويلها لصالة وصول دولى. وماذ عن باقى المطارات المصرية؟ جميع المطارات تخضع لعمليات تطوير وتجديد واستثمارات متواصلة دون توقف وليس مطار القاهرة فقط،فافى مطار شرم الشيخ بلغت التكلفه الاجمالية لمبانى الركاب رقم 1 بمطار شرم الشيخ 505 مليون جنيه .. كما ان الاعمال المنفذه بمبنى الركاب رقم 2 بلغت 157 مليون جنيه وتبلغ الطاقه الاستيعابية 8 مليون راكب سنويا ... اما مبنى الركاب رقم 3 وانشاء ممر جديد وترماك وعدد 12 كوبرى تحميل فالقيمة التقديريه 3 مليار جنيه ويسع 10 مليون راكب سنويا لتصل اجمالى الطاقه الاستيعابية الى 18 مليون راكب سنويا وينتهى فى عام 2015 ،كذلك مطار برج العرب تم انشاء المطار الجديد على مساحه 18 كم وبتكلفه قدرها 628 مليون جنيه ويسع 2,1 مليون راكب سنويا قابل للتوسعه حتى 2 مليون راكب سنويا ،ومطار اسيوط الدولى : تم افتتاحه مؤخرا بسعة 800 راكب / ساعة بتكلفه بلغت 223 مليون جنيه ،ومطار الغردقة الدولى :تم عمل توسعات لمبنى الركاب الحالى لرفع الطاقه الاستيعابية للمبنى لتصل الى 4000 راكب / ساعه بدلا من 2500 راكب / ساعه والتكلفه الاجمالية لتطوير المبنى الحالى 233 مليون جنيه أما مشروع مطار الغردقة الجديد فسوف يسع 5,7 مليون راكب سنويا مع توسعه الترماك واضافه مواقف جديدة ليستوعب عدد 46 طائرة وقد بدأ العمل فى فبراير 2010 وتستغرق 36 شهرا وبتكلفه تبلغ 3,2 مليار جنيه . واين نصيب الملاحة الجوية من التطوير؟ تحديث وتطوير مركز القاهرة للملاحة الجوية تم تحديثة وتطويرة بالكامل وأنشاء محطة رادار اقتراب جديد بمطار القاهرة .. واستكمال التغطية الرادارية للمجال الجوى المصرى بنسبه 100% .. واحلال وتحديث اجهزة الاتصالات VHF لكافة مطارات الجمهورية ،و تطوير نظام المراقبة الجوية بادخال الخدمة الرادارية وميكنه انظمة المراقبة الجوية بمطارات شرم الشيخ / الغردقة / الأقصر / أسوان / طابا / العريش / برج العرب ... وتطوير محطات الأقمار الصناعية بالقاهرة وانشاء 19 محطة فرعية المطارات ،بالاضاة الى المشروع الضخم المتكامل لادارة المطارات بالتعاون مع شركة سيتا العالمية وتطوير نظم أمن المطارات وانشاء نظام معلومات لتطوير وتنظيم حركة الركاب والحقائب. اين افريقيا فى دائرة اهتمام وزارة الطيران المدنى ؟ تمتلك الشركات الأفريقية بأكملها 654 طائرة فقط بمتوسط عمر 15 عام في الوقت الحالي في حين تمتلك الشركات الأوربية 4912 طائرة بمتوسط عمر 10 سنوات ، وهذا يدلل على مدي أحتياج أفريقيا لتطوير منظومة الطيران المدني بها، وكذلك ينبئ بمعدل نمو كبير إذا توفرت الظروف الملائمة لذلك،وافريقيا لها اهتمام خاص لدينا حيث اننا نسير 113رحلة اسبوعية ل 17 نقطة داخل القارة منها 6 رحلات مباشرة لدول حوض النيل .هذا بخلاف 8 نقاط اخرى عن طريق المشاركة بالرمز مع الشركات الأفريقية، منها 3 نقاط بدول حوض النيل،هناك فكرة تحت الدراسة الآن الفكرة قائمة على التعاون في مجال النقل الجوي مع إحدى الدول الأفريقية بهدف منح مصر للطيران حقوق نقل إضافية (حرية خامسة) بهدف ربط أكبر عدد ممكن من نقاط أفريقيا بشبكة مصر للطيران وخدمة البلدان الأفريقية التي سيتم ربطها بهذه النقطة المحورية الجديدة داخل أفريقيا. وتجري الآن الدراسات الخاصة بهذا الموضوع ، وجاري التعاون و التنسيق مع وزارة الخارجية في هذا الخصوص،وتم عقد لقاء بالتعاون مع وزارة الخارجية بسفراء 16 دولة افريقية وكذلك قيادات الطيران المدني ورؤساء الشركات.وذلك تأكيدا لدور وزارة الطيران وسعيها من خلال الشركة الوطنية مصر للطيران إلى تعزيز تواجدها بالقارة الأفريقية وتوسيع نشاطها التجاري في بلاد غرب أفريقيا للإستفادة من تطور الأسواق وتحسن الحالة الاقتصادية بتلك البلاد وذلك من خلال استخدام مطار أكرا بغانا ( HUB) لخدمة تلك الأسواق وتشغيل رحلات إلى العديد من النقاط بغرب ووسط أفريقيا.