وكالات يقول السكان في مهد انتفاضة الطوارق التي كادت أن تمزق مالي العام الماضي إن الانتخابات التي جرت يوم الأحد لن تحقق سلاما دائما ما لم يمنحهم الرئيس الجديد في الجنوب النائي المزيد من الحريات.
وشهدت منطقة كيدال الصحراوية في شمال شرق مالي البائس اربع حالات تمرد منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1960. ويقول الطوارق فيها ان حكومات السود المتعاقبة في العاصمة باماكو تستبعدهم من السلطة.
وقال زعيم قبيلة الطوارق لممثل الاممالمتحدة الخاص بيرت كويندرز خلال زيارة في يوم الانتخابات "لا يمكننا أن نسمح بعودة الطريقة التي كانت تتعامل بها الدولة المالية مع شعبنا قبل طردهم من هنا في العام الماضي."
وكان وراء انتفاضة العام الماضي اتهامات بانتهاك الحكومة اتفاقا للسلام أبرم عام 2006 لتطوير المنطقة. وأدى فشل الرئيس امادو توماني توري في التصدي للانتفاضة إلى انقلاب عسكري في العاصمة باماكو فيما سمح للإسلاميين باحتلال ثلثي مالي الشماليين وفرض صيغة متشددة من الاسلام.
ورغم نقص بطاقات الاقتراع والارتباك بشان اماكن الادلاء بالاصوات توافد الناس للادلاء باصواتهم في مدرسة مهاها بوسط البلدة على امل ان تتيح هذه الانتخابات بداية جديدة للبلاد. وتولت حراسة مكاتب الاقتراع قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة والشرطة المالية.
وقالت تامومنت ديالو (53 عاما) وهي جالسة في فصل دراسي بعد الادلاء بصوتها "ستتحسن الاحوال بعد هذه الانتخابات. سيكون لدينا رئيس حقيقي مرة اخرى وسوف تحترم اتفاقات السلام."
وارسلت فرنسا الوف الجنود لوقف اندفاع الاسلاميين باتجاه الجنوب في يناير كانون الثاني ودمروا جيبهم لكنهم تركوا المسؤولية عن كيدال للحركة الوطنية لتحرير ازواد وهي حركة انفصالية للطوارق. وقالت ان الطوارق ليسوا جماعة ارهابية وإنهم ساعدوا في قتال الاسلاميين وهو موقف اغضب الكثيرين في جنوب مالي.