أشار علماء من أميركا إلى أنهم يقتربون شيئا فشيئا من الكشف عن حقيقة ما يعرف بجسيمات هيغز. وقال دميتري دينيسوف من مختبر "فيرميلاب لأبحاث الطاقة" التابع لوزارة الطاقة الأميركية: "لدينا الآن المزيد من البيانات التي يبدو أنها تدل على وجود بوزون (هيغز)". وقدم الباحثون خلال مؤتمر في مدينة لا تويل الإيطالية تحليلا للبيانات التي جمعوها من مختبر "فيرميلاب" المتخصص في أبحاث الجسيمات عالية الطاقة. وتستند النتيجة التي توصل إليها الباحثون إلى "مئات الملايين من التجارب" التي أجريت على مدى أكثر من عقد في معجل جزيئات "تيفاترون" في المختبر حسبما جاء في بيان. ويعتبر جسيم "هيغز" الذي يسمى أيضا "بوزون هيغز" آخر جزء فسيسفاء يحتاجه علماء الفيزياء لتكملة النموذج الخاص بفيزياء الجسيمات. ولا يمكن تفسير كتلة المادة من دون معرفة ماهية هذا الجسيم المفترض "فمن دون جسيم (هيغز) سيبدأ العلماء مشوار البحث عن أبعاد جديدة في الزمان والمكان" حسبما أوضحت عالمة الفيزياء الكندية أنادي كانيبا، من "مختبر تريومف الوطني" في مدينة فانكوفر. وقال روب روزر المشرف على المشروع البحثي إن البيانات الحالية ترجح وجود "بوزون هيغز" في مجال الكتلة الواقع بين 115 و135 جيغا الكترون فولت وهو نفس المجال تقريبا الذي توصل إليه علماء معجل سيرن الأوروبي بالقرب من جنيف. وكثيرا ما يذكر علماء الفيزياء كتلة جسيمات المادة كمعادل للطاقة مع أن وحدة القياس المعتادة لها هي الكترون فولت "إي في". ويسابق فريقان من العلماء في مركز "سيرن لأبحاث الجسيمات" الزمن بحثا عن "بوزون هيغز". ويمتلك الأوروبيون نحو أربعين ضعف ما لدى الأميركيين من بيانات علمية عن الجسيمات وذلك بفضل مصادم الهادرونات التصادمي "ال اتش سي" في سيرن. ويتوقع روزر أن يعلن الأوروبيون عن توصلهم لحقيقة "بوزون هيغز" خلال أول مؤتمر لعلماء الفيزياء في مدينة ميلبورن الأسترالية في (يوليو) المقبل.