بنظرة سريعة إلى مسابقة الدورى العام سنجد أن الأمور كما هى، فالكبار يظلون كباراً مهما حدث فى نظام المسابقة، فلدينا المجموعة الأولى التى انتهت إلى تصدر الأهلى وصعوده إلى المربع الذهبى ويأتى من بعده إنبى هو الآخر، وهو ما يؤكد صحة التوقعات لهذه المجموعة وحتى فى صراع الهبوط لم يتغير شىء الصغار يظلون صغاراً حتى إن أحدثوا بعض المفاجآت ولكن لا جديد والأمر نفسه ينطبق على المجموعة الثانية فالزمالك أنهى المشوار مبكرا بضمان الصعود للمربع الذهبى، ولولا استعباط إدارة الإسماعيلى فى انهاء التعاقد مع صبرى المنياوى الذى فعل كل ما يمكن لمدرب فعله مع فريق فقد معظم لاعبيه الأساسيين، ومع ذلك نجح الرجل فى الحفاظ على هيبة الإسماعيلى فصعد إلى الدور نصف النهائى فى البطولة العربية وخرج بصعوبة بضربات الجزاء الترجيحية أمام بطل الجزائر، ثم صعد لدور ال 16 فى البطولة الإفريقية ولم يخسر فى الدورى سوى مباراتين وأصبح الأقرب للتأهل للمربع الذهبى برفقة الزمالك. ومع ذلك أطاح به مجلس إدارة الإسماعيلى دون أى سبب مقنع لجهلاء كرة القدم قبل العارفين بها، لكن المهم أنه لا جديد كما قلت، فالأربعة الكبار كما هم: الأهلى، والزمالك، وإنبى، والإسماعيلى، وصراع الهبوط كالعادة على رأسه فريق الاتحاد السكندرى الذى يعانى منذ أكثر من ثلاثين عاما فى نفس القضية يبدأ الموسم وهو «سيد البلد» وختام الموسم كل الأمل أن يبقى الاتحاد فى البلد، والغريب أنه رغم مرور كل هذه الأعوام لم يتحرك أحد لإنقاذ الاتحاد بل العكس هو الصحيح، فالكل يحاول هدم الاتحاد السكندرى وباستثناء مرحلة دكتور كمال شلبى ومن بعده محمد مصيلحى جاهد الجميع لقتل الاتحاد السكندرى والقضاء على جماهيره، وكأنهم لم يكفهم انهيار النادى الأوليمبى وخروجه تماما من دائرة الأضواء، مع العلم بأن 90٪ من ميداليات مصر الأوليمبية مصدرها أبناء الأوليمبى لكنه الإهمال والصراعات التى لا تنتهى فى الإسكندرية. أعود وأؤكد أنه لا جديد، فالوضع أيضا فى المحلة هو نفسه الوضع فى الإسكندرية فالكل هناك يتآمر لإسقاط الفريق وليس مهماً التاريخ والذكريات والفلاحين وبطولاتهم الرائعة، حيث أنهم الفريق الوحيد الذى حصل على بطولة الدورى العام خارج الكبار، ثم إنهم صعدوا لنهائى كأس إفريقيا وأيضاً نهائى كأس مصر 6 مرات، وحققوا أرقاماً قياسية فى عدد اللاعبين الذين شاركوا مع منتخب مصر، بدءا من خورشيد والسياجى وعماشة وعبدالدايم وخليل وعمر عبدالله وشوقى غريب وخالد كرم والسعيد عبدالجواد ومرعى وإبراهيم يوسف وخالد وصابر عيد وغيرهم الكثير من النجوم الذين صنعوا مجداً لغزل المحلة لكنهم الآن يعانون ويشتكون من قلة الإمكانات والتجاهل التام، بل إن الأمور قد تسير فى المستقبل القريب لإلغاء نشاط كرة القدم لأنها على ما يبدو ملهاة للوقت والجهد، والفلوس أولى بها العمال بدلا من توقف المصانع وانتشار الإضرابات والاعتصامات، لذلك لا جديد فى سماء الكرة المصرية باستثناء فوز منتخب الشباب بكأس إفريقيا، ومع ذلك يبدو أنه لا جديد فى طريقة اعداده، فبعد مرور أكثر من 40 يوماً على الفوز بالبطولة لم نر مباراة ودية واحدة لهذا الفريق بل العكس هو الصحيح فقد تم إلغاء المعسكرات وإلغاء المباريات الودية، ومع ذلك تسمع كل يوم تصريحات وردية ولا أعرف على أى أساس يتم بناء هذه التصريحات، فاللاعبون الأساسيون لا يشاركون تقريبا مع أنديتهم، فهذا الحارس مسعد عوض مازال ممتنعا عن التدريب فى الإسماعيلية ورامى ربيعة أجريت له عملية جراحية، وكهرباء لا يشارك تقريبا مع إنبى، وصالح جمعة يحمل حقائبه ويسافر من بلجيكا إلى إسبانيا، والأمر نفسه لأحمد رفعت. ورغم المعسكرات التى يقيمها ربيع يس إلا أنها لن تسمن ولا تغنى من جوع، فالفريق بدون قوامه الأساسى والمباريات ممنوعة، وكل ما أخشاه أن يمر بنا الوقت دون أن يكون هناك استعداد جيد لكأس العالم ثم بعدها نصرخ ونولول على الفرص الضائعة لفريق من الممكن أن ينافس على المراكز المتقدمة فى كأس العالم للشباب.. أعود فأكرر أنه: لا جديد!!