"قلبى على ولدى أنفطر وقلب ولدى عليٍ حجر" هذا المثل الشعبى ينطبق بكل قسوته على الجريمة "البشعة" التى شهدها حي الأزهري بمدينة بني سويف ، حادثة نكراء تقشعر لها الأبدان وتهتز لها القلوب، حيث سالت دماء "الأب" أمام مسجد الحي إثر مباغتة "إبنه" له بعدة طلقات من سلاحه الناري في رأسه وبطنه وأصيب الجميع بالذهول من الذين شاهدوا الحادث وحمل الجثمان إلي سيارة الإسعاف وسط "بكاء" جميع نساء الحي و"عويل" الكبار والصغار لبشاعة الحادث وشدة ارتباط الجميع بالرجل الذي قتل علي يد فلذة كبده.
لم تسعه الدنيا من فرحته عندما أنجب ولده الذي قام بقتله عندما حملته قدماه ولم يكن يعرف الأب أن القدر يخبئ له ما حدث من قبل فلذة كبده الذي جاهد في الدنيا لتربيته هو وشقيقته وجاد بما لديه من رزق الله ليجعله لا يحتاج لشيء هكذا بدأت صباح عبدالعزيز موظفة بإدارة مرور بني سويف حديثها ل"الفجر"، وهي تبكي علي فراق جارها وبشاعة ما أنتهيت إليه حياته باستباحة دمائه وسط المسجد، وأضافت أن الجاني يعاني اضطرابات نفسية منذ فترة، وقام والده بإدخاله مصحة نفسيه وبعد شفائه قام بتحمل جميع نفقات زواجه، وقام بشراء دراجة بخارية له ليستطيع الذهاب الي مدينة بني سويفالجديدة والتنقل بها بعد أن رفض الابن العيش مع والده في بيت الأسرة.
من ناحية أخري، فقد أكد أحد شهود العيان بالمنطقة أن الشاب كان متربص بوالده منذ فترة ويقوم بتهديده من وقت لآخر بالقتل، وقام بشراء فرد خرطوش بعد أن باع الدراجة البخارية التي يمتلكها قبل أسبوعين من الحادث، ولكن لم يكن بمخيلة الوالد أن يتأذي علي يد ابنه.
واستطرد المصلون من الذين حضروا مع المجني عليه صلاة الفجر قائلين: لقد فوجئنا فور انتهائنا من صلاة الفجر بنجل المجني عليه ينتظره أمام باب المسجد، فقال الوالد لابنه تعالي نذهب للبيت ما الذي اوقفك هنا فرد عليه نجله: لأقتلك وأطلق عليه العيار الأول في ساقه، والثاني في صدره، فسقط الأب علي الأرض ينظر لابنه فبادرة بالعيار الثالث في رأسه وسط استغاثات بعض المواطنين الذين حاولوا منعه فهددهم وهو في حالة جنونية قائلا: اللي هيقترب مني سأقتله لأني لم أترك والدي إلا جثة هامدة.
وكان اللواء إبراهيم هديب، مدير أمن بني سويف، تلقي اخطارا من العميد سامي توفيق مدير إدارة النجدة يفيد بقيام "مصطفي . ع .م 22 سنة سائق" بإطلاق عدة أعيره نارية علي والده أثناء خروجه من صلاة الفجر وأرداه قتيلا، فأمر شعراوي بسرعة ضبط الجاني والسلاح المستخدم ونقل الجثة للمستشفي وإخطار النيابة العامة.
ودلت تحريات المباحث التي قام بها الرائد مازن سعيد رئيس مباحث مدينة بني سويف بإشراف اللواء زكريا أبوزينة مدير البحث الجنائي أن المتهم متزوج ومقيم بمدينة بني سويفالجديدة بشرق النيل وكان دائم الشجار مع والده رغم أنه قام بتكاليف زواجه وشراء شقة خاصة له بشرق النيل ودعمه الدائم له، وقد تم القبض علي المتهم والسلاح المستعمل بالجريمة ونقل الجثة لمستشفي بني سويف العام. وقام المستشار محمد بسيوني رئيس نيابة بني سويف بمعاينة تصويرية لموقع الجريمة وسؤال الجاني والشهود تحت إشراف المستشار حمدي فاروق المحامي العام الأول لنيابات بني سويف.