وقع الرئيس الفرنسي شارل ديغول والمستشار الالماني كونراد اديناور معاهدة التعاون والصداقة الفرنسية الالمانية المعروفة بمعاهدة الاليزيه، في باريس في 22 كانون الثاني/يناير 1963. وهذه المعاهدة التاريخية الموقعة في قصر الاليزيه مقر رئاسة الجمهورية الفرنسية، هي عقد مؤسس للصداقة الفرنسية الالمانية. وقد ابرمت بين "عدوين تاريخيين" بعد حروب دامية منها نزاعان عالميان، وبعد نحو 18 عاما على انهيار النظام النازي. وتلتزم بموجبها جمهورية المانيا الفدرالية وفرنسا باجراء مشاورات منتظمة حول كافة المسائل الاساسية في السياسة الخارجية والدفاع والامن والشبيبة والثقافة وتنص الاتفاقية ايضا على ان يعين كل من البلدين منسقا لتعاونهما ومنسقا للمسائل الثقافية. وفي العام 1988 اكمل المستشار المسيحي الديموقراطي هلموت كول والرئيس الاشتراكي فرنسوا ميتران هذه الاتفاقية بانشاء مجالس فرنسية المانية للامن والسياسة الاقتصادية والنقدية. وفي 2003 وفي الذكرى الاربعين لتأسيسها اعطى المستشار الاشتراكي الديموقراطي غيرهارد شرودر والرئيس جاك شيراك زخما جديدا للاتفاقية. واخذت القمتان السنويتان بين فرنساوالمانيا شكل "مجلس للوزراء فرنسي الماني"، وانشىء منصب امين عام للتعاون الفرنسي الالماني في كل بلد فيما اصبح 22 كانون الثاني/يناير "يوما فرنسيا المانيا". وتريد باريس وبرلين ايضا "تبني مواقف مشتركة في الهيئات الدولية" وتفكران بفتح سفارات مشتركة. واول تطبيق للمعاهدة التي دخلت حيز التنفيذ في الثاني من تموز/يوليو 1963، تمثل بانشاء مكتب فرنسي الماني للشبيبة في 5 تموز/يوليو تقوم مهمته على تشجيع المبادلات بين شبيبة البلدين ويقوده بالتناوب امين عام الماني او فرنسي. وقد وضع حجر الاساس للمعاهدة في 1958 عندما التقى المستشار المسيحي الديموقراطي اديناور للمرة الاولى الجنرال ديغول في اثناء زيارته له في دارته الواقعة في كولومبي ليه دو زيغليز في منطقة اللورين. وفي لقائهما الثاني في العام نفسه في بداد كروزناخ في مقاطعة رينانيا-بالاتينا اتفقا على وضع اطار مؤسساتي للعلاقات الفرنسية الالمانية. لكن الجنرال ديغول لم يستسغ بعد ذلك ان يقدم البوندستاغ، مجلس النواب في البرلمان الفدرالي، على "التخفيف" من اهمية المعاهدة باعتماد مقدمة جاء فيها ان معاهدة الاليزيه لا تمس بشيء تعاون جمهورية المانيا الفدرالية داخل منظمة معاهدة شمال الاطلسي (تحالف دفاعي للقوى الغربية في مواجهة الكتلة الشيوعية في اطار الحرب الباردة)، في حين انسحبت فرنسا من المنظمة العسكرية لحلف شمال الاطلسي. وفي هذه المقدمة يؤكد البوندستاغ ايضا على ان المعاهدة الفرنسية الالمانية لا تؤثر على الشراكة مع الولاياتالمتحدة.