كشف موقع ويكيليكس الشهير عن برقيات سربها نقلا عن اتصالات دبلوماسية من السفارة الامريكية تفيد سعي الولاياتالمتحدةالامريكية لخصخصة الصحف القومية المصرية وبيع الإذاعة والتليفزيون ضمن برنامج قالت انه لتطوير الديمقراطية في البلد العربي الاكثر سكانا. حيث قالت البرقية رقم 07CAIRO3001 الصادرة بتاريخ 10 سبتمبر/أيلول 2007 والتي حملت تصنيف "سري"، وختمت باسم السفير الامريكي السابق لدى مصر فرانسيس ريتشاردوني في الفقرة 10 تحت بند "الصحافة المستقلة" قالت ان من اهداف الاستراتيجية الامريكية في مصر :"بناء قدرات تدريبية لتحسين التطور المهني بين الصحفيين والمديرين، وتحسين ادارة الاعلام، والدفع باتجاه اصلاح سياسات تؤدي الى خصخصة قطاع الصحافة المكتوبة وقطاع البث الاذاعي والتليفزيوني". اما الوثيقة رقم 06CAIRO1351 الصادرة بتاريخ 6 مارس 2006 وحملت تصنيف سري وكتبها ايضا السفير ريتشاردوني فتقول ان امريكا خصصت مبلغ 16 مليون دولار امريكي) 97 مليون جنيه مصري) لبرنامج خصخة وبيع الصحافة القومية. وقالت البرقية ان السفارة الامريكية تجد طرقا لدعم الصحافة الخاصة بدون توضيح ماهية ذلك. وقال نص البرقية :"هيئة المعونة الامريكية بدأت برنامج من 16 مليون دولار لدعم الاعلام الخاص وتشجيع خصخصة الصحافة. لقد تعرض هذا المجهود لانتكاسة في 1 مارس/ آذار حينما قال مبارك بنفسه للصحفيين ان الصحف القومية لن تخصخص. ومع هذا فانه يتعين علينا ان نضغط على مجلس الوزراء وقادة مجلس الشعب فيما يتعلق بقطاع الاعلام العام بينما نجد طرقا لدعم الاعلام الخاص". هذا ولم تحدد البرقية كيفية انفاق ذلك المبلغ في مصر. كما كشفت برقية اخرى متعلقة بموضوع بيع الإعلام المصري سربها موقع ويكيليكس وحصلت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك على نسخة منها وحملت رقم 06CAIRO5867 الصادرة من سفارة القاهرة تحت تصنيف "سري" بتاريخ 19 سبتمبر/ايلول 2006 كشفت ان السفارة الامريكية اعتبرت تغيير الاعلام في مصر "اولوية قصوى". ونقلت البرقية نفسها ان لقاءا غير معلن تم بين الناشر السابق لجريدة المصري اليوم الخاصة هشام قاسم، مع المسئولة الامريكية ايريكا باركس رجلس، التي خدمت في ذلك الوقت في قسم حقوق الانسان والديمقراطية بالخارجية الامريكية في ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش. وحضر الاجتماع سكوت كاربنتر نائب مساعد وزير الخارجية الامريكية. ولم تحدد البرقية مكان اللقاء الا انها اوردت ان هشام قاسم ادلى بمعلومات للمسئولين الامريكيين قال فيها ان العقبة امام الصحافة هي "الدعم الحكومي الكبير". فقالت البرقية: " قال قاسم ان قانون الصحافة الجديد سلبي في الاساس ولكنه اردف ان المعركة الحقيقة ليست حرية الصحافة ولكن هي الدعم الهائل الذي تقدمه الحكومة المصرية للصحافة القومية". وقالت البرقية :"ان قاسم قدر ان السوق المصري يمكن ان يقدم تقريبا 600 مليون جنيه مصري (105 مليون دولار) من دخل الاعلانات سنويا. نفقات الاهرام كبرى الصحف القومية هي واحد بليون و700 مليون جنيه (اي 298 مليون دولار)." وفي استطلاع المسئولين الامريكيين عن مستقبل الصحافة، أضافت البرقية :"وطبقا لقاسم ، فان الاهرام والجرائد القومية الاخرى سوف تحتاج لفصل 90 في المائة من موظفيها اذا ما خسروا الدعم لهم". يذكر ان جنديا امريكيا خدم في العراق قد سرب إلى ويكيليكس بين شهري نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2009 ومايو /آيار عام 2010 وثائق عسكرية أمريكية سرية عن حربي العراق وأفغانستان، إضافة إلى 260 الف من برقيات وزارة الخارجية الأمريكية شمل بعضها الكثير من الاسرار عن صلات ولقاءات غير معلنة لمصريين مع سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية. هذا وتحدث برقيات أخرى عن مدى تغلغل النفوذ الأمريكي في مصر. المعروف أن كشف موقع ويكليكس لآلاف الوثائق الدبلوماسية السرية، أثار حفيظة الولاياتالمتحدة الأميركية، معتبرة أنها تؤثر سلباً في الأمن القومي لها وانها تؤثرعلى مصادرها في مختلف البلاد في العالم