قام مجموعة من المصريين داخل مصر وخارجها، وعدد من النشطاء العرب، بتدشين حملات لتحويل نقد أجنبى من خارج مصر إلى داخلها، لدعم الإجراءات التى قام بها البنك المركزى المصرى مؤخرا، والتى إستهدفت الحفاظ على إحتياطى البلاد من النقد الأجنبى. وأطلق نشطاء حملات على مواقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك وتويتر"، بغرض دعم إحتياطى النقد الأجنبى المصرى الذى وصل فى نوفمبر الماضى إلى 15.035 مليار دولار، تكفى تغطية واردات مصر لثلاثة أشهر فقط، فاقدا نحو 60% من مستواه فى ديسمبر 2010.
ودشن الكاتب "مهنا الجبيل"، محلل سياسى سعودى، حملة بعنون "عشانك يا مصر" لحث المصريين بالخارج وكذلك العرب لتحويل مبالغ دولارية لحساباتهم بالبنوك المصرية، ودشن نشطاء آخرون حملة بعنوان "حول بالدولار لحسابك وادعم بلدك" لنفس الغرض.
وقال "ناصر زيدات", خبير الإقتصاد الأردنى المقيم بالكويت، إن هناك إستجابة قوية من قبل العرب لحملات مواقع التواصل الإجتماعى الداعية لدعم مساندة الإقتصاد المصرى وإحتياطى مصر من النقد الأجنبى، مشيرا إلى وجود العديد من العرب المقيمين بالكويت يستفسرون حاليا عن إجراءات فتح الحساب بالبنوك العاملة فى مصر لتحويل مدخرات إليها، فى محاولة لزيادة السيولة بالنقد الأجنبى داخل السوق المصرية، وبالتالى تخفيف الضغط على العملة المحلية.
وفى السياق نفسه، قال الدكتور "أشرف دوابه"، أستاذ الإقتصاد الإسلامى، مصرى مقيم بالكويت، إن هناك حملة من المصرين المقيمين بالكويت لتحول أكبر كم من مدخراتهم الدولارية للبنوك المصرية، بهدف تعزيز موقف إحتياطى النقد الأجنبى لدى البنك المركزى المصرى.
وأضاف "دوابه"، أن الجالية المصرية بالكويت تساعد العرب الراغبين فى مساندة الإقتصاد المصرى من خلال مساعدتهم فى فتح حسابات مصرفية بالبنوك المصرية لتسهيل إجراءات التحويل الدولارى.
فيما إنتشرت على صفحات التواصل الإجتماعى، صور ونسخ لمستندات وإيصالات تحويلات دولارية من خارج مصر إلى البنوك المصرية، وخاصة من دول السعودية والكويت والإمارات وقطر.
ويقول "أمير على الجمال", أحد المشاركين بحملة "عشانك يا مصر": "ادعم بلدك وحول فلوسك للبنوك الحكومية مثل البنك الأهلى"، ويقول آخر "من مكاسب الربيع العربى إزالتها لحدود سايكس بيكو الوهمية وإحساسنا بأن الدول العربية مجرد محافظات تابعة لدولة الوطن العربى الكبير" تعليقا على دعم نشطاء عرب للحملة.
وتناقل مستخدمو "فيس بوك" مقالا للدكتور "سلمان بن فهد العودة"، الأمين العام المساعد لإتحاد العلماء المسلمين، تحت عنوان "مصرى خارج وطنه"، حثَّ فيه المصريين بالخارج على تحمُّل مسئولية بناء الإقتصاد المصرى والمساهمة فى تخطى الأزمة الإقتصادية التى تمر بها بلادهم من خلال التحويلات المالية.
وذكر تقرير حديث للبنك الدولى، بشأن الهجرة والتحويلات فى العالم، أن تحويلات المصريين بالخارج إلى القاهرة، تحتل المرتبة السادسة عالمياً، خلال عام 2012، بنحو 18 مليار دولار .