أكدت وزارة الدخلية، انها تعمل فى ظل ظروف صعبة ودقيقة لم تشهدها البلاد من قبل نظراً لتفاعلات الساحة السياسية وتأثيراتها على الحالة الأمنية . وتمكنت الشرطة المصرية خلال الفترة اللاحقة للثورة من جمع شتاتها وتنظيم صفوفها ومعالجة ما ألم بها وبدأت فى تحديث أدواتها وبَذَل رجالها أقصى طاقاتهم فحققوا نتائج إيجابية غير مسبوقة شهد بها الجميع فى مجال إستهداف البؤر والظواهر الإجرامية الخطيرة وقطع الطرق ونجحت إلى حد كبير فى السيطرة على الجريمة والتعامل مع الوقفات الإحتجاجية التى هددت سير المرافق والخدمات .
إكتسبت الشرطة المصرية خلال تلك الفترة خبرات عديدة للتعامل مع المستجدات تغيرت عقيدتها ووضعت الخطط الأمنية التى تهدف إلى أمن المواطنين جميعاً وحماية ممتلكاتهم ومنشآت الدولة وتمكنت من التفرقة بين المظاهرات السلمية ومثيرى الشغب وتعاملت معهم وفقاً للقانون .
قدمت الشرطة المصرية عقب ثورة يناير تحقيقاً لأمن البلاد وإستقرارها 152 شهيداً من خيرة رجالها و 5486 مصاباً قدموا دمائهم الذكية فداءً لأمن بلدهم .
إن المشهد السياسى الأخير ألقى بظلاله على الحالة الأمنية بالبلاد إستنهضت الشرطة كل إمكانياتها للتعامل مع المواقف التى نتجت عن ذلك من تظاهرات وإعتصامات وإعتداءات روعت المواطنين تعاملت معها قوات الشرطة بكلالجهد لتحقيق الأمن . واصل رجال الشرطة عملهم ليلاً ونهاراً وقدموا مثالاً للتفانى والإقدام فى آداء الواجب خلال أحداث الأربعاء 5 ديسمبر الجارى بمحيط قصر الإتحادية للفصل بين جموع غفيرة من أبناء الوطن مؤيدين ومعارضين حال إطلاق أعيرة نارية وأصيب خلال ذلك 69 من رجالها وأتلفت 15 من مركباتها وهذا دليل دامغ يؤكد ما بذله رجال الشرطة حداً من تداعيات تلك الأحداث وإلا كانت العواقب وخيمة .
ونتيجة لتلك التداعيات السياسية تعرض عدد من المنشآت لبعض الإعتداءات إلا أن هناك آلاف المنشآت الأخرى العامة والخاصة تم تأمينها وحمايتها فى كافة المحافظات وضبط 1150من مثيرى الشغب حال إرتكابهم لتلك الإعتداءات وأصيب خلالها عدد 508 من رجال الشرطة "من بينهم 47 مصاب برش خرطوش".
وتواصل أجهزة البحث والمعلومات تنفيذ خطة على مستوى عالى لتحليل وكشف أبعاد الأحداث ومرتكبيها والمحرضين عليها .
ورغم كافة تلك الجهود والتضحيات فى تلك الظروف الدقيقة المعقدة التى يدركها الشعب المصرى بحسه ووعيه الوطنى تعرض رجال الشرطة لإنتقادات تارة من جانب المعارضين وأخرى من جانب المؤيدين نيت على حساباتٍ غير دقيقة بعيدة عن الواقع الذى يتعامل معه رجال الشرطة الأمر الذى يؤكد أن رجال الشرطة يسيرون فى الإتجاه الصحيح إنهم ملتزمون بتطبيق القوانين العادية فى ظل مستجدات الظروف الإستثنائية مما يلقى عليهم أعباءاً ضخمة يدركها جيداً رجال الأمن والقانون .
إن الشرطة المصرية شرطة وطنية تعمل فى إطار من الشرعية والقانون لخدمة الشعب المصرى بجميع طوائفه لصالح أمنه وأمانه دون تفرقة أو تمييز .
إن رجال الشرطة يدركون أن الشعب المصرى بوعيه يقدر جهودهم وتضحياتهم وينتظر منهم المزيد من الجهد فى سبيل أمن البلاد وإستقرارها ولن تنال تلك الأمور من عزيمتهم وإستمرارهم فى أداء رسالتهم .
إن تحقيق الأمن والآمان والإستقرار لبلدنا مسئولية الجميع وسبق أن دعت الوزارة كافة الأطياف السياسية إلى تغليب المصلحة العليا للبلاد وإعمال صوت العقل والحوار تجنباً لأية تداعيات تهدد أمن الوطن وسلامة المواطنين .