استبعد مجلس الوزراء العراقي الشركة الوطنية التركية للنفط والغاز (تباو) من عقد لاستكشاف النفط في الجنوب، حسبما افاد مسؤول رفيع في وزارة النفط.
ويمثل قرار استبعاد الشركة الذي اعلنه مدير دائرة العقود والتراخيص في وزارة النفط الاربعاء، اشارة اخرى الى توتر العلاقات بين البلدين الجارين المختلفين حول الصراع في سوريا وايواء تركيا لنائب الرئيس العراقي المحكوم بالاعدام.
وقال عبد المهدي العميدي رئيس دائر العقود والتراخيص للصحافيين ان "مجلس الوزراء قرر استبعاد شركة +تباو+ التركية من الائتلاف الذي فاز بالرقعة الاستكشافية النفطية التاسعة في البصرة".
وفاز ائتلاف بقيادة "كويت انرجي" (40 بالمئة) بالرقعة الاستكشافية الواقعة في محافظة البصرة على الحدود العراقية الايرانية، وهي رقعة نفطية.
وتقدم الائتلاف الذي يضم الشركة التركية (30 بالمئة) ودراغون اويل (30 بالمئة) الاماراتية باجر بلغ 6,24 دولار مقابل كل برميل.
وكانت الشركة التركية احد اطراف ائتلاف يجمع شركة "كويت انرجي" الكويتية ودراغون اويل الاماراتية وفاز في جولة التراخيص الرابعة لحقول النفط والغاز التي نظمت في بغداد ايار/مايو الماضي، بالرقعة الاستكشافية الواقعة في محافظة البصرة، جنوب البلاد. وقال العميدي ان "الاسباب خارج المجال المهني وخارج اطار دائرة العقود والتراخيص".
واكد العميدي ان "القرار منته ولم تحصل الموافقة على توقيع عقد الرقعة الاستكشافية رقم 9 مع مكونات الائتلاف الذي يجمع شركة +كويت انرجي+ و +تباو+ التركية و+دراغون اويل+ الاماراتية".
ولفت العميدي الى ان "العقد لم يوقع حتى الان (...) ونحن في مرحلة يمكن ان نغير الائتلافات بما يلبي تلبي متطلبات الوزارة".
واشار الى احتمال ان "تقوم شركة كويت انرجي بالحصول على حصة الشركة التركية" مرجحا ان يكون الاتئلاف الجديد بنسبة سبعين بالمئة للكويت انرجي وثلاثين بالمئة ل دراغون اويل الاماراتية".
واوضاف العميدي ان "الوزارة بحاجة الى استحصال موافقة رئاسة الوزراء على الشراكة الجديدة" مشيرا الى ان "القرار منتهي ولم تحصل الموافقة على توقيع العقد".
كما وقعت الوزارة مع شركة لوك اويل الروسية وانبكس اليابانية، لاستكشاف رقعة نفطية في جنوب العراق. والرقعة الاستكشافية رقم 10 التي سيتولى الائتلاف الذي يجمع الشركتين الروسية 60 بالمئة واليابانية 40 بالمئة منها، واحدة من 12 رقعة عرضت ضمن جولة التراخيص الرابعة لحقول النفط والغاز في العراق التي نظمتها بغداد في ايار/مايو الماضي.
وقال العميدي، في كلمة بعد توقيع العقد ان "عقود هذه الجولة تعد استئناف لعمل الاستكشاف الذي انقطع من سبعينات القرن الماضي، ونتوقع ان تضيف احتياطات نفطية مهمة للعراق وتلبي الحاجة الملحة للوقود لانتاج الطاقة".
ووقع العقد مدير شركة نفط الجنوب ضياء جعفر مع جاتي الجبوري ممثل شركة "لوك اويل" الروسية و ياسوهيسا كاني هالا عن شركة انبكس اليابانية.
وياتي قرار استبعاد تركيا في ظل توتر في العلاقات بين الدولتين.
وتبلغ مساحة الرقعة الاستكشافية النفطية 900 كيلومتر مربع وتقع عند الحدود العراقية الايرانية.
وتصاعد التوتر حتى وصل الى قرار الحكومة العراقية مطلع تشرين الاول/اكتوبر الماضي، الى "الغاء او عدم تمديد" اي اتفاقية تسمح بوجود قواعد اجنبية على الاراضي العراقية، في خطوة اكد مسؤول حكومي انها تستهدف القواعد التركية في شمال البلاد.
واستهدفت الدعوة اتفاقية ابرمها صدام حسين عام 1995 تسمح للقوات التركية بان تتواجد في قواعد تنتشر في مناطق شمال العراق لمطاردة حزب العمال الكردستاني الانفصالي.
وتواصل تركيا منذ عدة اشهر رفض تسليم نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي المحكوم بالاعدام لاربع مرات، بتهمة قيادة فرق موت اغتالت مسؤولين وخططت لتنفيذ هجمات ضد الشيعة.
كما يتعارض موقف الحكومة العراقية والتركية حول الصراع الذي تعيشه سوريا خصوصا وان انقرة تدعم موقف دول غربية واخرى عربية الداعي لرحيل الرئيس السوري بشار الاسد.
الى ذلك، تعد زيارة وزير الخارجية التركي داود اوغلو مطلع اب/اغسطس الماضي، الى مدينة كركوك (شمال) دون الحصول على موافقة رسمية احدى نقاط الخلاف بين البلدين.