عدم وجود طفّايات حريق بالمدارس وإرتفاع معدل التيار الكهربائى يُنْذِر بكارثة إنسانية
وزير المالية إعتبر أموال مصروفات طلاب المدارس من أموال الصناديق الخاصة
مدير مدرسة القاهرة التجريبية: بعد تحقيق مدرستى إنجاز فريد على مستوى مدارس الجمهورية بحصول 3 مراحل تعليمية على الجودة فالمدرسة مهددة الآن بسحب الجودة منها بسبب الإهمال .
أرسلت العديد من الخطابات للإدارة التعليمية لتوفير أموال لتسيير العملية التعليمية ولكن دون جدوى .
لم نُبَالِغ أبداً عندما وضعنا عنوان "إنهيار المدارس التجريبية بمباركة الحكومة" ، لأن هذا هو حال المدارس التجريبية فى مصر التى تُعانى من كوارث كبيرة ، والتى على أثرها ستنهار منظومة التعليم التجريبى فى مصر ، حيث أصبحت المدارس تُعَانِى حالة من الإهمال الشديد بعد أن أصبحت الإدارات المدرسية تتسول لتُغطّى نفقات المدارس والطلاب .
كانت بداية الأزمة عندما أصدرت حكومة الجنزورى قرار بضم أموال المدارس إلى الصناديق الخاصة وكذلك إصدار وزير المالية قرارًا بضم أموال الصناديق الخاصة إلى الموازنة العامة للدولة ، فى يوم 31/3/ 2012 والذى بمقتضاه تم ضم هذه الأموال بعد أن إعتبرتها الحكومة أموال خاصة ، وهذه هى المصروفات الدراسية التى يدفعها الطلاب فى بداية العام الدراسى ، والتى تَصْرِف منها الإدارة على شراء الكتب الدراسية للطلاب وأيضًا إقامة الأنشطة المدرسية وإصلاح أى توالف فى المدرسة .
محمد زكى ، مدير مدرسة القاهرة التجريبية يتحدث عن الأزمة قائلاً: لقد صُدِمْتُ بقرار ضم أموال المدارس إلى الموازنة العامة للدولة ، فعندما تولّيت إدارة المدرسة كان رصيدها حوالى 70 ألف جنيه وصل وقت أن تم ضمه إلى الصناديق الخاصة لحوالى 750 ألف جنيهًا ، ومع بداية العام الدراسى حاولنا توفير الكتب المدرسية للطلاب وإستكمال الإستعداد للعام الدراسى الجديد .
وأشار إلى: أننا قمنا بمخاطبة الإدارة التعليمية لتوفر للمدرسة مبلغ 10 ألاف جنيه , لتقوم المدرسة بالتجهيزات للعام الدراسى الجديد و تجهيز المدرسة من جميع الأعمال ولكن لم يتم الرد على خطابنا .
وأضاف أنه عندما قمنا بمخاطبة الإدارة التعليمية لشراء كتب "الرياضيات والعلوم باللغة الإنجليزية" للطلاب والتى يتم شراؤها من الوزارة فلم يتم أيضًا الرد على مخاطبتنا ، وإلى الآن لم يتم صرف الكتب المدرسية للطلاب لعدم توافر مبالغ مالية لشرائها من الوزارة .
و أضاف زكى ، بدأ مسلسل ظهور المشاكل وتراكم الإلتزامات التى يجب على الإدارة توفيرها مثل فواتير الإنترنت التى يجب سدادها ، فقد كانت لدينا سيولة مالية تقوم الإدارة بالسداد منها ثم يتم تسليم الفواتير للإدارة التعليمية ، أما الآن فالعكس هو المطلوب منّا ؟ , فكيف يمكن فعل ذلك ؟
وأكمل زكى قائلًا: وأيضًا تُواجِه الإدارة المدرسية يوميًا إلتزامات فمطلوب من إدارة المدرسة توفير حِبْر لماكينة تصوير المستندات الخاصة بالمدرسة وفى كل عام كان يتم عمل عقد صيانة للماكينة ولكن هذا العام لم يحدث ، ومطلوب أيضًا توفير مرتبات العمّال المُتَعاقَد معهم من قِبًل المدرسة ، ومطلوب كذلك مُذكرات صرف للمدرسين , فكل مُدّرس مسئول عن نشاط مدرسى كان يقوم بتوفير المبالغ المالية له ليقوم بشراء إحتياجاته ثم يقدم فاتورة بما أنفقه .
و أشار زكى إلى أن ببداية العام الدراسى ودخول الدفعات الجديدة من فصول رياض الأطفال , قامت مدرسات الفصول بتزيين الفصول من جيوبهم الخاصة ، وأيضًا يُطْلب من الإدارة إصلاحات يومية للمدرسة , والأخطر من ذلك هى طفّايات الحريق ففى كل عام تقوم الإدارة بإعادة شحن الطفّايات وفى هذا العام قامت الإدارة بعدم شحنها لعدم توافر مبالغ مالية لديها ، وقامت إدارة المدرسة بمخاطبة الإدارة التعليمية لتوفير أموال لها ولكن دون إستجابة .
وأوضح زكى قائلاً : أن مدرسة القاهرةالجديدة التجريبية حصلت على شهادة الجودة فى ثلاث مراحل تعليمية وهى "رياض الأطفال والمرحلة الإبتدائية والمرحلة الإعدادية" وهذا الإنجاز الأول من نوعه على مستوى مدارس الجمهورية وكان مُقرّر هذا العام أن تدخل المرحلة الثانوية بالمدرسة إلى إختبارات الجودة , لكن الإدارة رفضت دخولها هذا العام مُعلّلة الأسباب على الوزارة بعدم توافر أى موارد للمدرسة ومن الممكن أيضًا سحب الجودة من المدرسة بسبب هذا الإهمال .
وأكّد زكى ، أن هذا العام فوجئت بأن نسبة التيار الكهربائى 347% و هذا ما يُنْذِر بكارثة كبيرة فمن المفترض أن المعدل الطبيعى يكون 10 % فأرواح الطلاب فى خطر كبير ، فطلبَت إدارة المدرسة من إدارة شركة الكهرباء شراء مُكثّفات ولم يتم الرد علينا حتى الآن ، وهذا الأمر يُنْذِر بكارثة إنسانية كبيرة خاصة فى حالة عدم وجود طفّايات للحريق .
وأشار زكى إلى: عندما كنا فى إجتماع مع وزير التربية والتعليم فقمت بإبلاغه بكارثة المدارس التجريبية ففؤجئ بالأمر وعلى الفور قام بمكالمة وزير المالية ليُفْرِج عن جزء من أموال المدارس ولكن لم تحدث أى إستجابة , وعندما علمت الأستاذة "صفية أحمد" , مدير إدارة التربية والتعليم بالقاهرةالجديدة , فور تولّيها منصبها بإبلاغ الأمر للوزير قامت بالإتصال لتعلم ما الأمر فأبلغتها عن المشاكل التى نعانى منها ، وتبرّعت المدرسة البريطانية ببعض أعمال الصيانة لمدارس الإدارة التعليمية فقامت مشكورة بعمل جميع أعمال السباكة بمبلغ لا يقل عن 5 اَلاف جنبيهاَ .
وصرّح زكى: إن الأمر تطوّر إلى قيام أولياء الأمور بشراء كتب "العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية" بمعرفتهم الخاصة ، والأمر لن يتوقف عند هذا الحد بل أن الأمر سيتطور لخسارة وزارة التربية و التعليم مبلغ 18 مليار جنيه , فالكتب المطبوعة من قِبَل الوزارة قيمتها حوالى 250 جنيه , وولى الأمر يشتريها حاليًا من خارج الوزارة بمبلغ 45 جنيهاً فبالتالى سيذهب الجميع لشرائها من الخارج .
قائلاً: لابد الآن أن يُوَجّه الجميع النداء إلى وزير المالية بالإفراج عن أموال المدارس حتى لا تواجه خطر الإنهيار كباقى مؤسسات الدولة ، وإبلاغه أنه عندما نادى الجميع بضرورة ضم أموال الصناديق الخاصة للموازنة العامة للدولة كان المقصود به أموال الوزارات والمحافظات والمؤسسات والتى نشأت خارج الموازنة العامة للدولة والجهات الرقابية ووزارة المالية لا تعرف حجم أموالها وليس أموال المدارس التى يتم إنفاقها على العملية التعليمية .