وائل محمد قال الدكتور أحمد عكاشة ، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى، ان المصريين فى حالة ارتباك وحيرة وعدم استقرار نفسى بسبب التغيرات السياسية ، والتى ربما لو طالت ستؤدى الى احباط عام ، واصفا خطاب الرئيس بانه قد خلط بين ديكتاتورية النظام السابق وشيئا من كاريزما السادات وجمال عبد الناصر . وفى وصف مختصر لخطاب الرئيس امس قال الدكتور أحمد عكاشة ، ان ، تأمين الخطاب كان ملفتا جدا ومشددا للغاية ، كما ان الحاضرين لم يكونوا الا من الاخوان مما يعيد للاذهان اسلوب النظام السابق ، و كانت تتناوب طريقة خطابه بين استاذ جامعة وخطيب مسجد ، ويشاد بلغته العربية وتلقائيته الشديدة وذاكرته الحادة ، كما ان التحدث عن مسكنه المستأجر يعد امرا ايجابيا . أوضح الدكتور أحمد عكاشة خلال لقائه ببرنامج الشعب يري على قناة التحرير ان هيتلر وموسيلينى قد تم انتخابهم ديمقراطيا ولكن سيطرت عليهم السلطة والاستبداد بالرأى وظهر منهم ماظهر بعد ذلك ، وهذا ما نخشاه ان يتقرر مع رئيسنا المنتخب ، على حد قوله واشار الى ، اختلاف الكاريزما بين كافة زعماء مصر ، مؤكدا تواجد الكاريزما لدى مرسى الا انها مازالت اقل من السادات وعبد الناصر ، منوها الى عدم ظهور الابتسامة على وجه الرئيس وهذا عيب يؤخذ عليه ويعطى صبغة سيئة لدى المستمعين .
واستنكر أحمد عكاشة فكرة حضور قتلة السادات للاحتفال وعدم حضور بعض القيادات الهامة من الجيش ، كما انه لم يكن هناك اى شفافية بتلك الخطبة خاصة انه اختزل القضية الفلسطينية فى غزة ولم يوضح العلاقة بين مصر وحماس وغيرها ، ولم يتحدث عن نقاط الدعم القوية التى ستنهض بالاقتصاد القومى .
وأكد الدكتور ان العالم يتسم بالمصداقية ولايصلح العلماء للسياسة لما بها من مراوغات ووعود انتخابية ، فى الوقت الذى وعد فيه الرئيس باحلام المئة يوم ، وعرضه لتوقعات للمئة يوم لم تتحقق ، لذلك كان يجب على الرئيس ان يكون صريحا ويعلن عن صعوبة تحقيق تلك الوعود خلال المئة يوم حتى لا يحبط الجماهير ، كما انه لم يتحدث عن العلم والتعليم بقدر ماتحدث عن القروض والمساعدات .
وقال الدكتور عكاشة ان المصريين لديهم عبقرية غير عادية فى صناعة الفرعون ، وكما قال بن خلدون ان الشخصية المصرية تتميز بالعبودية والقمع والخضوع والاستكانة وغالبا ما يهربون من القمع بالسخرية و"النكتة" ، ولا سبيل للخروج من تلك الصفات الا بالتعليم ، الذى تجاهله مرسى فى خطابه الاخير . وضرب مثلا قائلا ، عندما جاء الرئيس فى اول يوم استعرض امام الجمهور رفضه لارتداء القميص الواقى للرصاص ، وخلال فترة وجيزة استطاع من حوله اقناعة بالتأمين واتخاذ كافة الاحتياطات لتكون بداية للبعد عن الجمهور بطريقة غير مباشرة ومبررة .
واوضح ، ان الميول السياسية يولد بها الانسان وهناك راديكاليون متطرفون ينتمون لجماعات متطرفة ويفضلون دائما الانفصال عن الاخر ، وضرب مثلا ب2 مليون يهودى من اصل 17 مليون يهودى فقط هم الذين فضلوا الذهاب الى اسرائيل وهم الراديكاليين ، ونوه الى ان المتشددين دائما على يقين .
اشار الى القول القائل بأن "الاغبياء دائما على يقيين والاذكياء دائما فى شك" . وأكد ان الاغلبية غير المتعلمة هى التى جاءت بالاخوان عبر صناديق الانتخاب رغم ان الصفوة المتعلمين هم الذين قاموا بالثورة ، وشدد على ان المقهور دائما ما يسلك دور القاهر بطريقة لاشعورية فى اشارة الى تصرفات الاخوان وتهميشهم لمن قام بإبعادهم من قبل ، رغم ان الاسلام هو التسامح والرحمة والعدل ، الا ان مشاعر الاخوان يغلب عليها الثأر والانتقام . واشار الى مقابلة أردغان للأخوان مؤخرا وقد قال لهم " لاتحمل الاسلام سلوك المسلم السياسى " وكانوا كارهين لتك المقولة . وأكد الدكتور احمد عكاشة ان 30% من السعادة لدى الانسان تتمثل فى حرية الرأى والاحساس بالكرامة بعيدا عن المال والفقر وغيرها من المعايير ، مشيرا الى المقولة الشهيرة "اعطنى اعلاما بلا ضمير اعطيك شعبا بلا وعى" مشددا على ضرورة اصلاح الاعلام . وقال ان اى حكم يسيطر عليه عقيدة او تيار واحد ، سوف يؤدى الى انعدام الابداع وزوال الحكمة ، وعن الحالة النفسية للاقباط ، اكد ان الجينات المسيحية والمسلمة للمصريين هى جينات واحدة منذ الفراعنة ، لكنهم فى حالة ترقب وخوف وقلق بسبب تراجع التيار الحاكم عن الكثير من وعوده .
نصح الاعلام بالابتعاد عن تسليط الضوء على الشخصيات المتطرفة حتى لاتستقى الجماهير ثقافتها من تلك الشخصيات وحتى لايتخوف اخرون من تصريحات تلك الشخصيات ، مشددا على ضرورة اصلاح مصداقية المصادر الاخبارية التى فقدت نتيجة تكذيبها للعديد من الاخبار التى تنشرها، مقترحا ضرورة التوافق بين كافة التيارات المعارضة لمواجهة سيطرة القطب الاوحد . وعن دور المرأة فى ظل الدولة الجديدة ، قال الدكتور احمد عكاشة رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى ان التيار الحاكم يختزل المرأة فى نصفها الاسفل مما سيؤدى الى تدهور المجتمع ، مشددا ان الزواج المبكر سوف يؤدى الى حرمان نصف المجتمع من التعليم ويحول المرأة الى صنم اصم وابكم ، وعن الشباب فى المجتمع المصرى اوضح ان ضغط النظام السابق على الشباب واهماله لهم دفع معظمهم الى الانتماء الى تيارات متطرفة . وختم حواره لبرنامج الشعب يريد بقول بن خلدون " ان التجارة بالدين تعد تجارة رابحة فى وقت التخلف الفكرى"