نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه ان قرار الرئيس المصري الجديد للسفر إلى طهران لحضور قمة حركة عدم الانحياز هذا الأسبوع يعكس تحولا كبيرا في السياسة الخارجية لاكبر دول العالم العربي من حيث عدد السكان، بعد عقود من التبعية لواشنطن. والزيارة التي قام بها الرئيس محمد مرسي لإيران تعد الأولي من قبل الرئيس المصري منذ قطعت الأمم العلاقات الدبلوماسية في الثمانينات بعد اعتراف مصر باسرائيل. بوصفها الدولة المضيفة، من المتوقع على نطاق واسع ان تستخدم إيران الاجتماع لتعزيز العلاقات الفاترة بين 120 دولة من المقرر ان تحضر مؤتمر القمة، وشجب ما تصوره طهران على أنها حربا صليبية خرقاء وغير عادلة من قبل الغرب لعزل الجمهورية الاسلامية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. تضم حركة عدم الانحياز الدول التي لا تنتمي إلى الكتل الكبرى بقيادة القوى العالمية. وقال المتحدث باسم مرسي اول رئيس إسلامي لمصر للصحفيين هذا الاسبوع ، ان مرسي ابدي رغبته في توسيع نطاق علاقات بلاده، وخاصة مع الدول المسلمة. وقال المتحدث، ياسر علي، للصحفيين الاحد "نحن بحاجة إلى إقامة علاقات مع جميع الدول في جميع أنحاء العالم, و سنكون أكثر مرونة، أكثر نشاطا. مصر دولة محورية، ونحن نريد ان تلعب مصر الدور الذي يستخق ان تلعبه"
وقد سعت إدارة أوباما لثني الدول عن حضور اجتماع طهران، قائلة إن ذلك من شأنه أن يقوض الجهود الدولية لعزل ايران بسبب برنامجها النووي. في مناقشة رحلة مرسي، كان المتحدث باسمه حريص على عدم تميز الزيارة بأنها بمثابة ازدراء للولايات المتحدة. وأشار إلى أن الرئيس المصري لم يقرر عقد اجتماعات ثنائية مع القادة الإيرانيين ولم يؤيد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران.
حتى في عهد الرئيس حسني مبارك، شاركت مصر بانتظام في التجمعات لحركة عدم الانحياز، التي تعقد كل ثلاث سنوات. معظم البلدان لا ترسل رئيس دولة لحضور الاجتماع. ووصف محللون رحلة مرسي لإيران على أنها علامة واضحة أن مصر لن تكون بمثابة عميلة الولاياتالمتحدة في مجال السياسة الخارجية. وقال عبد الله الاشعل، نائب وزير الخارجية السابق, في الماضي "كان لا يمكن لمصر أن تتحرك إلا بتعليمات من أمريكا في اتجاه يخدم مصالح أميركا، اليوم لا يتعين علي مصر الحصول على إذن من واشنطن."
يبدو ان إيران حريصة على استخدام الحدث للتنديد بتعميق عزلتها وسط تكثيف العقوبات من قبل الولاياتالمتحدة وحلفائها الأوروبيين. وقال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في كلمة الاحد ان الأعضاء في حركة عدم الانحياز يجب أن يتصدوا "للعقوبات الأحادية الجانب ضد بعض أعضاء".