أثير النقاش من جديد بشأن هجمات الطائرات دون طيار ومدى مشروعيتها وقانونيتها, بعد أن سجلت تحقيقات المدعي العام الألماني ضد مجهول, في القضية التي قتل فيها أحد الإسلاميين الألمانيين بعد هجوم طائرة أمريكية مقاتلة دون طيار عام 2010. ويعد بن يامين أول ألماني يقتل في هجوم طائرة أميركية مقاتلة دون طيار, وتوفي بعد وقت قصير من سفره إلى شمال وزيرستان، وهي منطقة جبلية شمال غرب باكستان، تعتبر معقلا للإسلاميين. وحسب تقديرات مستقلة عن المكتب الأميركي للصحافة الاستقصائية فإن أكثر من آلاف شخص قتلوا في هجمات لطائرات أمريكية دون طيار في الفترة ما بين 2004-2012 في باكستان وثمانمائة على الأقل من الذين لقوا حتفهم هم من المدنيين. وتحقق ألمانيا لأول مرة ضد هذه الممارسة المثيرة للجدل، وذلك بعد ما يقرب من عامين من أجل تحديد مدى أحقيتها في أن تتبع هذا الملف الشائك، خاصة أنّ من المحتمل أن تكون هذه الممارسة مخالفة للقانون الدولي، لأن استخدام الولاياتالمتحدة طائرات مقاتلة دون طيار قد لا يتناسب مع العرف الدولي، وهو أمر مثير للجدل من الناحية القانونية. ويعتبر الخبير في التدخلات العسكرية يوخن هيبلر من معهد دويسبورغ للتنمية والسلام؛ الهجمات الأمريكية لطائرات مقاتلة دون طيار خاصة في باكستان أمرا مثيرا للجدل، خاصة أن الموقف الرسمي للحكومة الباكستانية يعارض هذه الممارسة. ويضيف "لدينا مشكلة تتمثل في أن الضربات العسكرية توجه ضد دولة ليست في حالة حرب، وبهذا تكون هذه الهجمات غير شرعية بموجب القانون الدولي", من جهة أخرى فإن قتل الناس الذين يشتبه أنهم من الإسلاميين المتطرفين لا يتناسب كليا مع القانون الدولي "سواء في الولاياتالمتحدة أو في ألمانيا، وهناك آراء تستند إلى حجج وجيهة تعتبر أن هذه الممارسة هي عبارة عن عقوبة الإعدام لأناس يتم اتهامهم وقتلهم دون محاكمة أو مسطرة قانونية".