شاب مصرى يستعد لتطبيق مشروعه لاستبدال حديد التسليح بجريد النخل

ستكمل المبتكر الشاب أحمد الحديدى، إجراءات مشروعه استبدال حديد التسليح بجريد النخل المعالج كيميائيا لتقليل تكاليف البناء للربع علاوة على مقاومته للزلازل والسيول وحله لمشاكل الإسكان، ومن المقرر أن يخضع البحث إلى مجموعة من الاختبارات بمركز البحوث والبناء، تمهيداً لبدء تنفيذ المشروع على أرض الواقع والتأكد من السلامة وترخيص المشروع.
"أحمد الحديدى"، الطالب بكلية الهندسة بالجامعة البريطانية الفرقة الثالثة قسم هندسة مدنى، بدأ مشروعه المسمى "بالم تريت" أو Palm Treat لاستبدال حديد التسليح بجريد النخل، بفكرة بسيطة جاءت له أثناء تجهيزه لبحث علمى للدراسة ولكن أستاذه فى الجامعة شجعه على تطوير البحث والبدء فى تطبيقه بشكل عملى.
والمشروع يقدم حلاً لأزمة السكن والقضاء على العشوائيات وتوفير الإقامة الكريمة لمحدودى الدخل بمصر، وإقامة سكن يستطيع مقاومة الزلازل والسيول، كما أنه يقلل درجة الحرارة داخل المنزل.
يقول أحمد الحديدى، الطالب صاحب ابتكار مشروع استبدال حديد التسليح بجريد النخل، إن بحثه فى الخطوات النهائية تمهيداً لبدء تطبيقه على أرض الواقع، حيث يستعد حالياً لتقديمه إلى مركز البحوث والبناء لإجراء الاختبارات عليه للتأكد من سلامته والحصول بعد ذلك على ترخيص البناء بهذه الطريقة، خاصة أنها ستقلل تكلفة المبانى والمساكن للربع أو الثلث تقريباً، مما يساهم فى حل أزمة السكن.
وأشار إلى أنه يستعد للسفر للولايات المتحدة الأمريكية فى 8 يونيو المقبل للحصول على منحة إلى جامعة نورث كارولينا حول بحث استخدام الخرسانة "XRP"، حيث يدرس له باحث أمريكى لمدة 3 شهور كيفية استخدام هذا النوع من الخرسانة لتدعيم الكبارى والطرق، مضيفاً أن السبب فى حصوله على هذه المنحة بحثه العلمى الذى لاقى إعجاب الباحثين فى جامعة نورث كارولينا.
وأوضح الحديدى أن ارتفاع أسعار حديد التسليح هى سبب تفكيره فى مواجهة هذه المشكلة التى ترفع من أسعار السكن، فقام بالعمل داخل المعامل بالجامعة البريطانية لقياس نسبة كفاءة جريد النخل كبديل لحديد التسليح وبالفعل نجح، مضيفاً أنه قام بتسجيل ابتكاره وحصل على براءة اختراع به.
وأشار إلى أنه بدأ بالفعل فى تنفيذ مشروع استبدال جريد النخل بحديد التسليح على أرض الواقع فى قنا بعد أن أنشأ "سقف" غرفة جاهز لاختباره وكانت النتائج أن درجة كفاءته أكثر بنسبة 85% من حديد التسليح، لكنه لم يقتصر على ذلك الأمر، حيث ذهب إلى قرية أبو الريش وأنشأ نموذجا توعويا لأهل القرية تكلفته بالحديد المسلح سبعة آلاف جنيه ونصف، إلا أن تكلفته بالجريد 400 جنيه بالمواد الكيميائية التى استخدمها.
وأوضح أن الوطن العربى يوجد به 100 مليون نخلة تنتج سنوياً 965 ألف طن من الجريد ولا تستغل بصورة جيدة إلا أن مشروعه الجديد يدخل مجموعة من المواد الكيميائية وله فوائد بيئية، حيث يخفض درجة الحرارة فى الصيف 12 درجة مئوية وترتفع فى الشتاء نفس الدرجة، ومقاومة الجريد المعالج للزلازل أشد من الحديد، حيث يتحول لمادة مرنة ويعود بعد 30 دقيقة من أى زلازل لحالته الطبيعية مرة أخرى ولا ينهار دفعة واحدة وإنما ينهار جزء جزء فى حالة الزلازل الكبرى.
وأشار إلى أنه يتمنى أن يتحقق حلمه بتنفيذ مدينة سكنية وصناعية متكاملة باستخدام جريد النخيل، ليقدم بذلك نموذجا لأسلوب مبتكر للبناء الاقتصادى الذى يراعى المعايير البيئية، مضيفاً أن هذه الطريقة فى البناء تعتبر صديقة للبيئة، كما أن تكلفة البناء باستخدام الجريد تبلغ 25% فقط من تكلفة البناء بالحديد المسلح، كما أنها خامة ملائمة لبناء القرى والمشروعات السياحية بتكلفة اقتصادية، خاصة أن درجة تحمل جريد النخيل تقدر بحوالى 85%، من قوة حديد التسليح.
يذكر أن أحمد الحديدى، قد فاز مؤخراً بجائزة الإبداع فى الهندسة المدنية المقدمة من منظمة IEEE جمعية مهندسى الاتصالات والإلكترونيات، وهى منظمة عالمية تهدف للربط بين الدراسات الأكاديمية والتطبيق العملى من أجل تطوير التكنولوجيا الحديثة، بما يحقق المزيد من التقدم والرفاهية، وكرمه أيضاً وزير الاتصالات لمشروعه العلمى المبتكر الذى يقوم على استبدال حديد التسليح فى المبانى الخرسانية بجريد النخيل المعالج كيميائيا، كما فاز الطالب بجائزة خاصة من واحدة من أكبر شركات المقاولات فى مصر والعالم العربى، وفاز أيضاً فى مبادرة سايف "طلاب فى المشروع الحر"، التى تشجع الشباب على خوض العمل الحر والمشروع الخاص ، وحصل أيضا على المركز الأول فى المهرجان الأول للعلوم 2011، كما مثل أحمد الحديدى مصر بمشروعه فى عدد من المؤتمرات والمسابقات الدولية، منها مؤتمر الفكر العربى فى لبنان ومعرض الصانع الأفريقى والمسابقة الأفريقية للعلماء والباحثين الشباب التى تنظمها جمعية عصر العلم.