قال البيت الابيض إن الولاياتالمتحدة تراقب عن كثب مخزون سورية من الاسلحة الكيماوية و"تتشاور بشكل مكثف" مع جيران دمشق للتأكيد على القلق ازاء الامن بسبب هذه الاسلحة ومسؤولية سورية عن تأمينها. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور "نعتقد ان مخزون سورية من الأسلحة الكيماوية ما زال تحت سيطرة الحكومة السورية... في ظل تصاعد حدة العنف في سورية وهجمات النظام المتزايدة على شعبه ما زلنا نشعر بقلق بالغ بشأن هذه الأسلحة."
جاء ذلك ردا من البيت الأبيض على سؤال بشان تصريحات لواء سوري منشق حول قيام قوات الرئيس بشار الأسد بنقل أسلحة كيماوية في أنحاء سوريا لاستخدامها المحتمل ضد المعارضة في رد عسكري انتقاما لمقتل عدد من كبار المسؤولين الأمنيين.
وقال فيتور "إضافة الى مراقبة مخزوناتهم فإننا نجري مشاورات مكثفة مع جيران سوريا وأصدقائنا في المجتمع الدولي للتعبير عن قلقنا بشأن أمن هذه الأسلحة والتزام الحكومة السورية بتأمينها.
في سياق متصل، قال وزير الجيش الإسرائيلي، ايهود باراك، إن تل ابيب تستعد لتدخل محتمل في سويا، في حال قررت السلطات السورية تسليم صواريخ متطورة أو أسلحة كيماوية إلى حزب الله اللبناني، وذلك في وقت قالت فيه مصادر تركية إن مجموعة جديدة من الضباط المنشقين وصلت إلى أراضيها، تضم اثنين برتبة عميد.
وقال باراك، في مقابلة مع القناة الإسرائيلية العاشرة: "لقد أعطيت توجيهات إلى الجيش لزيادة تحضيراته الاستخباراتية والتجهيز لما هو بحاجة إليه بحيث (إذا اضطررنا) يمكننا التفكير في تنفيذ هذه العملية."
وأضاف باراك بالقول: "نواصل متابعة النقل المحتمل لأنظمة تسلح متقدمة، بما في ذلك صواريخ مضادة للطائرات أو صواريخ أرض - أرض ثقيلة، ولكن هناك أيضاً احتمال لنقل أسلحة كيماوية من سوريا إلى لبنان."
ولفت وزير الجيش الإسرائيلي إلى أنه "في اللحظة التي يبدأ فيها الرئيس السوري بالسقوط سنطبق عمليات مراقبة، كما سننسق مع أجهزة استخباراتية أخرى،" وفقاً لما نقله الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية.
وحسب باراك، فإن إسرائيل تحضر للتعامل مع إمكانية وصول موجات من النازحين إلى أراضيها، مضيفاً "في حال سقوط النظام، وهو أمر قد يحصل، فالقوات متأهبة وجاهزة، وإذا توجب علينا وقف تلك الموجات فسنقوم بوقفها."
وكانت مصادر أمريكية قالت منتصف تموز إن معلومات قد توفرت لديها تشير إلى أن النظام السوري قام خلال الأيام الماضية بنقل جزء من ترسانته الكيماوية من المخازن التي كانت فيها.
وذكرت المصادر التي تحدثت لشبكة CNN الامريكية طالبة عدم ذكر اسمها أن دوافع الخطوة غير معروفة بعد، كما أنها لم توضح كمية أو نوعية الأسلحة التي جرى نقلها.
ولم تشر المصادر إلى الطريقة التي عرفت عبرها واشنطن بالخطوة السورية، علماً أن الولاياتالمتحدة سبق أو وفرت صوراً من الأقمار الاصطناعية للتحركات العسكرية داخل سوريا، كما تقوم بمراقبة المواقع الحساسة في ذلك البلد المضطرب، بينما رجحت جهات أخرى أن تكون المعلومات قد توفرت بعد اعتراض اتصالات هاتفية.
وبحسب المصادر، فإن هناك عدة أسباب قد تكون دفعت النظام السوري إلى القيام بهذه الخطوة، وبينها السعي لنقل الأسلحة بعيداً عن المناطق التي تشهد معارك ومواجهات عسكرية، أو التحضير لاستخدامها ضد أهداف مدنية.
ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية التعليق على هذا الموضوع، ولكن الناطقة باسم الخارجية، فيكتوريا نولاند، قالت إن على سوريا ضمان حماية ترسانتها الكيماوية.
وأضافت نولاند: "لقد أوضحنا أكثر من مرة أن على الحكومة السورية واجب حماية مخزونها من السلاح الكيماوي، وأن المجتمع الدولي سيحاسب المسؤولين السوريين الذين يفشلون في القيام بواجباتهم."
وكانت CNN قد تحدثت في حزيران الماضي لأحد المسؤولين الأمريكيين حول القضية، وقال آنذاك إن موضوع ضمان أمن الترسانة الكيماوية السورية مسألة بالغة الأهمية، وقد يضطر المجتمع الدولي لإرسال قوات على الأرض لتأمين المواقع.
وتعتقد الاستخبارات الأمريكية أن سوريا تحتوي على أكثر 50 موقعاً ومنشأة خاصة بالأسلحة الكيماوية، وتمتلك دمشق بالتالي واحدة من أكبر الترسانات الكيماوية في المنطقة .