استبعد خبراء وأكاديميون إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز لضرب المصالح الأمريكية في الخليج وإنهاء التواجد الأمريكي العسكري في المنطقة. واعتبر هؤلاء ، أن تلك الخطوة تأتي بمثابة رسالة تهديد إيرانية للولايات المتحدةالأمريكية بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا أقدمت على فرض حظر على توريد النفط الإيراني.
وحول تأثر مصر بتلك الازمة اكد مصدر مصري ان التأثير في حالة اغلاق المضيق سيكون اقتصاديا جراء عودة المصريين العاملين في الخليج وما تتحمله البلاد من اعباء توفير فرص عمل للعائدين . واضاف المصدر انه من الصعب جدا اغلاق المضيق حيث ان الدول الكبرى مثل الصين التي تتحصل على النفط اللازم لها عن طريق الخليج اضافة الى دولة مثل روسيا والتي يتم تصدير 40% من نفطها عبر الخليج لن ترضى ابدا باغلاق المضيق . واضاف المصدر ان مصر لن تتأثر كثيرا جراء هذه الازمة . واكد المصدر انه في حالة نشوب حرب ودخول اسرائيل كطرف فيها فان المنطقة كلها ستتأثر ولكن من المستبعد تماما نشوب الحرب .
ومن جانبه ، قال مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية في طهران الدكتور محمد صدقيان إن إيران صادقة في أنها لا تريد أن تغلق المضيق لكن ذلك لا يعني بأنها سوف تخضع للحرب الاقتصادية التي تريدها الولاياتالمتحدة".
وأضاف إن إيران أرادت من تهديدها بغلق المضيق عدة أهداف أنها عملت بتوصيات المرشد في مواجهة التهديد بتهديد مماثل وهي خطة جديدة تعتمدها القيادة الإيرانية علي جميع المستويات وأيضا إرسال رسالة واضحة للولايات المتحدة والاتحاد الأوربي بأنها سوف لن تقف مكتوفة الأيدي فيما إذا أقدمت علي فرض حضر علي توريد النفط الإيراني.
وأشار إلى أن تلك الخطوة بمثابة رسالة إلي الدول النفطية الخليجية بخطورة انعكاس مثل هذه الخطوة علي تصدير النفط من مضيق هرمز. وبدوره رأى الأكاديمي المصري الدكتور رضا عريض أن تلك الخطوة الإيرانية بمثابة استعراض للقوة من جانب إيران في الخليج وأنه حسب طبيعته الجغرافية يمكن غلق المضيق لتنصاع الدول العربية لمطالب إيران بدلا من مواجهتها عسكريا ولضرب المصالح الأمريكية في الخليج وإنهاء التواجد الأمريكي العسكري في المنطقة.
وقال إنه حتى في حال إذا لم يتم إغلاق المضيق فيكفي حالة الترقب والقلق التي تنتاب دول الخليج مما يستنزف اقتصادها.ومن ناحيته ، قال مستشار الشئون الدولية لجمعية "اللاعنف" العربية الدكتور نصير الحمود إن إيران من الناحية النظرية يمكنها إغلاق مضيق هرمز لكن من الناحية العملية فهي تعلم العواقب التي قد تنتج عن قيامها بذلك في ظل التهديدات الأميركية سيما في ظل وجود الأسطول الخامس بالخليج العربي.
وأضاف إن إيران لديها الإمكانات التي طورتها على مدار السنوات التي أعقبت حربها مع العراق التي تؤهلها لإزعاج جيرانها وتهديد المصالح الأميريكية.
وأشار إلى أن تلك السياسة الإيرانية تضع بعين الاعتبار النهج "البراجماتي" فهي تريد الإبقاء على الشعرة التي تجمعها بالغرب وهي لا تريد قطعها عبر هذا القرار الذي سيتسبب في إذكاء أسعار النفط وارتفاع تكاليف التأمين والشحن وبالتالي تضاعف أسعار السلع الأساسية في العالم، وحينها ستكون إيران والغرب قد تضررا من جراء هذه الخطوة.
واستبعد الحمود قيام إيران بغلق المضيق، لكنها كعادتها تحاول المساومة على موقفها مقابل الحصول على مكتسبات وتنازلات بشأن ملفها النووي.