استقبلت القاعدة البحرية في محافطة «طرطوس» السورية، أسطولا بحريا روسيا يضم طائرات سوخوي 33 وميج 29 وطائرات عمودية من نوع كا-27 (المضادة للغواصات) ومنظومات من الصواريخ المختلفة المضادة للطائرات والسفن الحربية والغواصات. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن العقيد البحري الروسي «ياكوشين فلاديمير أناتوليفيتش»، رئيس الوفد العسكري الذي يزور طرطوس تأكيده أن وصول السفن البحرية إلى سوريا هو لتقريب المسافات بين البلدين ولتعزيز أواصر العلاقة والصداقة التي تجمع بينهما. فيما أكد قادة السفن البحرية الروسية التابعة للأسطول الروسي تضامنهم مع الشعب السوري قيادة وشعبا.
وفي الجانب الآخر حيا عاطف النداف محافظ طرطوس موقف روسيا الذي وصفه ب « المشرف». ولروسيا قاعدة بحرية وسعتها في الفترة الأخيرة في طرطوس ، وترفض روسيا رفضا قاطعا أي تدخل في الأزمة السورية، واستخدمت حق النقض في أكتوبر الماضي ضد مشروع قرار في مجلس الأمن ينص على إمكانية فرض حظر على تسليم الأسلحة إلى سوريا التي تعد روسيا أبرز مزوديها منذ الحقبة السوفيتية.
يأتي هذا في الوقت الذي شيع فيه السوريون جثامين الضحايا ال 26 الذين سقطوا في التفجير الدموي الذي استهدف حي الميدان بوسط العاصمة «دمشق». وشيعت الجنازة في موكب رسمي وشعبي كبير من جامع الحسن، وبعد الصلاة حملت جثامينهم ملفوفة بالعلم السوري وسط هتافات المواطنين التي عبرت عن استنكارها للأعمال الإرهابية الإجرامية.
وأمّ صلاة الجنازة الشيخ بشير عيد مفتي دمشق بحضور عدد كبير من الوزراء والمسئولين، في حين احتشد الآلاف خارج المسجد رافعين الأعلام السورية، وبعضهم كان يحمل صور الرئيس السوري بشار الأسد، الذي اتهم نظامه «إرهابيين» بالوقوف وراء الانفجار، فيما اتهم المعارضون نظام الأسد نفسه بتدبير الحادث.
واستمر مسسلسل العنف الدموي في سوريا، ليحصد عشرات القتلى الجدد، حيث أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 21 مدنيا قتلوا في أعمال عنف شهدتها محافظتا حمص وأدلب، بينهم 17 سقطوا برصاص قوات الأمن، والأربعة الباقون في انفجار قذيفة صاروخية من نوع «آر بي جي»، أطلقها مجهولون على مسيرة في حي الزهراء الموالي للنظام، بينما كان سكان الحي يشاركون في مسيرة شموع لأرواح الضحايا الذين سقطوا في تفجير دمشق.
من جهة أخرى، قتل 11 جنديا على الأقل من الجيش السوري في اشتباكات عنيفة مع منشقين في محافظة درعا، مهد الحركة الاحتجاجية في سوريا.
وتناقش اللجنة الوزارية العربية التقرير الأول لبعثة المراقبين التي أوفدتها الجامعة إلى سوريا منذ السادس والعشرين من ديسمبر الماضي للتحقق ميدانيا من مدى تطبيق دمشق للمبادرة العربية لإنهاء الأزمة في سوريا، فيما أعلن رئيس الوزراء القطري ورئيس اللجنة أنه يسعى للحصول على مساعدة الأممالمتحدة. و أكد عدنان عيسى، الأمين العام المساعد للجامعة العربية أن سحب المراقبين غير مطروح على اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية.
وأن حديث الدول العربية وطلباتها للأمانة العامة هو دعم بعثة المراقبين بمزيد منهم إذ طلبت فلسطين وموريتانيا والصومال إرسال مراقبين جدد سيصلون هذا الأسبوع إلى دمشق للانضمام إلى الفرق الموجودة، وأن عشرة من المراقبين من الأردن سيصلون إلى دمشق للانضمام إلى الفرق التي انضم إليها مؤخرا 43 مراقبا من الكويت، والبحرين، والسعودية، والعراق، ومصر، ليصبح العدد 163 مراقبا. أما المعارضة السورية فتعتبر أن مهمة المراقبين العرب قد «فشلت» وأن «عدد القتلى» يتزايد منذ بدء مهمتهم، داعية الأممالمتحدة إلى التدخل.