تصاعد التوتر العسكري حول منطقة مضيق هرمز بين ايران وأميركا إلى ذروة جديدة أمس، مع التهديد الذي أصدره قائد الجيش الايراني باتخاذ إجراءات إذا أعادت البحرية الأميركية حاملة طائرات لها إلى الخليج، وهو ما قابله تأكيد أميركي على الانتشار البحري في المنطقة، وعلى السعي لتجنب التصعيد والمواجهة حول هرمز. وتزامن ذلك مع رفض الاتحاد الأوروبي طلب ايران تحديد مكان وزمان لاستئناف المفاوضات حول برنامجها النووي، قبل ردّ طهران على اقتراحات الاتحاد الذي يواصل بقيادة فرنسا حملته لفرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية. وقال قائد الجيش الإيراني عطاء الله صالحي إن الولاياتالمتحدة حركت حاملة طائرات إلى خارج الخليج بسبب مناورات بحرية إيرانية وإن إيران ستتخذ إجراءات إذا عادت حاملة الطائرات إلى الخليج. ولم يذكر البيان اسم الحاملة الأميركية ولكن حاملة الطائرات «جون سي ستينيز» تقود قوة بحرية في المنطقة ونشر الموقع الإلكتروني للأسطول الخامس الأميركي الأسبوع الماضي صورة لها في بحر العرب.
وقال صالحي «إيران لن تكرر تحذيرها... حاملة طائرات العدو حركت الى بحر عمان بسبب مناوراتنا. أوصي حاملة الطائرات الاميركية مشددا بألا تعود الى الخليج الفارسي». وأضاف «أنصحهم وأوصيهم وأحذرهم من عودة هذه الحاملة إلى الخليج الفارسي لأنه ليس من عادتنا أن نحذر أكثر من مرة».
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) جورج ليتل إن «انتشار الوحدات العسكرية الأميركية في الخليج الفارسي سيتواصل»، مضيفا أن «تحركات حاملة الطائرات ضرورية للمحافظة على استمرارية المهمات المتواصلة ودعمها عملياتيا».
وقال ليتل «مصلحتنا في مرور بحري مضمون وآمن للسفن العابرة لمضيق هرمز. هذه رغبتنا». واضاف «لا يسعى احد في هذه الحكومة للمواجهة بشأن مضيق هرمز. من المهم خفض الحرارة».
وقال المتحدث باسم الجيش الاميركي بيل سبيكس إن «انتشار الوحدات العسكرية الأميركية في منطقة الخليج سيتواصل كما كان منذ عقود»، مضيفا أن «البحرية الأميركية تعمل ضمن الاتفاقيات البحرية الدولية للمحافظة على حالة يقظة عالية من أجل ضمان التدفق المستمر للحركة البحرية في الممرات الحساسة للتجارة العالمية». وقالت المتحدثة باسم الاسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين ريبيكا ريباريش إن حاملة الطائرات الأميركية «جون سي ستينيز» تقود مهمة للبحرية الأميركية في المنطقة، وهي حاليا في بحر العرب لتزويد العمليات الأميركية في افغانستان بالدعم الجوي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نيولاند «نرى هذه التهديدات من ايران كدلائل متزايدة على أن الضغط الدولي بدأ يؤثر عليهم»، وأضافت «إنهم يشعرون بالعزلة المتزايدة، ويحاولون صرف نظر الرأي العام لديهم عن الصعوبات داخل ايران، بما في ذلك الصعوبات الاقتصادية نتيجة العقوبات». وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني للصحافيين «انه (التهديد) يعكس حقيقة ان ايران في موقف ضعف».
وكان من الملفت أن اعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية فاديم كوفال، أن «ايران لا تملك التكنولوجيا الضرورية لانتاج صواريخ عابرة للقارات متوسطة أو بعيدة المدى»، مضيفا «أنها لن تحصل على مثل هذه الصواريخ في وقت قريب». وأكد كوفال أن الصواريخ التي قامت إيران باختبارها أمس الأول، من طراز «قادر» و«ناصر»، هي صواريخ قريبة المدى، على الرغم من ادعاءات طهران بأن «قادر» المضاد للأهداف البحرية بمدى 200 كيلومتر، صاروخ بعيد المدى.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتعثر فيه أيضا الدبلوماسية النووية بين ايران والغرب، مع رفض الاتحاد الاوروبي طلب ايران تحديد «مكان وزمان» لاستئناف المفاوضات النووية المتوقفة منذ عام بين ايران والقوى الكبرى. وقال المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون مايكل مان ان «الكرة في الملعب الايراني» مشيرا الى ان الاتحاد الاوروبي ما زال ينتظر رد طهران على رسالته التى وجهها الى القادة الايرانيين في تشرين الاول الماضي. وطلبت اشتون في تلك الرسالة من طهران ان «تؤكد إرادتها تبديد الهواجس المتعلقة بطبيعة برنامجها النووي» المثير للجدل. واضاف مان ان «اشتون كتبت الى (سعيد) جليلي (رئيس المفاوضين الايرانيين) في تشرين الاول الماضي، ولم نتلق ردا بعد». وتابع قائلا «على الايرانيين اولا الرد على هذه الرسالة، ثم نرى»، معتبرا «انهم يتصرفون بالمقلوب».
وشدد المتحدث الأوروبي على القول «نحن على استعداد لاجراء مناقشات جدية» مع طهران، لكن «لا يحق للجانب الايراني وضع اي شرط مسبق». وقال المتحدث انه اذا لم يجر اي حوار، سيواصل الاتحاد الاوروبي تشديد العقوبات على النظام الايراني بموجب استراتيجية «المقاربة المزدوجة».
وفي كلمة قبل اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي يوم 30 كانون الثاني الحالي، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن الوقت قد حان لفرض عقوبات أكثر صرامة تتماشى مع اقتراحات تقدم بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في أواخر تشرين الثاني الماضي.
وذكر عاملون في قطاع الصرف ان سعر صرف الريال الايراني سجل تحسنا بنسبة 8 في المئة غداة تراجعه بنسبة 12 في المئة الاثنين امام الدولار. وكان سعر الدولار الواحد يساوي بعد ظهر أمس 15900 ريال ايراني مقابل 17800 امس الأول و16050 الاحد الماضي. واعلن البنك المركزي ان السعر الرسمي للدولار أمس الأول، بلغ 11181 ريالا. وقال رئيس البنك المركزي الايراني محود بهماني في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الطلابية ان «ارتفاع سعر الدولار ناجم عن عوامل نفسية وستلاحظون انخفاض سعر الدولار».