حرص زعماء مجموعة الثماني الذين عقدوا قمتهم السنوية في فرنسا على ابقاء مناقشاتهم بشأن المرشح الجدير برئاسة صندوق النقد الدولي في طي الكتمان وتجنب أي تأييد مشترك لترشيح الفرنسية كريستين لاجارد. ولاجارد -وزيرة المالية الفرنسية- هي أبرز المرشحين لتولي المنصب خلفا للفرنسي دومينيك ستروس كان الذي استقال لمواجهة اتهام بمحاولة الاغتصاب. وهي تحظى بدعم العديد من الدول الاوروبية والاتحاد الاوروبي. لكن الصين وقوى ناشئة أخرى تسعى جاهدة للتصدي لهيمنة الغرب على الصندوق. والمرشح الاخر الوحيد الذي أعلن ترشحه قبل انتهاء المهلة المحددة لذلك في العاشر من يونيو حزيران هو محافظ البنك المركزي المكسيكي أجستين كارستينز. وجعل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مسألة اختيار مدير صندوق النقد بمنأى عن جدول أعمال القمة لكنه لم يستطع منع نفسه أن يقول انه يرى أن لاجارد تملك مقومات رائعة تتيح لها تولي المنصب. لكن بعد مناقشات جانبية مع الرئيس الامريكي باراك أوباما امتنع ساركوزي عن التصريح بموقف واشنطن. وقال في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع الذي عقد في بلدة دوفيل الساحلية بشمال فرنسا انه يعتقد أن أوباما حدد الشخصية التي سيدعمها لتولي المنصب لكنه ينتظر الوقت المناسب لاعلان الامر. وقال ساركوزي "تحدثنا بالطبع عن الامر لكنني... لست المتحدث باسم أوباما وليس من شأني أن أعلن قراره." وأضاف أنه سيندهش ان اختلف أوباما مع وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون التي أيدت تولي نساء مؤهلات رئاسة هيئات عالمية مثل صندوق النقد الدولي. وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مجددا تأييده لرئاسة لاجارد لصندوق النقد الدولي وصرح للصحفيين بأن كثيرا من الحاضرين في اجتماع مجموعة الثماني اتفقوا على أنها شخصية متميزة. ولاجارد محامية شركات سابقة تتحدث الانجليزية بطلاقة وأظهرت كفاءة خاصة خلال اجتماعات وزراء مالية مجموعة العشرين. ورغم أنها تفتقر لخبرة ستروس كان الاقتصادية فهي تحظى باحترام واسع وتتمتع بشخصية مؤثرة مما يتيح لها اصلاح الضرر الذي لحق بصندوق النقد الدولي وبصورة فرنسا بعد اعتقال ستروس كان بتهمة محاولة اغتصاب خادمة بفندق في نيويورك.